وكالة صداي افغان للأنباء(اوا)- كابول: عزيز معارج، خبير في الشؤون السياسية، صرح في حوار مع مراسل أوا قائلاً: في المقام الأول، من غير المحتمل حدوث صراع عسكري بين إيران والولايات المتحدة، لأن الطرفين قد أدركا أن الحرب ليست في مصلحة أي منهما.
وأضاف معارج: على الرغم من التهديدات والضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة ضد إيران، نعتقد أنه في النهاية ستصل المفاوضات بين البلدين إلى نتيجة، لأن الظروف العالمية والإقليمية تقتضي تجنب المواجهة العسكرية التي من شأنها أن تزيد الوضع سوءًا.
وتابع معارج قائلاً: على الرغم من اختلاف وجهات النظر، هناك احتمال للتوصل إلى تفاهم من خلال وساطة دول مثل روسيا، لأن كلا الجانبين يسعى إلى إيجاد حل سلمي، وليس الحرب.
كما أكد معارج: الولايات المتحدة وإيران في الوقت الحالي يستخدمان لغة التهديد والمنطق بالقوة وعرض القوة من أجل تثبيت مواقعهما، وهذه الإجراءات تعتبر مقدمة للتفاوض في المفاوضات.
أضاف هذا المحلل السياسي: على الرغم من أن دونالد ترامب شخصية تميل إلى الحرب، إلا أن الكونغرس وغيره من الهيئات التي تتخذ القرارات في الولايات المتحدة ستأخذ بعين الاعتبار جوانب وآثار الحرب. لذلك، سيتم في النهاية إدارة التوترات من خلال الدبلوماسية والحوار.
ومن جهة أخرى، أشار معارج قائلاً: إيران لا ترغب في الدخول في صراع مع الدول الغربية. علاقات إيران مع روسيا تتشكل بناءً على المصالح السياسية، وليست بالشكل الذي يمكن فيه أن تتعاون عسكريًا في ظروف الأزمة.
وأضاف معارج: بشكل عام، إيران ليست دولة تسعى للحرب، وغالبًا ما تكون في موقف دفاعي. على الرغم من أنها قد تدعم بعض الجماعات الإقليمية الضعيفة مثل حماس في فلسطين أو الحوثيين في اليمن، إلا أنها لا تعرض مصالحها الوطنية للخطر.
وجود هذه التفاؤلات، لم يستبعد معارج احتمال وقوع صراع عسكري ضئيل، وحذر قائلاً: إذا وقعت الحرب لا قدر الله، فإن تأثيراتها السلبية على دول المنطقة ستكون شديدة للغاية.
ويعتقد معارج: في حال وقوع صراع، ستستهدف إيران القواعد العسكرية الأمريكية في أي نقطة من المنطقة. لدى الولايات المتحدة قواعد عسكرية في دول مثل قطر والإمارات والعراق والمملكة العربية السعودية وأماكن أخرى في غرب آسيا، وهذه القواعد تقع في مرمى صواريخ إيران. لذلك، فإن الولايات المتحدة تعرف تمامًا أنه مع بداية الحرب، ستكون مصالحها في المنطقة في خطر شديد.
تأتي هذه التصريحات في وقت تبقى فيه أقل من يوم واحد على بدء المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، عاصمة عمان. ويعتبر المحللون السياسيون هذه المفاوضات حاسمة ومصيرية لمستقبل العلاقات بين طهران وواشنطن والمنطقة.