وكالة صداي افغان للأنباء(أوا) ـ كابول: بداية الهجمات الصاروخية الهندية على مواقع الباكستانيين التي بدأت ليلة الثلاثاء الماضي، أثارت قلقاً واسعاً. في مقابلة مع آوا، اتهم الدكتور سيد برهان الطافي، خبير العلاقات الدولية، الهند بالتسرع في بدء الصراع، وقال: «قضية كشمير لم تكن كبيرة إلى حد يجعلها تؤدي إلى حرب شاملة، وكان من الممكن حل هذه المشكلة عن طريق الدبلوماسية.»
وأضاف الطافي: «قد تبدأ الحرب بإطلاق عدد من الصواريخ من جانب واحد، لكن نهايتها غير معروفة وقد تسبّب مصائب كبيرة. بناءً على التجارب المسجلة في تاريخ البشرية، لم تحقق الحرب أبداً أي فائز، ولم تستفد أي دولة قوية من الحرب حتى الآن؛ وفي النهاية، لم يحصلوا على شيء سوى الحسرة والندم.»
دور إيران في منع استمرار الحرب
وأشار الدكتور الطافي أيضًا إلى الدور المحتمل لإيران في الوساطة كأحد البلدان المهمة في منطقة غرب آسيا وقال: إيران يمكن أن تلعب دورًا فعالًا في منع تصاعد النزاع والتوترات.
وأضاف: إيران على مدار الأربعين عامًا الماضية، وخاصة في مجال الدبلوماسية والوساطة بين دول مختلفة مثل العراق وأفغانستان وسوريا، قامت بعدة أنشطة. إذا كان لدى الطرفين إرادة للسلام، يمكن لإيران أن تلعب دورًا حيويًا وتحول الكراهية إلى تعايش سلمي بين البلدين.
من وجهة نظره، إذا أرادت إيران الاستفادة من قدراتها الدبلوماسية وبالتعاون مع اللاعبين الإقليميين والدوليين الآخرين، مثل الأمم المتحدة أو الدول الكبرى الأخرى، للقيام بالوساطة، فإنها يمكن أن تكون فعّالة في تقليل التوترات. بالطبع، نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل مباشر على الإرادة السياسية للطرفين والتحولات الاستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم.
ما هي عواقب الحرب بين الهند وباكستان على أفغانستان؟
أكّد السيد الطافي أنه إذا لم تنجح الوساطات وتفاقمت الحرب بين الهند وباكستان، فإن أفغانستان ستكون بالتأكيد تحت تأثير هذه الحرب. وقد يظهر هذا التأثير في جوانب سياسية وأمنية واقتصادية متعددة.
ويعتقد الطافي أن زيادة التوترات بين الهند وباكستان قد تؤدي إلى عدم استقرار سياسي في أفغانستان؛ لأن هذا البلد يقع في موقع جغرافي حساس بين قوتين نوويتين إقليميتين، وفي مثل هذه الظروف، من المحتمل أن تتدخل أطراف خارجية في شؤون أفغانستان. بالإضافة إلى ذلك، قد يستغل بعض الجماعات السياسية والشبه عسكرية داخل أفغانستان هذه الوضعية لمصالحهم الخاصة.
من جهة أخرى، يعتقد الطافي أن أفغانستان، بسبب قربها الجغرافي من حدود باكستان والهند ووجود مجموعات إرهابية مختلفة داخل البلاد، فإنها تُعرض أمنياً للخطر. تصعيد الصراعات في الدولتين الجارتين قد يؤدي إلى نقل عدم الاستقرار إلى أفغانستان وزيادة التهديدات الأمنية مثل الهجمات الإرهابية أو النزاعات الحدودية.
بالإضافة إلى الأضرار السياسية والأمنية، فإن الحرب بين الهند وباكستان ستترتب على أفغانستان تأثيرات اقتصادية سلبية، كما يقول الطافي. هذه التأثيرات قد تشمل تقليص مستوى التجارة، زيادة التكاليف الأمنية، وحتى تقليص المساعدات الدولية، حيث أن العديد من الدول قد تُركز على قضاياها الداخلية أو الحروب الإقليمية. كما أن حركة السلع والمواد الأولية قد تتعرض لتعطيل. بشكل عام، فإن أي زيادة في التوترات في المنطقة، خاصة بين الهند وباكستان، قد تواجه أفغانستان بتحديات أكبر.
تداعيات الحرب بين الهند وباكستان ستكون ضارة بالمنطقة
أعرب توريالي همت، خبير العلاقات الدولية، في حديثه مع وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)، عن قلقه من اندلاع الصراع بين الهند وباكستان، وأكد أن الشعب الأفغاني عانى لسنوات طويلة من الحرب داخل البلاد، والآن سيضطر لتحمل الأضرار الناتجة عن الحرب بين الهند وباكستان.
وقال السيد همت: الحرب ليست ضارة للطرفين فقط، بل أيضاً ضارة للجيران وللمنطقة بأسرها. نحن مسلمون، والشعب الباكستاني أيضاً مسلم، والهند تضم أيضاً عددًا كبيرًا من المسلمين؛ في المجمل، الحرب ستكون ضارة للجميع.
وتوقع خبير العلاقات الدولية أن الصراع بين الهند وباكستان سيكون له تأثيرات سلبية كبيرة على أفغانستان، لأننا نشارك باكستان في حدود طولها 2800 كيلومتر، ومن المؤكد أن البشتون الذين يعيشون على جانبي هذه الحدود سيتضررون من تبعات الحرب.
توريالي همت أشار إلى أن الحرب بين الهند وباكستان ستؤثر سلبًا على التجارة والاقتصاد والأمن وكل شيء فينا. في الوقت نفسه، أشاد بالجهود التي تبذلها جمهورية إيران الإسلامية لتقليص التوترات بين البلدين، وقال: لقد قامت جمهورية إيران الإسلامية بعمل صحيح ونحن نقدر هذه الجهود. إذا استطاع نظام الإمارات الإسلامية أيضًا اتخاذ خطوة في هذا المجال وتحويل جو الحرب إلى فضاء للحوار، فسيكون ذلك عملاً أكثر قيمة.
من الجدير بالذكر أنه يوم الاثنين الماضي، وصل السيد عباس عراقجي، وزير الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية، على رأس وفد إلى إسلام آباد من أجل تقليص التوترات بين الهند وباكستان. ولكن قبل أن يسافر إلى الهند، بدأت الهجمات الصاروخية الهندية على باكستان؛ وهو إجراء غير متوقع من نيودلهي، الذي يُعتبر من قبل العديد من المراقبين الدوليين خطوة متعجلة نحو بدء الحرب من قبل هذا البلد.