وكالة صداي افغان للأنباء(اوا) - خدمة تحليل وأبحاث الأخبار - أصبحت اليمن بقدراتها الصاروخية والطائرات المسيرة إحدى التحديات الجادة لأمريكا وإسرائيل. ووفقًا لتقارير مجلة عسكرية روسية تُدعى (تاب وار)، تمكنت أنصار الله في اليمن بمهارة عالية من الحفاظ على المعلومات العسكرية بسرية، مما أدى إلى فشل الجهود الاستخباراتية لأمريكا وإسرائيل في تحديد وتدمير هذه القدرات.
تحدٍ كبير للمعلومات بالنسبة للغرب
وفقا لوكالة اليمن نيوز، بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية عن استئناف العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية بسبب حصار قطاع غزة، تناولت مجلة (تاب وار) في مقال لها دراسة القدرة العسكرية لليمن. وأكدت هذه التقارير أن حركة أنصار الله تمتلك مخازن كبيرة من الأسلحة والمعدات المختلفة، ولم تتمكن الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية بعد من تقييم القوة الصاروخية لليمن ومواردها بدقة.
تشير هذه المجلة الروسية إلى أن اليمن تمكّن خلال منتصف العقد الماضي من مقاومة الجماعات الداخلية والتحالفات الدولية، ومع مرور الزمن، زادت من قدراتها العسكرية. خاصة بعد بدء الحرب الكبرى التي شنتها إسرائيل ضد غزة في خريف 2023، دخلت أنصار الله الميدان بقوة وأعلنت دعمها للفلسطينيين.
قدرة اليمن الصاروخية والطائرات المسيرة؛ أكثر مما هو متوقع
أصبحت الصواريخ اليمنية، التي تشمل أنظمة صاروخية بعيدة المدى بأنواعها المختلفة، تهديدًا استراتيجيًا للأعداء الإقليميين والدوليين. ومع امتلاك أنصار الله لصواريخ باليستية وصواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن، أصبحت واحدة من أقوى القوى غير الحكومية في المنطقة.
أسلحة بعيدة المدى ومتنوعة
من بين أبرز الإنجازات الصاروخية لليمن يمكن الإشارة إلى (القاهر 1) الذي تم تقديمه في عام 2015. هذا الصاروخ هو في الأصل من نوع الصواريخ المضادة للطائرات (75 S )، وكان مداه يصل إلى 250 كيلومترًا. بعد ذلك، في عام 2016، تم تقديم صاروخ أكثر تطورًا يسمى (بركان)، الذي كان له مدى يتراوح بين 700 إلى 800 كيلومتر، مما يمنحه قوة فريدة.
ومنذ عام 2023، بدأت الوحدات الصاروخية لأنصار الله القيام بهجمات منتظمة على السفن الإسرائيلية وحلفائها التي كانت تمر بالقرب من سواحل اليمن. كانت هذه الهجمات تهدف إلى كسر حصار غزة وضرب مصالح إسرائيل.
الجيش الحديث لأنصار الله
تحولت حركة أنصار الله في اليمن من جماعة شبه عسكرية إلى جيش منظم ومرتب. يشمل هذا الجيش وحدات برية وصاروخية وطائرات مسيرة، وعلى الرغم من القيود الاقتصادية والتقنية، حقق تقدمًا ملحوظًا. جنبًا إلى جنب مع الأسلحة الصاروخية، تمكن اليمنيون من الوصول إلى تقنيات متقدمة في المجال الطائرات المسيرة، التي يمكن أن تكمل الصواريخ في العمليات المشتركة.
أزمة معلوماتية وفشل الأعداء
تحاول أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما معرفة وتدمير البنية التحتية العسكرية لليمن. لكن أنصار الله، من خلال إخفاء المعلومات المتعلقة بالأسلحة، وطرق النقل، وموارد الإمداد، لم تسمح لأعدائها بالوصول إلى معلومات مهمة. في الوقت نفسه، تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن اليمنيين، بقدراتهم الصناعية ومعرفتهم الفنية المحلية، قادرون على إنتاج أسلحة متطورة وصيانتها في ظروف متنوعة.
لقد أصبحت حركة أنصار الله في اليمن، من خلال دمج التقنيات الصاروخية والطائرات المسيرة المتقدمة واستغلال الخبرات العسكرية، تهديدًا استراتيجيًا لأمريكا وإسرائيل. قوة هذه الحركة تجعل حتى وكالات الاستخبارات المتقدمة غير قادرة على الوصول إلى معلومات دقيقة حول الأسلحة وقدراتها العسكرية. نتيجة لذلك، تشير الأزمة المعلوماتية التي نشأت بالنسبة للغرب وحلفائه إلى أن مواجهة اليمن دون وجود معلومات كافية ستكون تحديًا صعبًا ومعقدًا.