تاريخ النشرالسبت 12 أبريل 2025 ساعة 16:40
رقم : 312487
تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين إيران وأفغانستان في ظل الاستقرار والتعاون الثنائي
رحمت الله فيضان/ شهدت علاقات الإمارة الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد التحولات السياسية الأخيرة في أفغانستان، نمواً وتوسعاً غير مسبوقين. وقد وفرت القواسم الدينية والثقافية والتاريخية واللغوية المشتركة أساساً مناسباً للتفاعل الواسع بين الشعبين الجارين. وفي هذا السياق، تُظهر الزيارات المتكررة للمسؤولين رفيعي المستوى من كلا البلدين عزماً جاداً لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية.
زيارة الوفود رفيعة المستوى الإيرانية إلى كابول وهرات - بما في ذلك زيارة وزير الخارجية الإيراني الأخيرة ووفد اقتصادي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية إلى غرب أفغانستان - تُظهر التوجه الإيجابي لطهران تجاه التعاون الاستراتيجي مع كابول.
وفي هذا السياق، تمّ زيارة الوفد الاقتصادي الإيراني برئاسة رسول مهاجر، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية، بمرافقة نائب وزير التخطيط وإدارة الموارد في وزارة الطرق وبناء المدن الإيرانية ووالِ ولاية خراسان الجنوبية إلى ولاية هرات. في اليوم الأول من الزيارة، قام الوفد بزيارة المدينة الصناعية في هرات وخط سكة الحديد خواف-هرات، حيث التقى بالوالي المحترم لهرات ومسؤولي غرف التجارة في هرات.
وخلال هذا اللقاء، جرت محادثات شاملة ومفصلة حول توسيع التجارة بين البلدين. وقد أعرب والي هرات عن ترحيبه بالجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وأكد على ضرورة التعاون المستمر في تسهيل التجارة، والاستفادة من سكة الحديد، وحل مشاكل النقل والتحديات الحالية.
شيخ الحديث مولانا نور أحمد إسلام جار، والي هرات، في بداية حديثه أشار إلى ظلم الاحتلال تجاه شعب أفغانستان، قائلاً: الغربيون في العشرين سنة الماضية لم يأتوا إلى أفغانستان بشيء سوى البؤس؛ خاصة في مجال نشر زراعة الأفيون وتوسيع المخدرات، حيث كان لهم دور أساسي. وأضاف أنه قبل الاحتلال، لم تكن ظاهرة الإدمان موجودة في المجتمع الأفغاني، ولكن بعد غزو الولايات المتحدة، وبفضل نشر بذور ملوثة وخاصة، وقع الشباب المتعلم وحتى النساء في فخ الإدمان.
واستكمل قائلاً: مع عودة الإمارة الإسلامية، تم علاج أكثر من عشرين ألف مدمن، وعادوا إلى حياتهم الطبيعية. بناءً على أمر قائد الإمارة الإسلامية، تم إعلان حظر زراعة وتهريب المخدرات، وتم اتخاذ إجراءات فعالة في هذا الصدد. كما تم القضاء على العصابات المافياوية التي كانت تهدد أمن أفغانستان ودول الجوار، وتم إقامة الأمن الشامل في البلاد.
ظاهرة الاختطاف التي كانت في السابق تؤرق عائلات التجار وأصحاب الأعمال، قد تراجعت إلى الصفر، حيث أصبح بإمكان آلاف العائلات قضاء أيام العطلات براحة بال وحرية، دون أن يكون هناك أي تهديد يواجههم. يُعد هذا الإنجاز الأمني الكبير بمثابة أرضية موثوقة للاستثمار والنشاطات الاقتصادية التي يمكن للدول الجارة، وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الاستفادة منها.
وأشار رسول مهاجر، معاون الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية الإيرانية، إلى الوضع الأمني في أفغانستان، معتبراً إياه فرصة مهمة لنمو التجارة وتطوير الاقتصاد وتوسيع طرق النقل. وقدم ولاية هرات كنقطة اتصال رئيسية بين البلدين، مشدداً على إمكانيات التعاون الثنائي.
قبل من ذلك، اعترف وزير الخارجية الإيراني، السيد عباس عراقجي، بأن طالبان قد تمكنوا في الثلاث سنوات ونصف الماضية من إرساء الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في أفغانستان. هذه التصريحات تعكس الموقف الرسمي لطهران تجاه الوضع الحالي في أفغانستان.
وفي إطار زيارة الوفد الإيراني، أكد السيد مهاجر على الروابط العميقة في المجالات الثقافية والدينية والتاريخية بين إيران وأفغانستان، وقدّم وعودًا واعدة بتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
أفغانستان أيضًا مهتمة في الخطوة الأولى بإجراء استثمارات مشتركة مع الدول المجاورة، ومن ثم مع المنطقة والعالم. تشكيل تحالفات أو اتحادات اقتصادية وغرف تجارة ثلاثية بين أفغانستان وإيران وتركمانستان قد يشكل أساسًا لنمو التجارة الإقليمية.
يأمل أن يؤدي استمرار هذا التوجه وحضور الوفود الاقتصادية الفعّال إلى إزالة العوائق الحالية وتوفير المزيد من الفرص لتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والبنية التحتية بين البلدين بشكل أكبر.

*رحمت الله فيضان، معاون ممثل وزارة الخارجية في منطقة الغرب
 
https://avapress.com/vdcevw8xfjh8zei.dbbj.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني