1. التداعيات العالمية السلبية للحرب بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية
أ. التداعيات السياسية
تُعدّ الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية من القوى الفاعلة في السياسة الدولية. وأي حرب بينهما قد تدفع بالعالم نحو استقطاب ثنائي خطير، بل وربما تفتح الباب أمام حرب عالمية ثالثة. فمن المرجح أن تصطفّ الدول المعارضة للسياسات الأمريكية إلى جانب إيران، فيما ستدعم الدول المناوئة لإيران الموقف الأمريكي، مما قد يؤدي إلى انقسام جيوسياسي عميق وإضعاف لمنظومة الأمن العالمي.
ب. التداعيات الاقتصادية
في عالم يقوم على الاقتصاد والتجارة وتبادل الموارد، فإن نشوب صراع بين هاتين القوتين سيؤثر مباشرة على بنية الاقتصاد العالمي. فكلاهما يتمتع بدور محوري، إما كمنتج ومصدر، أو كمؤثر في مسارات التجارة العالمية. وأي اضطراب في أمن منطقة الشرق الأوسط ـ خاصة في مجال تصدير النفط ـ قد يؤدي إلى أزمة طاقة تهدد أوروبا وبقية الدول الصناعية، وترفع الأسعار بشكل حاد، وتؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد وركود اقتصادي عالمي.
2. التداعيات الإقليمية السلبية في الشرق الأوسط
أ. التداعيات السياسية
لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط ساحة للصراعات والمنافسة الاستراتيجية بين القوى العظمى. وإذا اندلعت الحرب بين أمريكا وإيران، فإن نفوذ الولايات المتحدة في عدد من دول المنطقة قد يتعرض لتراجع كبير، خصوصًا وأن العديد من الأنظمة في المنطقة تعتمد على الدعم الأمريكي السياسي والعسكري. هذا السيناريو قد يمهد لسقوط تلك الأنظمة واندلاع انتفاضات شعبية مناهضة لأمريكا، ما يؤدي إلى إعادة رسم المشهد الجيوسياسي، وربما انسحاب القوات الأمريكية، وتوسيع نفوذ إيران، وانهيار الكيان الصهيوني.
ب. التداعيات الاقتصادية
تشكل منطقة الشرق الأوسط مصدرًا رئيسيًا للنفط والغاز العالمي. وتعتمد الدول الصناعية، لاسيما أوروبا وأمريكا، على واردات الطاقة من هذه المنطقة. وبالتالي، فإن أي مواجهة عسكرية، خصوصًا بين قوتين بهذا الحجم، قد تؤدي إلى توقف أو اضطراب كبير في هذا القطاع الحيوي، مما يسبب صدمة اقتصادية عنيفة تمتد آثارها إلى ما وراء المنطقة، وتتسبب بركود وأزمات اجتماعية في أنحاء متعددة من العالم.
3. التداعيات السلبية للحرب على أفغانستان
أ. تفاقم البطالة
لطالما كانت إيران بمثابة الملاذ الثاني للملايين من الأفغان خلال فترات الحرب والأزمات. وفي حال اندلاع الحرب، ستزداد صعوبة الظروف المعيشية للمهاجرين في إيران، مما سيدفع كثيرين منهم للعودة القسرية. ومع غياب البنية الاقتصادية القادرة على استيعاب هذه الأعداد، سترتفع معدلات البطالة في أفغانستان إلى مستويات غير مسبوقة، ما سيؤدي إلى تعقيد التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
ب. اضطراب العلاقات الاقتصادية
تعتمد أفغانستان بشكل كبير على الواردات القادمة من إيران، بما في ذلك المواد الاستهلاكية والطاقة ومواد البناء والمواد الغذائية. كما يعمل آلاف الأفغان في إيران، وتلعب تحويلاتهم دورًا مهمًا في دعم أسرهم واقتصاد بلادهم. وإذا تعطلت هذه الروابط بسبب الحرب، فإن الاقتصاد الأفغاني سيواجه صدمة قاسية، وسيرتفع التضخم، وتتدهور الأحوال المعيشية بشكل كبير.
المصدر: وكالة صدای افغان (آوا) - قسم التحليل والبحوث