وكالة صداي افغان للأنباء (اوا) - الخدمة الدولية: ذكرت صحيفة مؤيدة للحكومة التركية أن تركيا قد تبني قاعدتين عسكريتين في سوريا وتستقر فيهما طائرات F-16.
وأفادت الصحيفة أن تركيا وسوريا ستوقعان قريباً اتفاقية دفاعية مشتركة، بموجبها ستساعد أنقرة سوريا في حال تعرضت دمشق لتهديد مفاجئ.
كما ينص العقد على أن تقوم القوات المسلحة التركية بتدريب الجيش السوري وطواقمه الجوية، وأن تقوم تركيا بإنشاء قاعدتين عسكريتين في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن أنقرة ستنشر 50 طائرة F-16 في هاتين القاعدتين إلى حين تشكيل القوات الجوية السورية، وذلك لمنع أي هجوم قد يهدد سيادة البلاد.
وأفادت وكالة ريانووستي أن المسؤولين لم يعلقوا بعد على هذه التقارير. كما أوردت الصحيفة أن الحكومة السورية الجديدة طلبت من تركيا طائرات مسيرة، رادارات وأنظمة حرب إلكترونية للتحكم في الحدود مع الأراضي المحتلة.
وذكرت التقارير أن أولى شحنات الطائرات المسيرة قد تتم في المستقبل القريب. كما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن صور الأقمار الصناعية وخبير، أن إسرائيل تقوم ببناء قواعد عسكرية في منطقة الفصل بهضبة الجولان في سوريا.
الدور الاستراتيجي لتركيا في تأسيس القواعد العسكرية في سوريا
تركيا كانت تسعى منذ فترة طويلة لتوسيع وجودها العسكري في سوريا. في الواقع، كانت جهود هذا البلد لنقل قواته العسكرية إلى سوريا جزءًا من سياسته الخارجية، وكذلك واحدة من أهدافه الاستراتيجية للحفاظ على نفوذه في منطقة الشرق الأوسط.
منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، كانت تركيا تسعى دائمًا للتأثير في تطورات هذا البلد. حيث بدأت أنقرة بدعم الجماعات المعارضة لبشار الأسد، ثم استمرت في تعزيز وجودها العسكري في شمال سوريا. تركيا، التي كانت تواجه تهديدات أمنية من الجماعات الكردية في شمال سوريا، حاولت تقليل نفوذ هذه الجماعات وتأمين حدودها. لذلك، يمكن تفسير وجود تركيا العسكري في سوريا ليس فقط كإجراء لمواجهة الجماعات الكردية، ولكن أيضًا ضمن إطار مصالحها الجيوسياسية والاستراتيجية في المنطقة.
منذ فترة طويلة، كانت تركيا تسعى لإقامة قوات عسكرية في سوريا، والإجراء الأخير في تأسيس قواعد عسكرية جديدة في هذا البلد يتماشى مع هذا الهدف الاستراتيجي. قد يكون لهذا الأمر تداعيات على المنطقة ككل. يبدو أن الدول في المنطقة يجب أن تتابع تطورات هذا الإجراء التركي عن كثب وأن تتخذ إجراءات مناسبة وفقًا لمصالحها الوطنية والأمنية من أجل الحفاظ على مصالحها واستقرار المنطقة.