تاريخ النشرالثلاثاء 11 مارس 2025 ساعة 16:20
رقم : 309935
حركة وديناميكية المجموعات الولائية، ثمرة النجاح في الاختبارات الإلهية
محمد موحدي
لا شك أن السير في طريق الحق، والقيام بالتوعية ، لم يكن ولن يكون ممكناً دون دفع الثمن وتحمل الألم والمعاناة. فمنذ بداية الخلق وحتى اليوم، كل
شخص  أو تيار رفع راية المطالبة بالحق والتوعية والإرشاد، واجه صعوبات ومحن كثيرة. هذه المحن هي في الغالب امتحانات إلهية، كما يقول القرآن الكريم:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة - 155)
"ولنختبرنكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ في الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين."

مسار التوعية المليء بالتحديات

على مدى أكثر من ثلاثة عقود، رفع "مركز تبيان للأنشطة الثقافية والاجتماعية" وذراعه الإعلامي "وكالة صداي أفغان للأنباء (آوا)"، نداء التوعية مستلهماً من قادة نهضة الإيقاظ. فقد واصل هذا التيار، طوال العقود الماضية، دوره في تحليل وتوضيح القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية، بدءاً من الغزو السوفيتي، مروراً بالحروب الداخلية بعد هزيمته، وانتهاءً بالاحتلال الأمريكي الذي استمر لعشرين عاماً.
رغم كل التحديات، ظل هذا التيار يؤدي مسؤولياته على أكمل وجه، وسار في طريقه الوعر لكنه القيم، متحملاً الكثير من الصعوبات، تماماً كالشمع الذي يحترق لينير ما حوله.

الصمود في وجه المصاعب

في المرحلة الأولى من النضال، حيث تزامنت الأنشطة العسكرية والثقافية، شكل فقدان شخصية عظيمة مثل الشهيد مصباح مزاري—مؤسس هذا التيار الثوري والولائي—خسارة جسيمة كادت أن تطيح بالمشروع بأكمله. لكن أتباعه وتلاميذه لم يستسلموا، بل واصلوا طريقه بعزم وإصرار.
خلال عشرين عاماً من الاحتلال الأمريكي وحلف الناتو، لم يواجه هذا التيار افتراءات الأعداء فحسب، بل تعرض أيضاً لهجومين انتحاريين مدمرين. في أول هجوم استهدف المقر الرئيسي لـ مركز تبيان ووكالة آوا في كابول بحيث  فقدت هذه المؤسسة خيرة كوادرها ونخبها. ولم تتوقف المعاناة عند ذلك، بل شُنّت حملات إعلامية شرسة ضد قيادتها، في محاولة لتشويه صورتها وقلب الحقائق بجعل الضحية قاتلاً والجاني بريئاً.
كما أسلفنا، فإن طريق الحق محفوف بالمصاعب والآلام، وهذه الابتلاءات ليست سوى امتحانات إلهية، كما قال الله تعالى:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة - 155)

الثبات بعد التحولات الأخيرة في أفغانستان

بعد انهيار النظام الجمهوري وخروج القوات الأمريكية والناتو من أفغانستان، وبينما تخلّى معظم القادة السياسيين والحزبيين والعرقيين عن الشعب وغادروا البلاد، بقي مركز تبيان ووكالة آوا صامدين وثابتين، وأصبحا مصدر طمأنينة للمجتمع من خلال سياستهما التفاعلية.
كانت الولايات المتحدة تأمل أن تؤدي الفوضى التي خلفتها إلى صراعات داخلية بين الجماعات العرقية والمذهبية، لتتمكن من استغلال الوضع لخدمة أهدافها الإقليمية. لكن استقرار الأوضاع أفسد خططها، مما دفع أعداء الأمة إلى استهداف التيار الذي وقف في طريق مخططاتهم.

مجزرة 20 حوت 1401/ 10 مارس ؛ محاولة فاشلة لإسكات صوت الحق

لذلك، في 20 حوت 1401هـ ش/10 مارس 2023، ارتكب الأعداء جريمة أخرى عندما استهدفوا لقاءً إعلامياً لـ وكالة آوا في مكتبها بمدينة مزار شريف، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة صحفيين، من بينهم أحد الأعضاء المخلصين لمركز تبيان.
في ذكرى هذه الحادثة المؤلمة، نرفع أكف الدعاء لأرواح الشهداء، سائلين الله أن يتقبلهم بعلو الدرجات، وأن يمنحنا الثبات في طريقهم لنحقق أهدافهم وأمانيهم.

الاستمرار والثبات في المسير

وكما ذكرنا في بداية هذا المقال، ورغم الآلام الكبيرة التي تحملها مركز تبيان ووكالة آوا، فإن هذه التحديات لم تكن سوى امتحانات إلهية زادت هذا التيار صلابةً وثباتاً في طريق الحق.
بإذن الله، فإن دماء المخلصين في هذا المشروع ستؤتي ثمارها في تحقيق حرية البلاد واستقلالها، ورفع مكانة أفغانستان إقليمياً ودولياً، وهذا هو الحلم الذي ضحّى من أجله شهداؤنا الأبرار. 
📌 المصدر: وكالة صداي أفغان للأنباء (آوا) - قسم العقيدة والفكر

 
https://avapress.com/vdcip3apwt1au32.scct.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني