وكالة صداي افغان للأنباء(اوا) ـ كابول: استمرار إغلاق معبر تورخم لليوم التاسع عشر على التوالي أثار مخاوف عديدة. وقد اعتبر الاقتصاديون والتجار الوطنيون أن استمرار هذه الحالة سيكون ضارًا لكلا البلدين، وأكدوا على ضرورة فتح هذا المعبر التجاري الحيوي في أقرب وقت ممكن.
حدود تورخم حيوية للتجارة بين البلدين
محمد نبي أفغان، خبير اقتصادي، قال في مقابلة مع أوا:كما يعلم الجميع، فإن معبر تورخم مغلق منذ 19 يومًا من قبل باكستان، والبضائع التجارية متوقفة على جانبي الحدود. التجار يتعرضون يوميًا لخسائر أكبر، لذلك نناشد باكستان أن تتوقف عن هذا الإجراء العبثي وتفتح المعبر.
وأضاف أفغان: لحل دائم لهذه المشكلة، قد اقترحنا سابقًا ضرورة وجود اتفاقيات منطقية ثنائية، حتى نتجنب المزيد من الأضرار في مثل هذه الظروف التي لا يرغب فيها أي من البلدين.
كما انتقد أفغان بشدة سلوك باكستان تجاه أفغانستان، قائلًا:إذا نظرتم، ستجدون أن باكستان دائمًا تحل مشاكلها مع الدول الأخرى خلال 24 ساعة، لكن أمام أفغانستان تواصل التعنت. لماذا؟ السبب لا نعرفه، وهم وحدهم من يدركونه.
ضرورة إنشاء آلية مستدامة لحل المشكلة
وأكد السيد أفغان أنه لحل هذه المشكلة الأساسية يجب إنشاء آلية فعالة، مضيفًا: لا يجب أن يستمر هذا الأمر طويلاً، لأنه من جهة شهر رمضان ومن جهة أخرى تتزايد المشاكل الاقتصادية لدى الناس، ولا يستطيعون تحمل ارتفاع الأسعار في السوق.
وأضاف: لدينا تجارة وترانزيت دائم مع باكستان، وهذه المسألة ليست مرتبطة بيوم أو يومين فقط. ومن جهة أخرى، فإن موسم تجارة الخضار والفواكه قد بدأ، وهذا المعبر يعد مهمًا وحيويًا لتجارة البلدين.
وأوضح هذا الخبير الاقتصادي قائلًا: إغلاق معبر تورخم كوسيلة للضغط على حكومة معينة ليس إجراءً مناسبًا. لحل هذه المشكلة، يجب أن تعمل اللجان الثنائية، لأن استمرار إغلاق هذا المعبر يضر بكلا البلدين، وينبغي أن يُحل ذلك سريعًا من خلال الدبلوماسية.
وأكد أفغان مرة أخرى:اقتصاد كلا البلدين يعتمد إلى حد كبير على هذا المعبر، لذلك يجب على حكومات البلدين اتخاذ خطوات جادة وعملية لحل هذه المشكلة.
حكومة باكستان دائماً ضحّت الاقتصاد والتجارة من أجل سياساتها
محمد رضا، أحد رجال الأعمال في البلاد، صرح في مقابلة مع أوا أن باكستان، بسبب التوترات السياسية والأمنية مع الإمارة الإسلامية في أفغانستان، دائماً ما ضحت بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وأكد أنه يجب على باكستان أن تدرك أنه من خلال إغلاق معبر تورخم، لن تحقق سوى الضرر، لأن حجم صادرات باكستان إلى أفغانستان دائماً ما يكون أكبر من وارداتها من هذا البلد.
وأشار محمد رضا إلى أنه في هذا الموسم تُستورد أساساً الفواكه والخضروات من باكستان إلى أفغانستان، بينما تشمل صادرات أفغانستان إلى باكستان ودول أخرى الفواكه المجففة، والحرف اليدوية، وغيرها.
وأضاف أن إغلاق معبر تورخم قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة في أسواق أفغانستان، ولكن في المقابل، فإن عدم وصول السلع التجارية الباكستانية إلى أفغانستان سيلحق الضرر الأكبر بالتجار الباكستانيين.
وطالب هذا التاجر المسؤولين في حكومة باكستان، الذين تسببوا في تعطيل عملية التجارة بين البلدين عند معبر تورخم، باتخاذ قرار حكيم في أقرب وقت وفتح هذا المعبر.
كما اتهم باكستان بسوء المعاملة تجاه أفغانستان، قائلاً:باكستان دائمًا ما تتصور أنها في مستوى أعلى من أفغانستان، وتقوم بين الحين والآخر بإغلاق الحدود، في حين أن أفغانستان بحاجة إلى الموانئ والمعابر الباكستانية بالقدر نفسه الذي تعتمد فيه باكستان على نقل السلع التجارية إلى أفغانستان ومن خلالها إلى دول آسيا الوسطى.
وتوقع محمد رضا أنه في المستقبل القريب، ستزدهر أفغانستان اقتصادياً، في حين ستجد باكستان نفسها معزولة، لأن هذا البلد حالياً يعاني من ديون كبيرة ووضع اقتصادي وسياسي وأمني هش.
الاضطرابات والتمردات الداخلية في باكستان مستمرة
تستمر التوترات الحدودية بين أفغانستان وباكستان في حين بلغت الاضطرابات داخل هذا البلد ذروتها. وقد أعلن حركة التحرير البلوشية في بيان أمس أن مقاتلي جيش تحرير بلوشستان (BLA) قاموا باحتجاز 182 شخصاً كرهائن بعد السيطرة على قطار جعفر إكسبرس ومواصلة المقاومة. وقد قُتل حتى الآن 11 جندياً باكستانياً في هذه العملية، وتم إسقاط طائرة مسيرة أيضًا.
وفقًا لهذا البيان، فإن قوات BLA ما زالت تسيطر بالكامل على قطار جعفر إكسبرس، ومن بين الرهائن يوجد عدد من عناصر الجيش الباكستاني، والشرطة، وجهاز الاستخبارات (ISI)، وقوات مكافحة الإرهاب (ATF) الذين كانوا في رحلة إجازة.
كما أكد البيان أن جميع المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والمرضى والمواطنين البلوش، قد تم الإفراج عنهم بعد تأمين ممر آمن.
حذر جيش التحرير البلوشي من أنه في حال استمرار التدخل العسكري، سيتم إعدام جميع الرهائن.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد مضي 19 يومًا متواصلًا، لا يزال معبر تورخم مغلقًا أمام أي حركة مرور من قبل باكستان. قبل يومين، عقد زعماء غرف التجارة في البلدين، مع التجار، اجتماعًا عند معبر تورخم، والذي أدى فقط إلى وقف إطلاق نار لمدة يومين وتوقف الاشتباكات بين حرس الحدود.