وكالة صداي افغان للأنباء (آوا) – مشهد المقدسة:
يُعد يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني في التقويم الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية يومًا يحمل في طياته ثلاثة أحداث هامة ومصيرية في تاريخ إيران: : نفي الإمام الخميني (رض) عام ١٩٦٤، ومذبحة الطلاب عام ١٩٧٨، والاستيلاء على وكر التجسس الأمريكي عام ١٩٧٩. تُعدّ هذه الأحداث التاريخية الثلاثة رمزًا واضحًا لمقاومة الشعب الإيراني لهيمنة القوى الاستكبارية، وهي اليوم باقية في ذاكرة الشعب الإيراني وشعوب العالم المُحبة للحرية كيوم "مواجهة الاستكبار العالمي". في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء آوا في مشهد المقدسة، صرّح داود حيدري، الخبير في الشؤون الثقافية والاجتماعية، بأنّ مناهضة الاستكبار من الركائز الأساسية للثورة الإسلامية، وقال: "لقد قامت الثورة الإسلامية الإيرانية منذ البداية على تعاليم القرآن الكريم ومبدأ رفض الهيمنة الأجنبية. ويؤكد القرآن الكريم بوضوح على وجوب عدم خضوع المؤمنين لهيمنة الكفار، لأن قبول الهيمنة يعني فقدان الكرامة الإنسانية والإيمان. وقد فهمت الأمة الإيرانية هذه الرسالة الإلهية، وانتفضت ضد الاستبداد الداخلي والهيمنة الأجنبية".
وأضاف: "على مدى العقود الأربعة الماضية، أثبتت الأمة الإيرانية أن مناهضة الاستكبار ليست شعارًا عابرًا، بل هي جزء من هوية الشعب الدينية والثورية. إن حضور ملايين الأشخاص في مراسم الثالث عشر من آبان كل عام يُظهر أن هذه الروح لم تتراجع فحسب، بل إن الأجيال الجديدة تتبعها بإيمان وفهم أعمق".
أشار حيدري إلى أن "عداء أمريكا للجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ينبع من برنامجها النووي أو قضاياها السياسية، بل ينبع من استقلالها الفكري والثقافي. إيران دولة رفضت الخضوع لسياسات الغرب المفروضة، وقد أغضب هذا التطلع إلى الاستقلال أمريكا وحلفائها. في الواقع، أثبت الشعب الإيراني أن للمقاومة ثمنًا، لكن التنازل عن السيادة والاستكبار سيكلفه أكثر قسوة وإهانة".
كما صرّح مهدي حبيبي، الخبير في الشؤون الثقافية والدينية، في مقابلة مع مراسل آفا: "يُظهر تحليل سلوك القوى الاستكبارية أنها لا تسعى إلى الهيمنة العسكرية فحسب، بل تسعى أيضًا إلى الهيمنة الثقافية والفكرية على الشعوب. هدف الولايات المتحدة وحلفائها هو حرمان الشعوب من هويتها واستقلالها تمهيدًا لنهب ثرواتها وفرض مطالبها. ومع ذلك، وقف الشعب الإيراني، مستلهمًا من التعاليم الدينية وقيادة الثورة، في وجه هذه السياسات".
وتابع: "في العقود الأخيرة، تجاوز مفهوم مناهضة الاستكبار حدود إيران وأصبح خطابًا عالميًا. واليوم، نشهد في دول مثل فلسطين ولبنان واليمن وسوريا، وحتى في أمريكا اللاتينية، شعوبًا تقف في وجه الظلم والاستعمار الجديد، مستلهمة نموذج المقاومة الإيرانية. وهذا يُشير إلى عولمة خطاب المقاومة، الذي تحدى القوى المهيمنة".
وفي جانب آخر من كلمته، أكد حبيبي: "الحقيقة هي أن ثمن التنازل عن السيادة والاستكبار كان دائمًا أكبر من ثمن المقاومة. فالدول التي تهادنت مع القوى الاستكبارية أملًا في الأمن أو التنمية لم تفقد أمنها واستقلالها فحسب، بل غرقت أيضًا في الفقر وانعدام الأمن وعدم الاستقرار. في المقابل، تواصل الدول التي أصرت على المقاومة مسيرتها اليوم بكرامة وثقة بالنفس".