وكالة صداي افغان للأنباء (اوا) - قم:حجة الإسلام محقق الشهيد سماحة السيد علي أكبر مصباح بالمقارنة بـمصعب بن عمير من الشباب النشط والمليء بالحيوية ومن أصحاب النبي محمد (ص)، قائلاً: كان الشهيد مصباح من حيث الأخلاق والسلوك والشجاعة والأعمال الجهادية والتعاملات الاجتماعية يشبه ما روته تاريخ الإسلام عن مصعب بن عمير.
قسم حجة الإسلام محقق حياة الشهيد مصباح إلى عدة أجزاء، وقال: درس في شبابه في مدينة مزار الشريف ثم انتقل إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودرس في مدرسة قائم في طهران. وعندما عاد إلى أفغانستان، بدأ النضال منذ الأيام الأولى بعد انقلاب الشيوعيين في إطار منظمة فدائيي الإسلام، أي حركة المستضعفين الإسلامية في أفغانستان.
وأشار إلى أن الأنشطة العسكرية للشهيد مصباح في أفغانستان، وخاصة في شمال البلاد، كانت مشهورة بين الناس. وقال: كانت شهرة شجاعته ودهائه إلى حد أن الروس كانوا يرتعدون عند سماع اسم الشهيد مصباح.
أضاف حجة الإسلام محقق:تعرض الشهيد مصباح لعدة حصارات في قزل آباد، وإيكه توت، ومناطق جبل البرز في محافظة بلخ، لكنه استطاع كسر الكمائن وإنقاذ نفسه ورفاقه.
وأوضح هذا العالم الديني أن الشهيد مصباح كان له أنشطة بارزة ضد الحكومة الشيوعية في مدينة مزار الشريف وكان استثنائيًا بين رفاقه، ولهذا السبب تم اعتقاله من قبل الحكومة الحاكمة وأُطلق سراحه من خلال عناصر تنظيمية كانت في النظام.
وأشار رفيق الشهيد مصباح إلى أن ذلك الشهيد خلال فترة وجوده في مشهد المقدسة أسس مجلة نداء عاشورا التي تناولت قضايا المهاجرين وقضايا العالم الإسلامي، بالإضافة إلى أنشطته الثقافية والاجتماعية والتربوية.
وأضاف: بعد سقوط حكومة نجیب، عدنا مع الشهيد مصباح إلى مزار الشريف، وفي هذه الفترة زادت أنشطته الثقافية والتوعوية. كان الشهيد مصباح يقوم بالإعلام، والخطابة، والنشاطات يوميًا عبر الراديو والتلفزيون في محافظة بلخ.
أشار حجة الإسلام محقق إلى أن الشهيد مصباح كان دائمًا يجلس ويتحدث مع الشباب الطلاب والمفكرين، ولهذا السبب كان يحظى باهتمام ودعم أهل مزار الشريف. وأضاف: من هذه الناحية، لم يكن مقبولاً لبعض الأشخاص الذين كانوا ضيقين النظر وذوي الفرص الذين كانوا يشعرون بالغيرة منه، لذا تم استشهاده مع رفاقه.
أكد هذا العالم الديني أن الشهيد مصباح كان متواضعًا، حسن السلوك، متدينًا وثوريًا، وكان لديه خصائص مؤثرة وسعى لإحداث حركة في أفغانستان. كان لديه آراء سياسية وكان له اتصالات نشطة مع جميع المجموعات في أفغانستان.
أضاف: لم يكن لدى الشهيد مصباح نظرة حزبية أو إقليمية أو فئوية تجاه قضايا البلاد، وكان يحظى باهتمام المفكرين في المجتمع. بسبب الاتصالات التي كانت له في طهران مع المجاهدين والتنظيمات الإسلامية الأفغانية، كان هناك أيضًا ترحيب به من قبل الشباب وشرائح مختلفة من المجتمع.
قال حجة الإسلام محقق: كان الشهيد مصباح قد أنشأ دورات تعليمية في طهران وكان له اتصالات مع المدارس والجامعات. من الناحية الاجتماعية، كان شخصية نشطة، حسن السلوك، جذابة ولها نظرة إصلاحية وخير للجميع.
وأضاف: كان الشهيد مصباح نشطًا أيضًا في المجالات الخدمية. كان العديد من الناس والأصدقاء سواء في زمن تنظيمه أو عندما انضم إلى حزب الوحدة، ينظرون إليه كشخصية محورية في النضال السياسي والثقافي.
أشار حجة الإسلام محقق إلى روح الشهادة والتضحية لدى الشهيد مصباح، قائلًا: كان لديه آمال بارزة إسلامية وثورية وقد فقدناه في شبابه، ودائمًا نشعر بفراغه في المنطقة وخاصة بين المهاجرين والمجاهدين.
قال: كان لدى الشهيد مصباح خطابة علمية جيدة. كان له تأثير عميق بين الجامعيين وأهل القلم، وكان دائمًا حاضرًا في الساحة ويسعى للحفاظ على قيم الجهاد، وكان يحث الناس والتيارات على الابتعاد عن العنصرية والقبلية والأساليب العلمانية.
أضاف حجة الإسلام محقق:كان هدف الشهيد مصباح جمع القوى القيمة في إطار الوحدة والحفاظ على القيم الثابتة للشهداء ومواصلة النضال، لكنه تعرض للحسد وعدم الإنصاف من بعض المعارضين الذين تأثروا بالماركسيين واليساريين والعنصريين. لم يستطيعوا رؤية الشهيد مصباح كمحور اهتمام الجميع، خاصة الأقليات.
وأشار إلى هموم الشهيد مصباح بشأن الحفاظ على قيم الجهاد ومنع شيخوخة وموت مجاهدي الشعب الأفغاني في وقت مبكر، قائلًا:للأسف، رأينا أن بعض الأشخاص كانوا يتواصلون مع الروس والعنصريين ودخلوا في حروب كابول بشكل حاد، وفي العاصمة الأفغانية وقع عدد من الشخصيات في أخطاء تحت تأثير عناصر نفوذ خاد والعنصريين الذين جاءوا من كويته ودول أخرى. من هذه الناحية، كان الشهيد مصباح محور قيم جهاد الشعب الأفغاني، وفي هذا المجال تأثر الكثيرون بأفكاره ورؤيته الإسلامية والثورية.
قال: كان لدى الشهيد مصباح ميول علمية عديدة وكان دائمًا يسعى لتأسيس مكتبات ونشر المقالات والمقابلات العلمية، وكان يسعى لزيادة وعي الناس والحفاظ على القيم الدينية في المجتمع الإسلامي. كان شخصية أخلاقية جدًا ومتواضعة، ورغم أنه كان بإمكانه الوصول إلى مكانة ومنصب في مدينة مزار الشريف، إلا أنه لم يكن يسعى وراء المناصب الدنيوية.
قال حجة الإسلام محقق:كان الشهيد مصباح دائمًا يعمل على تقديم المساعدة والخدمات الاجتماعية للمحتاجين، وكان ينصح أهل مزار الشريف بمساعدة المهاجرين القادمين من إيران والمناطق الوسطى.
وأشار إلى التوصية المستمرة للشهيد مصباح التي كان يقول فيها:لقد تخلصنا من الجهاد الأصغر ونتجه نحو الجهاد الأكبر، مضيفًا: وفقًا للشهيد مصباح، يجب علينا توحيد مجتمعنا من خلال العلم والأخلاق الروحية، وهذا هو الإسلام الذي سينقذنا.
أكد حجة الإسلام محقق أنه من وجهة نظر الشهيد مصباح، فإن تعاليم القرآن هي محررة للمجتمع، مشددًا: كان هذا الشهيد دائمًا يقول إننا لا يمكننا توحيد المجتمع بالابتعاد عن تعاليم الجهاد والقضايا الدينية والاتجاه نحو العنصرية والقبلية.
وفي الختام، أشار إلى أن أكبر عمل ومسؤولية لدينا هي الحفاظ على المبادئ الإسلامية والإنسانية لفكر الجهاد المحرر لأفغانستان، مضيفًا:يجب أن يعرف الناس والشباب مقاومة الشعب الأفغاني، شهداء الثورة وخاصة الشهيد مصباح والشهيد ذبيح الله الذي كان قريبًا من السيد مصباح. كان هدفهم هو أن يكون الشعب الأفغاني مستقلًا ويقف على أقدامه، ويحافظ على الوحدة الداخلية للمجتمع ويتجه نحو التقدم السياسي والثقافي والاقتصادي.