وكالة صداي افغان للأنباء(اوا) – قم: تم إقامة احتفال بمناسبة ذكرى بعثة النبي الأعظم (ص) بحضور عدد من المهاجرين الأفغانيين في مكتب مركز النشاطات الثقافية والاجتماعية تبيان في قم.
وخلال كلمته في هذه المناسبة، قال حجة الإسلام والمسلمين الدكتور سيد زكي موسوي، العالم الديني:يوم مبعث النبي هو اليوم الذي بعث فيه النبي العظيم من قبل الله سبحانه وتعالى.
وأضاف: قد تطرح بعض الأسئلة مثل: لماذا يرسل الله الأنبياء؟ ما الحاجة التي دفعت الله سبحانه وتعالى لإرسال النبي؟ ألم يعطِ الله الإنسان العقل؟ أليس العقل كافياً لإجابة تساؤلات البشر؟ إذا كان الله قد أعطى العقل للإنسان، فلماذا الحاجة إلى إرسال الرسول؟ هل نحتاج فعلاً إلى نبي أم لا؟
وأشار حجة الإسلام والمسلمين موسوي إلى أنه للإجابة على هذه الأسئلة، يمكن القول باختصار: في البداية يجب الإشارة إلى أننا بحاجة إلى نبي أم لا، ربما البعض من الذين يهتمون بالدراسة قد يقولون: نحن لا نحتاج إلى نبي، وعقلنا قادر على تمييز الخير والشر ولا حاجة لنا بشخص النبي.
وأكد هذا العالم الديني أنه صحيح أن الله سبحانه وتعالى قد منح الإنسان العقل، وأضاف: لكن الله سبحانه وتعالى منح الإنسان حجتين، واحدة ظاهرة وهي النبي، والأخرى باطنية وهي العقل.
وتابع قائلاً: لكن نطاق العقل محدود، لأنه لا يستطيع أن يتدخل في كل الأمور. العقل يستطيع أن يعمل في مجالات معينة، ولكن لا يمكنه الحكم في كل المسائل.
وأشار هذا العالم الديني إلى أن عقل الإنسان يعاني من نقص نسبي ونقص مطلق، قائلاً: النقص النسبي يمكن أن يُحل مع مرور الوقت، لكن النقص المطلق لا يمكن حله أبداً. النقص النسبي مثل ما يحدث غداً، فننتظر حتى يحدث ونراه، بينما النقص المطلق لا يمكن حله لأن العقل ليس في نطاقه.
وذكر موسوي مثالاً قائلاً:السمكة تعيش في الماء، إذا سألناها عما فى الماء، ستجيبنا، لكن إذا سألناها في البر، لن تجد إجابة، هل النقص في السمكة؟ لا، بل النقص في البيئة، فالسمكة يمكنها أن تجيب في الماء ولكن ليس في البر.
وأضاف: العقل البشري يشبه هذا المثال، فالعقل يستطيع فهم العلوم التجريبية، لكن لا يستطيع فهم ما وراء الطبيعة.
وأوضح هذا العالم الديني قائلاً: حتى الفلاسفة الذين يدعون اليقين التام، لا يستطيعون الإجابة بدقة. على سبيل المثال، عندما يتحدثون عن السعادة، يقدم كل فيلسوف تعريفاً مختلفاً.
وأضاف: إذا كان الفلاسفة يقولون أن العقل كامل ويستطيع تلبية كل احتياجات المجتمع، لماذا إذن يوجد هذا الاختلاف الكبير في تعريف السعادة؟
وأشار قائلاً: عندما يموت الإنسان ويُدفن في قبره، نوافق على ذلك، ولكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ هل نجيب بعقل الإنسان؟ لا، لأن العقل البشري لا يستطيع الإجابة على ذلك، حتى الشيوعيين الذين ينكرون ذلك يقولون: وضعنا أفضل راديو سمعي، ولكن لم نسمع أي إجابة، فيستنتجون أنه لا يوجد نكير ولا منكر.
وختم حجة الإسلام والمسلمين موسوي بالقول:إذاً، من أجل وجود تواصل بين عالمنا المادي الذي نعيش فيه وبين العالم ما وراء الطبيعة بعد الموت، هناك حاجة إلى وسيط، وهذا هو أحد الأسباب التي تفسر بعثة الأنبياء.
وفي هذا الحفل، قام السيد عليرضا موسوي، مداح أهل البيت (عليهم السلام)، بذكر فضائل المعصومين، كما تم تنظيم مسابقة ثقافية كجزء من فعاليات الحفل.