وكالة صداي افغان للأنباء(اوا)_کابول:مع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، واحتمال بدء مفاوضات غير مباشرة بين البلدين في عمان، تحدث الدكتور سيد علي موسوي شكاوك، الكاتب والخبراء في الشؤون السياسية والدولية، في حوار خاص مع وكالة أنباء آوا عن أهداف المفاوضات بين واشنطن وطهران، وتداعيات هذه المفاوضات على أفغانستان، واحتمال اندلاع صراع عسكري بين إيران وأمريكا.
وقال الدكتور سيد علي موسوي شكاوك إن ما يحدث بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية ليس مجرد خلاف سياسي أو عسكري، بل هو صراع بين حضارتين: إحداهما حضارة إسلامية مبنية على القيم الإلهية والإنسانية، والأخرى حضارة ليبرالية غربية محورية على الاقتصاد، الرأسمالية، والسيطرة.
وأكد أن الحضارات لا تتحدث مع بعضها البعض، بل كانت دائمًا في حالة صراع، مشيرًا إلى أمثلة تاريخية مثل المواجهة بين حضارة اليونان وروما، وحضارة الإسلام والصناعة الغربية.
الدكتور شكاوك يؤكد أن تجربة الاتفاق النووي قد انتهت ولا يمكن تكرارها. أن إلغاء الاتفاق النووي من قبل دونالد ترامب لم يكن فقط نهاية لاتفاق سياسي، بل كان أيضًا نهاية لمسار دبلوماسي. وأضاف أنه بالإشارة إلى تصريحات القيادة الإيرانية التي قالت: أنتم تمزقون الاتفاق النووي، ونحن سنحرقه، يستنتج أن تلك القضية قد أُغلِقت للأبد.
الصين، روسيا، إيران؛ ظهور قوى حضارية جديدة
يشير شكاوك إلى الظروف العالمية الجديدة قائلاً: العالم اليوم ليس كما كان قبل 20 عامًا. ويذكر أن روسيا أصبحت قوة عالمية جديدة بعد الاتحاد السوفيتي، وأن الصين هي أول اقتصاد في العالم، بينما تعتبر إيران أيضًا قوة مؤثرة على مستوى المنطقة والعالم. ويعتقد أن هذه الدول لها اهتمامات ومصالح خاصة بها مما جعلها تدخل في توتر أو منافسة مع الولايات المتحدة.
المفاوضات في عمان؛ أمل أم تكرار لتجارب فاشلة؟
ينظر شكاوك بشك وريبة إلى المفاوضات المحتملة في عمان. ويقول إنه رغم إمكانية عقد لقاءات بين إيران وأمريكا، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، إلا أنه حتى في حالة الوصول إلى اتفاق، سيكون هذا مسارًا طويلًا ومليئًا بالتحديات.
ويُشير هذا المحلل السياسي إلى أن هيكل السلطة وأهداف الحضارة في كلا البلدين تجعل من غير المحتمل التوصل إلى اتفاق مستدام.
تأثير المفاوضات على المنطقة وأفغانستان
باعتقاد شكاوك، لطالما تأثرت أفغانستان بالأحداث الإقليمية والعالمية. في حالة التوصل إلى اتفاق أو عدمه بين إيران وأمريكا، يمكن أن تؤدي التغييرات السياسية والأمنية في المنطقة إلى تأثيرات مباشرة على أفغانستان والدول المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية.
ويصف دونالد ترامب بـالتاجر، ويعتقد أن التوصل إلى اتفاق مع ترامب أسهل من بايدن والديمقراطيين. ويؤكد أن الديمقراطيين يعملون وفقًا لمدرسة وأيديولوجية معينة، بينما يسعى ترامب ببساطة إلى عقد صفقات؛ مما قد يفتح الطريق أمام اتفاق محتمل مع إيران.
من وجهة نظر هذا الخبير في الشؤون الدولية، إذا تم التوصل إلى اتفاق بين البلدين، فإن الفائدة الأكبر ستكون لصالح أمريكا. ويقول إن مثل هذا الاتفاق سيكون بمثابة إنجاز دعائي لترامب أو الحكومة الأمريكية، ويمكن أن يُعرض كوسيلة للحد من إيران، وإنهاء حرب أوكرانيا، وتثبيت قوة أمريكا في العالم. كما أنه من المحتمل أن يتم تقليل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
يقول بثقة: أمريكا لن تدخل أبدًا في حرب مباشرة مع إيران.ويضيف أن القدرة الدفاعية والعسكرية لإيران قد تطورت بشكل يجعل أي قوة، حتى أمريكا، لا تجرؤ على شن هجوم مباشر. ويعتبر أن احتمال الحرب هو مجرد دعاية إعلامية غربية تهدف إلى خلق جو نفسي.
في نهاية الحوار، أكد الدكتور سيد علي موسوي شكاوك أن الاتفاق بين إيران وأمريكا، إن تم التوصل إليه، سيكون اتفاقًا مؤقتًا وهشًا.
ويقول إن الصراع الحضاري، والهياكل القيمية المتضاربة، والأهداف الاستراتيجية المختلفة ستمنع هذا الاتفاق من أن يؤدي إلى سلام دائم.
تأتي هذه التصريحات في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي مؤخرًا عن استعداد بلاده للبدء في مفاوضات مباشرة مع إيران، لكنه حذر من أنه في حالة فشل المفاوضات، ستواجه إيران خطرًا كبيرًا. وفي المقابل، أكدت إيران أنها مستعدة فقط للمفاوضات غير المباشرة ومن خلال وسطاء مثل عمان، ولن تستسلم أمام أي تهديد.
في هذا السياق، من المقرر أن يتم يوم السبت عقد اجتماع غير مباشر بين ممثلي الولايات المتحدة وإيران في عمان. وفي الوقت نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة ضد إيران، كما هدد دونالد ترامب بأنه في حال الحاجة، سيتم استخدام القوة العسكرية، رغم أنه أكد أن إسرائيل ستكون في الخط الأمامي، ولكننا سنتخذ قراراتنا بأنفسنا.
وفي الوقت ذاته، انتشرت تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة قد نقلت قاذفات B-2 إلى جزيرة دييغو غارسيا في شهر مارس، حيث يعتقد المحللون أن هذا الإجراء يأتي لإظهار القوة ولضغط أكبر على طهران.
كما أفادت صحيفة التلغراف مؤخرًا أن إيران حذرت من أنه في حال تعاونت بريطانيا مع الولايات المتحدة ضد طهران، فإن قاعدة دييغو غارسيا في جزر شاغوس ستكون هدفًا للهجوم.