تاريخ النشرالخميس 28 نوفمبر 2024 ساعة 21:11
رقم : 301507
إن تغيير وجهات النظر بشأن المملكة العربية السعودية و فراغ القيادة السنية يمثل فرصة مغتنمة للإمارة افغانستان الإسلامي
و قد تبين رئيس مركز تبيان خلال كلمة له في مؤتمر عنوانه "السعودية، مِن إنشاء التطرف الديني و شيوعه إلى تسهيل التطرف العلماني و اشاعته و آثاره و تتبعاته" أن تصرفات بن سلمان الأخيرة و توجه السعودية نحو التطرف الديني و العلمانية تسببت إلى تبديل وجهات نظر السعودية بشكل كامل معتبا أن الفراغ القيادي الذي يعاني منه اهل السنة على مستوى العالم الإسلامي، فرصة عظيمة للإمارة الإسلامية لتعرف نفسها أمام الرأي العام لأهل السنة كما هي فرصة لأن تثبت مقدرتها للتولي قيادتهم و إدارتهم.
وكالة صداي افغان للأنباء(آوا)- مشهد المقدسة: مؤتمر "السعودية، مِن إنشاء التطرف الديني وشيوعه إلى تسهيل التطرف العلماني واشاعته وآثاره وتتبعاته" أقيمت ليلة أمس الثلاثاء  بحضور اطياف مختلفة من الشعب بمركز الأنشطة تبيان الثقافية والاجتماعية في حسينية الشهيد مصباح في مشهد المقدسة.
و أشار حجة الإسلام والمسلمين السيد عيسى حسيني مزاري، خلال كلمته في هذا المؤتمر، إلى أن التطرف الديني له جذوره في التاريخ المبكر للإسلام، وناقش سبب حدوث معظم التطرف الديني في المملكة العربية السعودية قائلا إن أرض المملكة العربية السعودية هي أرض الوحي ومحط اهتمام المسلمين، ومن جانب اخر، فإن حكام المملكة العربية السعودية، كخادمي الحرمين الشريفين، كانوا يطالبون بقيادة العالم الإسلامي دوما، لذلك لقد كانت لهم مكانة القيادة في العالم الإسلامي ولم يزل يحتفظون بهذا الادعاء. ولذلك فإن أي خطاب يحدث في هذه الأرض بامكانه ان يوثر في الأراضي الإسلامية الأخرى.
و من هذا المنطلق، بحسب رئيس مركز تبيان، تمكن الفكر الوهابي من النمو والتأثير في الدول الإسلامية الأخرى باستخدام منصب السعودية والتمويل والت. و قال: في أفغانستان، حاولوا كثيراً مأسسة التطرف الديني واقامة نزاع طائفي  مما أدى إلى الضحايا في هذه المنطقة، لكنهم لم ينجحوا، خلال العشرين عاماً من عمر الجمهورية، تم بذل الكثير من الجهود لإقامة الدولة الإسلامية التيارات والمجموعات المتعلقة بالمملكة العربية السعودية في أفغانستان وبناء القوة هنا. حيث ذكر أمثلة على جهود الوهابية لترويج التطرف في أفغانستان من خلال إنشاء آلاف المدارس خلال الجمهورية، وقال حسيني مزاري: كانت أفغانستان تنحدر ببطء إلى الوهابية والتطرف الديني خلال الجمهورية، ولكن عندما جاءت الإمارة الإسلامية وأنشئت كخطوة أولى بدأ بتدمير المدارس والأماكن والأشخاص المرتبطين بالوهابية. ولذلك فإن تدمير الوهابية في أفغانستان هو أحد الجوانب الإيجابية للإمارة الإسلامية.
كما قال رئيس مركز تبيان عن سبب التطرف في السعودية: السبب الأول هو أمريكا و إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيوني وعملائهم، كلهم ​​كانوا على هذا الطريق ولم يزل على هذا الطريق ومتابعون ذلك و استخدام هذه الأرض ضد العالم الإسلامي نظرا لأهميتها والعامل الثاني هو خلفية الشعب السعودي وجهلهم. و من الطبيعي أن يستغل العدو أهمية أرض الجزيرة العربية وجهل الناس ويسحبهم في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن إشاعة التطرف قد انطلق من السعودية وحظي بدعم أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا والكيان الصهيوني. وللأسف فإن هذه الحركة الخطيرة تورطت فيها العالم الإسلامي لعشرات السنين وتسببت في تخلف المسلمين في العالم. لقد تصرف قادة المملكة العربية السعودية بغطرسة في واجب الخضوع وخدعوا الحرمين الشريفين في العالم الإسلامي وأساءوا استخدام موقعهما وتصرفوا في اتجاه إضعاف العالم الإسلامي.
كما قال حسيني مزاري مشيرا  إلى وعي أهل السنة تجاه السعودية: اليوم للشخصيات والتيارات السنية اشد موقفا ضد السعودية. واليوم أيضاً للإمارة الإسلامية  التعرف الكامل للخصائص السعودية وما هي خصائصها وموقفها من الإمارة الإسلامية. ولذلك فإن الإمارة الإسلامية لا تربطها علاقة حميمة مع النظام السعودي.
وشدد على التغير في استراتيجية الاستكبار في السعودية و التطرف الديني والعلمانية والابتذال من قبل بن سلمان في هذه الأرض، وقال: إن هذه الخطوة هي أيضا خطوة خطيرة للغاية، كما كان التطرف الديني خطيرا وتسبب في العشرات، إن لم يكن مئات السنين وأصبح سببا للمشاكل في العالم الإسلامي.
كما اشار إلى الحفل الأخير في الرياض وانتهاك الأماكن المقدسة، وانتقد رئيس مركز تبيان صمت العالم الإسلامي قائلا:إخواننا وأخواتنا السنة سيكونون الأكثر تضررا من هذه الخطوة. ومن يسمون بالشيعة لم تكن لهم نظرة إيجابية عن السعودية في الماضي كما ليس لديهم نظرة إيجابية الآن. وحتى لو بدأت التغييرات من السعودية فإنها ستحترق رطبا وجافا، وليس فيها شيعة ولا سنة. وعندما تتضرر أفغانستان، سواء من التطرف الديني أو العلمانية والابتذال الأخلاقي، فإن المجتمع بأسره سيتأثر على أي حال
و أشار حسيني مزاري: أن هذه الخطوة من جانب محمد بن سلمان تسببت في خسارة السعودية موقعها القيادي في العالم الإسلامي. وحتى  اهل سنة العالم، وخاصة اهل سنة أفغانستان، لم يزالوا ينظرون إلى السعودية من منظور قيادة العالم الإسلامي.
واعتبر رئيس مركز تبيان خلا قيادة العالم الإسلامي على المستوى اهل  السنة فرصة كبيرة للإمارة الإسلامية لإظهار نفسها للرأي العام وإثبات قدرتها على قيادته وإدارته. وقال إن التيار الوحيد الذي يعرف اليوم في العالم الإسلامي بالتيار الحاكم للإسلام السني هو إمارة أفغانستان الإسلامية. إذا كان شخصيات ومسؤولو الإمارة الإسلامية يفكرون ويتصرفون بشكل صحيح، فإن اليوم هو اليوم المناسب لتأخذ مكان السعودية في إدارة آراء العالم الإسلامي. وأضاف: على المستوى الشيعي، الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستوى الشيعي هي زعيمة العالم الشيعي، ومن جانب اخر، الإمارة الإسلامية بامكانه ان تصير زعيمة للعالم السني، وعلى هاتين الدولتين أن تعملا يدا بيد  على إنقاذ العالم الإسلامي من شر الكفار والغطرسة، وسيكون العمل مفيداً وفعالاً للغاية.:
و أضاف: رغم أن أرض السعودية هامة  وأفغانستان ليست بأهمية أرض الوحي، لكن من وجهة نظر التفكير والمشاركة يمكن للشعب المسلم أن يصدق ويتولى هذا الموقع وينقذ العالم الإسلامي. من شر التكبر والضعف والاستغلال.و جاء، فيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس مركز تبيان في هذا اللقاء:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين وبه نستعين. اما بعد قال الإمام علي (ع) قال :لا تَرَى الجاهِلَ إلاّ مُفْرِطا أو مُفَرِّطا.
بداية أعزّيكم أيها الإخوة والأخوات بذكرى استشهاد الزهراء (عليها السلام). والاجتماع هذاالذي عقد هو خطوة جيدة وصحيحة. إن كل ما نعقده من مجالس لتكريم استشهادات ومولدات أئمتنا سيكون أمراً جيداً، لكن الموضوع المختار لهذا الاجتماع يرتبط بطريقة أو بأخرى بذلك الإمام ويتعلق بأرض الوحي. الأرض التي ولدت فيها حضرة فاطمة الزهراء عليها السلام وأمضت حياتها النبيلة في تلك الأرض. لقد تعاملت الزهراء (ع) مع التشدد والتفرط  خلال حياتها وكان استشهادها أيضاً بسبب تيار أولئك الذين وقعوا في التشدد أو التفرط. ولذلك فإن موضوع النقاش يتعلق بالتشددالديني الذي حدث في أرض المملكة العربية السعودية ويحدث مرة أخرى.
لماذا يحدث معظم التطرف الديني في السعودية؟!
لأن أرض الجزيرة العربية أرض مهمة في نظر العالم الإسلامي. مكة مباركة والمدينة المنورة مليئة بالنور، وهناك العديد من أماكن الحج والأماكن التاريخية للمسلمين في هذه الأرض. قبلة المسلمين في هذه الأرض وفي كل عام يتشرف ملايين الحجاج إلى هذه الأرض للحج أو العمرة. ففي نهاية المطاف، كان رؤساء المملكة العربية السعودية  مشهورين بأنهم أوصياء الحرمين الشريفين وزعماء العالم الإسلامي. فكل من أرض السعودية هي أرض الوحي، ومحط أنظار المسلمين وتنقلهم، ومن جانب آخر، كان قادة  المملكة العربية السعودية وامراءها وملوكها، بصفتهم خادمي الحرمين الشريفين، يشغلون منصب القيادة العالم الإسلامي ومازال لديهم هذا الادعاء.
و من الطبيعي أن أي خطاب يحدث في هذه الأرض يمكن أن يكون فعالا جدا في الأراضي الإسلامية الأخرى، لأنه له دور توجيه وتبسيط وقيادة الرأي العام في العالم الإسلامي على المستوى السني على الأقل. يمكنك أن تشاهد أنه كان هناك تطرف وقيود دينية صارمة في المملكة العربية السعودية لسنوات عديدة. كما تم تعميق الفكر الوهابي كفكر متطرف في هذه الأرض ونما باستخدام أموال النفط وأموال الحجاج والسياح.حيث استطاع الوهابيون أن يكونوا مؤثرين في دول إسلامية أخرى، من آسيا إلى القرن الأفريقي، وحتى في دول أوروبا وأمريكا وأستراليا، وفي بعض الدول غير الإسلامية، كما حاولوا أن يكونوا مؤثرين من حيث التطرف الفكري والديني. . نحن لن نذهب بعيدا. لقد احترقت جارتنا باكستان بنار التشدد الطائفي لسنوات عديدة. حروب أهلية واغتيالات وتفجيرات وتيارات مختلفة كانت لها أفكار متطرفة مصدرها السعودية وحتى الآن شعب باكستان يتغذى من هذه الفكرة والجماعات التي ترتبط بهذه الفكرة وترتبط بالسعودية وتتغذى من هناك فكريا وفكريا اقتصاديا وهو في وضع سيء. كما حاولوا أيضًا كثيرًاأنم يضفي الطابع الجذري على التطرف الديني في أفغانستان، لكن  بحمد لله، لم يستيطيعوا من خلق هذه المناقشات في بلدنا مثل باكستان وانشاء نزاع طائفي في البلاد وسقوط ضحايا من هذه المنطقة. ومع ذلك، خلال العشرين عامًا من عمر الجمهورية، عندما حكمت أكثر من 40 دولة غربية البلاد وطالبت بالديمقراطية وحرية التعبير، تم بذل الكثير من الجهود للسماح للحركات والجماعات المرتبطة بالسعودية بالحصول على اوكارفي أفغانستان للعمل والتدرب و تعزيزقوتها.
على سبيل المثال، في عام 1985، عندما ذهبت إلى مزار الشريف، وفقًا لرئيس مجلس العلماء هناك، تم تجنيد أكثر من 15000 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 6 سنوات من قبل مراكز مرتبطة بالمملكة العربية السعودية تحت عنوان تدريس القرآن الكريم والمواضيع الدينية وكان في اكثر ازقة المدينة لافتات عربية بالعناوين القرآنية والأحاديث النبوية ونحوها حيث  كان يتم استقطاب الأطفال وتعليمهم. وفي عام 1985، أصبح الطفل الذي كان عمره خمس أو ست سنوات حتى نهاية الجمهورية، والذي كان تحت تدريب المراكز الوهابية المرتبطة بالسعودية، شابًا يبلغ من العمر 25 عامًا ذو تفكير وهابي. و عندما يدخل هؤلاء إلى الساحة الاجتماعية، أي نوع من المشاكل يمكن أن يسببوا للمجتمع الأفغاني؟!
وكان السعوديون قد بنوا جامعة على قمة تل مرنجان في كابول، يتسع مسجدها وحده لخمسة آلاف مصل. وفي ننكرهار، وضع حجر اساس جامعة حيث كان لالاف الطلاب للىراسة والتعليم الفكر الوهابي. في عهد الجمهورية وقبل وصول الإمارة الإسلامية، كان هناك مئات المدارس السلفية في ننكرهار، وإذا أحصينا ألف شخص في كل مدرسة سلفية، فإن مئات الآلاف من الطلاب كانوا يدرسون في المدارس السلفية الوهابية. وفي هرات، كان المئات والآلاف من طلاب العلوم الدينية يدرسون في المدارس التي تمولها المملكة العربية السعودية. ذهبنا إلى أحد المراكز الإعلامية. وهناك، أظهروا خريطة لتواجد وأعداد أتباع الأحزاب السلفية والوهابية خلال الجمهورية في مناطق مختلفة من البلاد، وهو ما كان مثير للقلق حقاً.
خلال فترة الجمهورية، كانت أفغانستان تسقط ببطء في قبضة الوهابية والتطرف الطائفي
من كان منفذ هذا العمل؟! أرادت أمريكا وإنجلترا وفرنسا، ولكن بارشادات فكري ودعم مالي من المملكة العربية السعودية، أن تجعل من أفغانستان مركزاً للشر الفكري الوهابي. وعندما  استقرت  الإمارة الإسلامية و، في خطوة أولى، بدأت في تدمير المدارس والأماكن والأشخاص المرتبطين بالوهابية. والآن لن أعلن الإحصائيات هنا، لأن بين يدي الإحصائيات التي توضح كم مدرسة أغلقوا وأغلقوا، وتم اعتقال وضرب زعماء السلفية والوهابية في مختلف ولايات أفغانستان، وأزالوا وجودهم من أفغانستان. وعلى الرغم من وجود دعاية ضد بنية الإمارة الإسلامية، خاصة على مستوى الشعب الشيعي، و ذلك بسبب جهلهم وعدم فهمهم للوضع في أفغانستان، إلا أن تدمير الوهابية في أفغانستان يعد أحد الجوانب الإيجابية الإمارة الإسلامية.
حاليا، هناك أشخاص من الجمهورية، الذين فقدوا أيديهم بسبب السرقة والعمل القذر، وجاءوا إلى هنا لتحولوا أفكار الناس وعقولهم، يا سيدي! طالبان متطرفون وفلان وفلان!؟ أنا في كابول. لدينا أكبر وأنشط عمل فكري وثقافي في أفغانستان، وراية الشيعة العلويين الأصيلة بين أيدينا اليوم، ونحن منشطون في أفغانستان على المستوى العام. إذا كانت طالبان والإمارة الإسلامية متطرفين إلى هذا الحد ضد الشيعة، فمن الطبيعي ألا يسمحوا لنا بالعمل. في حين أن هذا ليس هو الحال.
أما إذا أبلغ أحد عن وجود فرد أو جماعة أو حلقة لها علاقة بالوهابية في شارع أو حي محدد، فسيتم محاصرته واعتقاله على الفور. واليوم، تقف الإمارة الإسلامية وتحارب الوهابية وداعش بأشد الطرق الممكنة. واذا لم تقف الإمارة الإسلامية  امام  وجه الأفكار الوهابية والعناصر والتيارات الوهابية، فلا شك أن الشيعة سيصبحون لقمة غذاء هذه التيارات. ألا تشاهدون أنه خلال عشرين سنة الماضية كانت المراكز والمنظمات الشيعية تتعرض للتفجيرات والانتحارات الواحدة تلو الأخرى بشكل منتظم؟ وتم الاستيلاء عليهم بحيث لم يكن  أي منهم عضوا من طالبان. ولو فعلوا ذلك لأخذوا على عاتقهم.
ولذلك فإن عمل السعودية في التطرف الديني كان له تأثيرات كثيرة على المستوى العالمي، وفي أفغانستان كانوا يحاولون القيام بهذا العمل ويكون فعالا ويجعل أفغانستان مركزا لتدريب وتصدير الإرهاب على مستوى العالم. بسبب الفقر والارهاق ، سوف ينجذب الناس بالتأكيد ويمكن أن يكون لأفغانستان إنتاج أكثرفاكثر وتشكل تهديدًا لجميع دول الجوار وحتى العالم أجمع، وخاصة إخواننا السنة، سينجذبون إلى هذا المسار وهذه الشبكات وستكون الكارثة سيتم إنشاؤه في أفغانستان، ولكن الحمد لله تغيرت الأحوال.هناك أحزاب وتيارات كانت لها أسماء جميلة لن أسميها الآن، لكنها كانت أحزاب وتيارات وهابية وعملت في اتجاه تجنيد وتدريب وإعداد القوات الوهابية في أفغانستان. اليوم، إذا رأيت أحيانًا بعض عناصرعلماء المنافقين يتحدثون ضد الشعب والمدرسة الشيعية في  مختلف انحاء أفغانستان، فهؤلاء هم الذين نشأوا خلال الجمهورية والآن بدأوا في إبراز الكراهية ونشرها في كل زاوية. وطبعا يتم التعامل معهم من قبل الإمارة الإسلامية والمجتمع على علم بالوضع الحالي.ولكن من هم سبب التشدد في السعودية؟!
العامل الأول هو أمريكا وإنجلترا وفرنسا والكيان الصهيوني وعملاؤهم، كلهم ​​كانوا وما زالوا على هذا الطريق، ويريدون استغلال هذه الأرض ضد العالم الإسلامي لأهميتها. والعامل الثاني هو خلفية الشعب السعودي وجهلهم. ومن الطبيعي أن يستغل العدو أهمية أرض الجزيرة العربية وجهل الناس ويقودهم في هذا الاتجاه.
ما هي دوافع اشاعة التطرف والتشدد الطائفي في السعودية؟!
السبب الأول والدافع لهذا العمل هو أن العدو كان ولا يزال مهتماً بإخضاع المسلمين والعالم الإسلامي للاستكبار بطريقتين. الاتجاه الفكري المخطئ: كما تشاهد في أرض السعودية أي نوع من رجال الدين الأنانيين وغير العقلانيين، ويستخدم اليسار واليمين التقاليد المزيفة من أجل تضليل المجتمع الإسلامي. الإسلام الرحيم بالكفار، لقد أرادوا أن يكون هذا الإسلام رحيمًا بالكفار، لا أن يكون إسلامًا سياسيًا، ولا يكون إسلامًا ثوريًا، ولا يكون إسلامًا متشددًا، بل يكون إسلامًا مهذبًا، ليكون إسلامًا رحيمًا بالكفار. الإسلام الذي يستسلم للاستكبار بدلاً من الاستسلام لله. وهذا كان هدف جماعة الكفر العالمية التي تبنتها ضد الدول الإسلامية كما حاولت خلق النزاعات بين المجتمعات الإسلامية من خلال اشاعة للتطرف الطائفي وتهمة التكفيروكذالك  تنظيم التيارات بحيث يجعل  تيار مقابل تيار آخر فيستعمل السلاح  وتهمة التكفير، كي يضرب رقبة الأخ المسلم، و يستهدف صدر الأخ المسلم بطلقة نارية.
وفي هذا الاطار، تسبب تنظيم داعش والقاعدة وغيرهما من التنظيمات التي تم إنشاؤها في العراق وسوريا واليمن ولبنان وباكستان وأفغانستان والقرن الأفريقي ودول عربية أخرى مشاكل خطيرة في العالم الإسلامي. عندما يتورط المسلمون مع بعضا ببعض ، بدلاً من أن يكونوا متحدين ومتواطئين، وبدلاً من الحصول على الهيمنة العسكرية والسياسية، ويتواجدفيهم  مشاكل و ازمات داخلية، فمن الطبيعي أن مثل هذا العالم الإسلامي لا يستطيع التخلص من شر الاستكبار ولا يستطيع الصمود. ضد الاستعمار لأن المسلمين حينها سيكونون ضعفاء.
والدولة الوحيدة التي استطاعت الوقوف في وجه الاستكبار خلال الـ 45 سنة الماضية هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني رحمه الله، ثم الإمام الخامنئي صلوات الله عليه وسلامه. كما تشاهدون  اليوم في العالم أجمع، وخاصة في العالم الإسلامي، أن الدولة الوحيدة المستقلة التي تحارب الاستكبار وتدعم الإسلام السياسي وتتابعه هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. البلدان الأخرى كلها محاصرة.
إن اشاعة للتشدد انطلقت من المملكة العربية السعودية واحتظت بدعم أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا والكيان الصهيوني. وللأسف فإن هذه الحركة الخطيرة تورطت فيها العالم الإسلامي لعشرات السنين التي تسببت في تخلف المسلمين في العالم. وقد تصرف قادة المملكة العربية السعودية بغطرسة في واجب الاستسلام، وباعتبارهم أوصياء الحرمين الشريفين في العالم الإسلامي، فقد أساءوا استخدام موقعهم وتصرفوا علي جهة إضعاف العالم الإسلامي. كما اختارت الغطرسة نقطة موثٌرة للغاية.
الخلافات التي احاطنا اليوم، المشاكل التي في فلسطين، المشاكل التي في لبنان، المشاكل التي توجد في العراق وسوريا واليمن وما حول إيران، الخلافات التي في حدود الجمهورية الإسلامية، هي مزاعج للإمارة الإسلامية تتم في الداخل، سواء على الحدود أو على المستوى الإعلامي، كل تنبع من السعودية ومن الدوائر التي لها السيادة هناك وتعمل ضد العالم الإسلامي باستخدام مرافق وأهمية هذه الأرض. و اليوم من حسن الحظ  العالم السني في حالة وعي و تأهب بحيث اكثرالمواقف ضد السعودية تتخذ  من قبل شخصيات وتيارات سنية.
واليوم أيضاً تعرف الإمارة الإسلامية تماماً ما هي خصائص هذه السعودية وما هي خصائصها وموقفها من الإمارة الإسلامية. ولذلك فإن الإمارة الإسلامية لا تربطها علاقة حميمة مع النظام السعودي.
إن خطر التفريط الديني ليس باقل من التطرف الطائفي
إذا كان تستخدم السعودية التشدد الطائفي حاليا مستخدماً وفعالاً في المملكة العربية السعودية وكان العدو يستطيع العمل من خلاله وتوجيه ضرباته إلى العالم الإسلامي، لكنهم الآن  تغيروا اللعبة ويحاولون العمل من خلال تفرط الديني وتعزيز العلمانية و الفساد الاخلاقي في المملكة العربية السعودية. الإخوة والأخوات! وهذا تصرف خطير للغاية، كما كان التطرف الطائفي خطيرا وتسبب في مشاكل في العالم الإسلامي لعقود، إن لم يكن لمئات السنين.
واخذ السيد محمد بن سلمان طريق الحريات المدنية . حتى أنكم رأيتم أن حفلاً أقيم في الرياض مؤخراً وكانت راقصات عاريات وشبه عاريات يدرن ويرقصن حول هيكل يشبه الكعبة الشريفة. انظروا إلى أي مدى وصلوا بالعنف إلى أقصى الحدود وإلى أي حد يتحركون بأمان وإلى أي مدى يتصرفون ضد مشاعر العالم الإسلامي. وانا لا أدري ماهو سبب صمت العالم الاسلامي ؟! لماذا لا يبكون دماً؟! لماذا لا يحزن الجميع ولم يحزنوا؟! لماذا لا يضرب رجالنا ونسائنا أنفسهم أمام هذا الحزن الذي يتكون اليوم في أرض السعودية؟! و على أهل السنة أن يعوا ويتحركوا جديا في هذا الشأن.
سيكون إخواننا وأخواتنا السنة هم الأكثرخسارة من هذه الخطوة. ومن يسمون بالشيعة لم تكن لهم نظرة إيجابية عن السعودية في الماضي، وليس لديهم نظرة إيجابية الآن. وامٌا التغييرات إذا بدأت من السعودية فإنها ستحترق رطبا ويابسا، سواءا من اهل  السنه  والشيعة. وعندما تخسرأفغانستان، سواء من التطرف الديني أو العلمانية والابتذال الأخلاقي، فإن المجتمع بأكمله سيتأثر على أي حال. سيتم اعتداء باكستان. سوف تتعرض الدول العربية للضرب ويمكن أن تترك آثارا سيئة للغاية. و في هذا المجال يجب أن نعرب عن قلقنا بقولنا وعملنا ونضع الحد  لاستمرار هذه الخطوة من قبل السيد محمد بن سلمان
و قد انتهت هذه الأحداث لصالح المجتمع الإسلامي طبعا. لأن الوهابية تضعف مع مثل هذه الحريات. حيث قد تم اعتقال وسجن العديد من العلماء الوهابيين في السعودية، و سيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحقهم.
ولا شك أنه من الآن فصاعدا ستضعف التيارات الوهابية، سواء في أفغانستان أو غيرها، أكثر مما كانت عليه في الماضي، وسوف تمحوا تدريجيا، ولكن مما يثير القلق أن تحل محل هذه الحركة التفريط الديني والعلمانية.
اما في أفغانستان، خلال فترة الجمهورية، كان هناك تفريط الديني وحركات علمانية، وتم استخدام كليهما في نفس الوقت. وقد أرادوا تدمير مجتمع وتدميره عن طريق التطرف الديني، وقتل مجتمع بهذه الطريقة من الناحية الفكرية، وقتل بعض الناس على يد من تم اجتذابهم، ويقتل جزء اخر في طريق اشاعة المفسدة والفحشاء والدعارة.
حيث قد ألحق الأميركيون بنا خلال الجمهورية اضرارا جسدياً فادحا مما قتلوا 170 ألفاً من شعبنا على مدى 20 عاماً، لكنهم ألحقوا بنا أشد الضرر معنوياً وروحياً وفكرياً بحيث ليس بامكان الشعب كله أن يعوض هذا القتل الثقافي والأخلاقي بالعمل والكدح في أفغانستان لعقود من الزمن.
و الآن، إذا تشاهدون أن هذه العملية تم إضفاء الطابع البنيوي عليها في المملكة العربية السعودية وتخرج من هناك ويتم اشاعتها في بلدان أخرى، فسيكون ذلك بالتأكيد أكثر اضرارًا. لكن خطوة محمد بن سلمان هذه تسببت في خسارة السعودية موقعها القيادي في العالم الإسلامي. وحتى سنة العالم، وخاصة اهل السنة في أفغانستان، لم يعودوا ينظرون إلى السعودية من وجهة نظر قيادة العالم الإسلامي، وخاصة ابتذال السنوات القليلة الماضية عندما صدرت أفلامه وهذا الحفل الأخير الذي اطي الي ازعاج نفسي لجميع اهل السنة من المسلمين  ولا تعدٌ السعودية زعيمة العالم الإسلامي من هذا الوقت .
الإمارة الإسلامية وفرصة لتولي قيادة أهل السنة في العالم:
لقد عقدت هنا حفلًا في كابول يوم الجمعة المنصرمة وقلت في خطابي إن التيار الوحيد الذي يسمى اليوم في العالم الإسلامي بالتيار الإسلامي الحاكم هو إمارة أفغانستان الإسلامية. إذا كان شخصيات ومسؤولو الإمارة الإسلامية يفكرون ويتصرفون بشكل صحيح، فإن اليوم هو اليوم المناسب لتأخذ مكان السعودية في إدارة آراء العالم الإسلامي. ويمكن للإمارة الإسلامية أن تنفذ ذلك وإنها فرصة مغتنمة للغاية.
وطبعاً قلت هذا عام ٢٠٢١  لطالبان في ذلك الوقت، إنها فرصة جيدة جداً للإمارة الإسلامية أن تعمل في هذا المجال وتعرف نفسها على المستوى العالمي أنها تستطيع على الأقل إدارة  العالم السني وقيادته. لأن هناك فراغاً قيادياً في مستوى أهل السنة العالمي.
و من جانب  أخر، على مستوى المذهب الشيعي، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي زعيمة العالم الشيعي، ومن ناحية أخرى، فإن الإمارة الإسلامية هي زعيمة العالم السني، وعلى هاتين الدولتين أن تعملا مكتتفا في هذا الشأن من أجل إنقاذ العالم الإسلامي يجب أن يعمل ضد شر الكفار والاستكبار، وسيكون العمل مفيدا وفعالا للغاية. ونأمل أن تتم هذه العملية. ونأمل أن يعود المسؤولون في الإمارة الإسلامية إلى رشدهم ويغتنموا هذه الفرصة الخالصة والذهبية ويجتهدوا ويعملوا جاهدين لخلق دورهامة في العالم، وينبغي لشعب أفغانستان أيضا أن يتعاون في هذا الاتجاه. ونحن مستعدون للتعاون في هذا المجال حتى لا تعود السعودية زعيمة للمسلمين السنة ويتم إزاحتها واستبدالها بإمارة أفغانستان الإسلامية. ورغم أن أرض السعودية مهمة وأفغانستان ليست بأهمية أرض الوحي، إلا أنه من ناحية التفكير والمشاركة يستطيع الشعب المسلم تأمين هذا الموقع وتوليه وإنقاذ العالم الإسلامي من شروره.من الغطرسة والضعف والاستغلال.
و لن أزعج أحبتي أكثر من هذا وأتمنى من الله عز وجل أن يوفقنا إلى طريق الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام وخاصة الزهراء الطاهرةعليها السلام وخاصة ابنها العزيزحضرة الإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وان نكون من جنوده الصالحين، وان نعمل في طريق توفير أسباب الظهور، و رزقنا الله الشهادة في آخرحياتنا إن شاء الله.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاهد صور هذا المؤتمر هنا.
https://avapress.net/vdcfxydmew6dxta.kiiw.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني