وكالة صداي افغان للأنباء(اوا) - قسم الدولية: نقلاً عن رأي اليوم، كتب عبد الباري عطوان أن ثلاثة تحولات أساسية تؤكد عافية سريعة لمجموعات محور المقاومة وخروجها السريع من الأزمة، وخاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان وانفجار المشاغل واغتيال القادة العسكريين والسياسيين من الصف الأول في حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد على يد هيئة تحرير الشام بدعم مباشر من تركيا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية.
ما هي التحولات الثلاثة الأساسية؟
أولاً، تهديد عبد الملك الحوثي، زعيم حركة أنصار الله في اليمن، لاستئناف العمليات البحرية والصاروخية ردًّا على وقف إدخال المساعدات الإنسانية من قبل نظام الكيان الإسرائيلي إلى غزة وإغلاق معابرها واستمرار انتهاك وقف إطلاق النار من قبل هذا النظام والعودة إلى نظرية الحصار مقابل الحصار ومنح مهلة أربعة أيام في هذا السياق.
ثانيًا، الاشتباكات في شمال غرب سوريا (اللاذقية، طرطوس وحمص) بين قوات الحكومة السورية الجديدة وقوات النظام السابق، مما أدى إلى مقتل حوالي 553 شخصًا واستخدام الطرفين للأسلحة الثقيلة، وبالأخص استخدام القوات الحكومية للمروحيات.
هذه الاشتباكات المفاجئة وحجمها ستؤدي إلى عدم استقرار النظام الجديد في سوريا، وهو اختبار كبير للقوات الأمنية والعسكرية السورية. وذلك في ظل احتمالات عودة القوات السابقة لمواجهة تنظيم صفوفها واللجوء إلى حركة مقاومة مسلحة للمعارضة لاستعادة الحكم، مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وظهور علامات الفتنة الطائفية والمشاريع الانفصالية.
ثالثًا، القصف الشديد للقرى في جنوب لبنان وشمال وجنوب نهر الليطاني. ويأتي هذا في الوقت الذي تشير فيه أخبار إلى تحقيق إنجازين من قبل حزب الله؛ الأول هو الانتقال من مرحلة العافية واستعادة القدرة إلى تنفيذ العمليات الميدانية بعد ترتيب صفوفهم السياسية والعسكرية، والثاني هو اختيار قادة ميدانيين جديدين من الجيل الشاب.
ننتظر إطلاق أول صاروخ فرط صوتي على يافا وهجوم واسع على السفن
كتب عطوان: إن تهديدات الحوثي في هذه الأثناء تعتبر تحولًا أكثر خطورة وجدية من منظورنا، لأن القادة اليمنيين سيفعلون ما يقولونه ولن يقوموا بتهديدات فارغة.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تكون هناك استعدادات لاستئناف الحرب، ونحن ننتظر إطلاق أول صاروخ فرط صوتي على يافا وعمليات عسكرية واسعة ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحار الثلاثة: الأحمر، العربي، والمتوسط.
أضاف رئيس تحرير رأي اليوم: إن حركة أنصار الله التي تعتبر حاليًا أقوى ذراع لمحور المقاومة لا تملك ما تخسره في ظل حرب الجوع والحصار الأمريكي، البريطاني، والعربي المفروض عليها، خاصة بعد أن قرر ترامب إدراجها مرة أخرى في قائمة الإرهاب.
ميل ترامب للتفاوض ينم عن استسلام وتجنب للحرب
أشار هذا المحلل إلى ميل ترامب للتفاوض مع حماس وإرسال رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران بشأن المفاوضات المباشرة لإحياء الاتفاق القديم مع إجراء بعض التعديلات، وكتب: إن هذا التسرع يعبّر عن نوع من الاستسلام وتجنب الحرب. لقد تعلمنا من التاريخ أن الحكومة الأمريكية لا تلجأ للتفاوض مع أعدائها إلا عندما تتأكد من أنها لن تفوز في الحروب.
نتنياهو المضطرب يسعى لجر أمريكا إلى الحرب
وأضاف عطوان: إن نتنياهو المضطرب والقلق في هذه الأيام يسعى لجر أمريكا إلى الحرب وشن الهجمات على غزة لاحتلالها مرة أخرى وبدء تهجير الفلسطينيين. إن إقالة الجنرال هرتزي هاليوي، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستبداله بـ إيال زامير يعتبر بمثابة الضوء الأخضر لاستدعاء 400 ألف ضابط ومجند احتياطي في هذا الإطار.
تغيير خريطة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة
وأكد: إن خريطة منطقة الشرق الأوسط ستتغير خلال الأسابيع المقبلة؛ لكن السؤال هو: هل ستتغير هذه الخرائط وفقًا لرغبة نتنياهو أم طبقًا لرغبة قوى المقاومة العربية والإسلامية؟ في حرب عام 1948، قامت العائلة المالكة وبن غوريون بمساعدة بريطانيا بتنفيذ المخطط الصهيوني في أرض فلسطين، ونتنياهو حاليًا مدعومًا من أمريكا ورئاسة ترامب يسعى لإنشاء إسرائيل الكبرى من خلال اقتطاع أراضي الدول العربية بما في ذلك سوريا والأردن ومصر والسعودية والعراق ولبنان.
عودة الحرب في 8 جبهات ليست ببعيدة
نقلًا عن وكالة مهر، كتب عطوان أيضًا: يبدو أن عودة الحرب في ثمانية جبهات ليست ببعيدة، لكن نتائجها لن تكون لصالح نتنياهو ومخططاته، وسيبقى الشرق الأوسط عربيًا وإسلاميًا كما كان على مدى آلاف السنين.