تاريخ النشرالسبت 12 أبريل 2025 ساعة 17:05
رقم : 312497
الحوار بين إيران والولايات المتحدة؛ فرصة هشة في ظل تهديد الكارثة
سيد حسن حسيني/ في وقت تعيش فيه المنطقة حالة من التوتر الشديد، حيث يمكن ملاحظة آفاق الحرب والصراعات في زوايا متعددة منها، يُعتبر بدء المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة خطوة نحو الدبلوماسية وسعيًا لمنع الحرب. على الرغم من أن هذه المحادثات قد تخلق فرصة لتقليص التوترات والوصول إلى اتفاق مستدام، إلا أن الواقع يشير إلى أن التهديدات والتعقيدات الموجودة في الفضاء السياسي والعسكري تجعل هذه الفرصة هشة ومعرضة للخطر.
التناقضات في الأقوال والأفعال الأمريكية: فرصة أم ضغط؟
بينما أظهرت إيران استعدادها للسعي نحو اتفاق متوازن وعادل، تشير التحركات العسكرية الأمريكية حول إيران، بما في ذلك نشر القاذفات والتدريبات العسكرية، إلى أن أجواء المفاوضات لا تزال تحت ضغط التهديدات العسكرية والسياسات القوية. وقد أعلن المسؤولون الأمريكيون صراحة أن جميع الخيارات على الطاولة، وهذه التصريحات جنبًا إلى جنب مع الإجراءات التي تبدو أكثر تهديدًا منها دعمًا للمفاوضات، قد خلقت بيئة متناقضة وغير موثوقة.

هل الدبلوماسية الحقيقية في الطريق؟
تثير هذه التناقضات أسئلة جدية حول الطبيعة الحقيقية لهذه المحادثات. هل هذه المفاوضات فرصة حقيقية للسلام والمصالحة، أم هي أداة للمساومة والضغط على إيران؟ إذا كانت الولايات المتحدة في البداية بدلاً من الانخراط في مفاوضات صادقة، تعتمد على الضغوط العسكرية والاقتصادية، فإن نتيجة هذه المفاوضات ستكون بالتأكيد صعبة، وقد تتحول إلى أداة لإضفاء الشرعية على الإجراءات العدائية والتصعيدية.

أفغانستان؛ في ظل تهديدات الحرب
أفغانستان، بوصفها جارة مباشرة لإيران ودولة ترتبط معها بصلات عميقة في العديد من القضايا الإقليمية، لا يمكنها أن تكون غير مبالية بتطورات هذه المحادثات. في حال أدت المحادثات إلى زيادة التوترات بين إيران والولايات المتحدة، فقد تجد أفغانستان نفسها تدخل بشكل غير مباشر في حرب بالوكالة. يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى ضغوط إنسانية واقتصادية واجتماعية كبيرة على أفغانستان، خصوصًا إذا استخدمت الولايات المتحدة الأجواء الأفغانية في العمليات العسكرية ضد إيران. في مثل هذه الظروف، فإن أفغانستان ستكون مهددة ليس فقط من الناحية الأمنية، بل أيضًا قد تواجه أزمات هجرة واقتصادية قد تضعها تحت ضغط شديد.

المسؤولية النشطة لأفغانستان في الدبلوماسية الإقليمية
يجب على أفغانستان تجنب السياسة السلبية للحياد وأن تدرك وتتابع مسؤولياتها الإقليمية بنشاط. وعلى الرغم من أن البلاد قد تميل للحفاظ على استقلالها، إلا أن عدم الاكتراث بالتطورات الإقليمية الكبرى يمكن أن يترتب عليه عواقب سلبية عديدة لأفغانستان. يجب على وسائل الإعلام والمثقفين الأفغان تحليل الوضع بدقة وتحذير الحكومة والشعب من الدخول في الحروب بالوكالة أو أي تعاون عسكري مع الولايات المتحدة ضد إيران.

ضرورة الدبلوماسية الحقيقية لمنع الكارثة
في الوقت الراهن، ما زال جو المحادثات مشبعًا بالتهديدات والضغوط العسكرية، وهناك خطر من أن المحادثات قد لا تؤدي إلى السلام بل قد تتحول إلى أداة لخلق الأزمات. إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى التوصل إلى اتفاق مستدام ومنع الحرب، فيجب عليها تقليص سياسات الضغط الخاصة بها والمضي قدمًا في مسار دبلوماسي حقيقي قائم على الاحترام المتبادل وفهم الحقائق الجيوسياسية الإقليمية. وهذا يعني إنهاء التهديدات العسكرية وإظهار الإرادة لحل النزاعات بالطرق السلمية.

الكلمة الختامية:
على الرغم من أن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تبدو فرصة هشة لتقليل التوترات، فإنها ما زالت تحت ظل التهديدات العسكرية والضغوط السياسية. في هذه الظروف، من أجل التوصل إلى اتفاق مستدام ومنع وقوع الحرب، يجب على جميع الأطراف، وخاصة أفغانستان ودول المنطقة، أن تدرك مسؤولياتها وتجنب الدخول في أي أزمة أو حرب غير ضرورية. إن حربًا بين إيران والولايات المتحدة، إذا وقعت، لن تحقق أي من الطرفين النتيجة المرجوة، بل قد تترتب عليها عواقب كارثية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
https://avapress.com/vdcf10dmew6dyja.kiiw.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني