وكالة صداي افغان للأنباء(اوا)- كابول: مع تصاعد التوترات بين جمهورية إيران الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في عمان، أكد حجت الإسلام والمسلمين سيد عبدالعظيم علوي، الخبير في القضايا الدينية والسياسية في حديثه مع آوا، أن الولايات المتحدة لا تحمل نية صادقة من أجل السلام العالمي، في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دخلت في الحوار مع أمريكا إيمانًا منها بالسلام والاستقرار.
وأشار علوي إلى أن الولايات المتحدة ليست صادقة في هذه المفاوضات وتسعى إلى السيطرة على العالم، بينما إيران لا تريد أن يدخل العالم في أزمة. وأضاف أن الوضع العام في العالم خطير، وأن إيران تسعى لتحقيق السلام. وفي هذا السياق، تنتظر الدول الإقليمية قرارات إيران.
وحذر علوي قائلاً: إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى تصعيد التوترات بدلاً من الحوار، فإن احتمال اندلاع الحرب العالمية الثالثة سيزداد، وستكون دول الشرق الأوسط هي الأكثر تضررًا.
وواصل علوي حديثه قائلاً: طالبًا من الدول الإسلامية، خصوصًا في الشرق الأوسط، أن تتوقف عن دعمها غير المشروط للولايات المتحدة، وأن تقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعمل من أجل السلام.
وأضاف هذا الخبير في القضايا السياسية: لن يكون هناك حرب، لأن الولايات المتحدة من الناحية الاقتصادية والمالية والعسكرية غير قادرة على الدخول في حرب مع إيران. وحتى إذا نشأت حرب، فإن الولايات المتحدة هي التي ستتحمل أكبر الأضرار.
وأشار علوي أيضًا إلى أنه إذا اندلعت الحرب، فمن المحتمل أن تدخل الصين وروسيا الساحة لدعم إيران، وهو ما سيكون ضارًا للغاية بالولايات المتحدة.
واستكمل قائلاً: الولايات المتحدة تستخدم دول المنطقة كأدوات، مثل سوريا والعراق وحتى الكيان الصهيوني، ولكن على الرغم من هذه الأدوات، فإن الحرب العسكرية ستكون خاسرة تمامًا للولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، أضاف علوي: اقتصاد الولايات المتحدة في حالة ركود. لقد أنفقت مليارات الدولارات في أفغانستان وفي النهاية فشلت. وهذه التجربة ستتكرر في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.
أمریکا خاسر جمیع الحروب، و على واشنطن أن تتعلم من هزائمها
من جهة أخرى، قال سید عبدالعظیم مجاهدزاده، الخبير السياسي، في مقابلة مع مراسل وكالة آوا: لن تحدث حرب بين إيران وأمريكا، لكن إذا بدأت مثل هذه الاشتباكات، سيكون الخاسر الرئيسي هو أمريكا.
وأشار إلى الهزائم السابقة التي تكبدتها أمريكا في دول مختلفة، قائلاً: لقد شاهدنا أن أمريكا في كل دولة شنت فيها حربًا، انتهت في النهاية بهزيمة. وأكد أن على أمريكا أن تتعلم من هذه التجارب وأن تتجنب الهجوم على الدول.
وأضاف مجاهدزاده أن الولايات المتحدة لا تمتلك القدرة على مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرًا إلى أن إيران، على الرغم من عدة عقود من العقوبات، تمكنت من تحقيق قدرات عسكرية كبيرة لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة لأمريكا أو الكيان الصهيوني.
وحذر من أن القواعد العسكرية الأمريكية في الدول المختلفة ستتضرر بشدة إذا اندلعت الحرب مع إيران، مشيرًا إلى أن الدول التي تستضيف هذه القواعد ستعاني أيضًا: إذا لم تمنع هذه الدول الحرب، فإنها ستواجه الفناء.
وصف مجاهدزاده، الخبير السياسي، الحرب المحتملة بين إيران وأمريكا بأنها حرب عالمية، قائلاً: في هذا السيناريو، لن تكون هناك أي دولة محصنة من الأضرار الاقتصادية والأمنية.
وتابع في حديثه عن تداعيات الحرب الإقليمية قائلاً: إيران تستضيف حوالي خمسة ملايين مهاجر أفغاني. في حال حدوث الحرب، سيضطر هؤلاء المهاجرون للعودة، بينما لا تمتلك حكومة أفغانستان الناشئة القدرة على استيعاب ملايين الأشخاص وإيوائهم.
وأشار أيضاً إلى طرد المواطنين الأفغان من باكستان، قائلاً: لقد واجهنا أزمة مع الطرد المحدود من باكستان، فماذا لو عاد عدة ملايين من إيران إلى بلادهم؟ سيكون هذا أزمة حقيقية للشعب والحكومة.
وفي جزء آخر من تصريحاته، أشار مجاهدزاده إلى هدف الولايات المتحدة، قائلاً: أمريكا تسعى للسيطرة على إيران وقدراتها العسكرية، لكن هذا الهدف في الوضع الحالي غير قابل للتحقيق.