وكالة صداي افغان للأنباء(اوا)-كابول: في وقت تزايد التوترات السياسية والعسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، واحتمال بدء المفاوضات غير المباشرة بين البلدين في عمان، وصف الخبراء السياسيون والاجتماعيون في البلاد في حوار مع وكالة آوا السياسات المزدوجة لأميركا بأنها تهديد للأمن الإقليمي ولدول الجوار الأفغاني.
عبد الواحد يوسف، الخبير في الشؤون السياسية والاجتماعية، يقول إن التوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن سيكون في مصلحة إيران وأميركا ودول المنطقة. وفقًا له، فإن السياسات المزدوجة والمتناقضة لأميركا، وخاصة في فترة دونالد ترامب، قد حولت هذا البلد إلى دولة كاذبة ومتسلطة في نظر الرأي العام العالمي.
ويؤكد يوسف أن إيران كانت دائمًا دولة مستقلة وسلمية، ومستعدة للحوار، ولكن أميركا من خلال فرض العقوبات المختلفة والضغوط السياسية، منعت تقدم الجمهورية الإسلامية.
ويستمر في القول إن الحضور التدخلي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد عرض أمن دول المنطقة وجيران أفغانستان للخطر.
ويعتقد أن واشنطن، من خلال إشعال الحروب في الدول الإسلامية مثل اليمن وفلسطين، تعتبر مثالًا بارزًا لهذه السياسة العدائية. كما يشير إلى دعم أميركا للنظام الصهيوني ويؤكد أن هذا الدعم هو السبب في ارتكاب مزيد من الجرائم في فلسطين.
وفي نفس السياق، قال سيد جمال الدين سادات، خبير آخر في الشؤون الاجتماعية والسياسية، منتقدًا بشدة سياسات أميركا: تعتبر أميركا جميع الدول عبيدًا لها، ودائمًا ما كانت تسعى لنهب مواردها. واليوم، من خلال التهديد والعقوبات ضد إيران، تسعى لتحقيق مصالحها الشريرة.
ويؤكد أن إيران لم تكن يومًا تسعى للحرب، لكن المطالب غير المنطقية من أميركا هي التي تتسبب في فشل المفاوضات. وصف سادات الإجراءات الأخيرة لواشنطن بأنها نوع من الحرب النفسية ضد إيران، وقال: أميركا تريد أن تحصل على مكاسب في المفاوضات من خلال الضغط الإعلامي، لكنها لن تجرؤ أبدًا على المواجهة العسكرية مع إيران.
كما اعتبر سادات القوة العسكرية والدفاعية لإيران إنجازًا وفخرًا للمسلمين، ويعتقد أن أميركا تدرك هذه القوة ولن تكون مستعدة أبدًا لوضع قواتها وقواعدها في المنطقة في خطر.
وأشار سادات أيضًا إلى الماضي الأميركي في أفغانستان، قائلًا: تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف من البشر في أفغانستان كان نتيجة للاحتلال الأميركي في العقدين الماضيين.
وطالب سادات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف ضد الاحتلال والمؤامرات التي تنفذها الولايات المتحدة، خاصة في الدول الإسلامية، ومنع قتل الأبرياء على يد الکیان الصهيوني المدعوم من أميركا في فلسطين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلن فيه رئيس الولايات المتحدة مؤخرًا عن استعداد بلاده لبدء مفاوضات مباشرة مع إيران، لكنّه حذر من أن إيران ستواجه خطرًا كبيرًا في حال فشلت المفاوضات.
في المقابل، أكدت إيران أنها مستعدة فقط لإجراء مفاوضات غير مباشرة ومن خلال وسطاء مثل عمان، وأنها لن تخضع لأي تهديد.
في هذا السياق، من المقرر أن تُعقد يوم السبت لقاءات غير مباشرة بين ممثلي الولايات المتحدة وإيران في عمان. في الوقت نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على إيران، كما هدد دونالد ترامب قائلاً: إذا لزم الأمر، سنستخدم القوة العسكرية، رغم تأكيده على أن إسرائيل ستكون في الخط الأمامي، ولكن أميركا ستتخذ قراراتها بنفسها.
في هذه الأثناء، تم نشر تقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة قد نقلت قاذفات B-2 إلى جزيرة دييغو غارسيا في شهر مارس، ويعتبر المحللون أن هذه الخطوة تأتي لإظهار القوة وفرض مزيد من الضغط على طهران.
كما أفادت صحيفة التلغراف مؤخرًا بأن إيران قد حذرت من أنها ستستهدف قاعدة دييغو غارسيا في أرخبيل تشاغوس إذا تعاونت بريطانيا مع الولايات المتحدة ضد طهران.