وكالة صدای افغان للأنباء (آوا) – القسم الدولي:
وبحسب هذا التقرير، فإن الجنود الإسرائيليين، في الجولة الأخيرة من العمليات العسكرية، سيطروا على نحو ثلث قطاع غزة، وأعلنوا عن إنشاء مناطق أمنية في أجزاء من شماله وجنوبه، بعد طرد السكان منها. وتندرج هذه الإجراءات ضمن الاستراتيجية الجديدة الرامية إلى زيادة الضغط على حماس.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن إسرائيل، وبعد عام ونصف من الحرب في غزة التي اعتمدت أساساً على الغارات الجوية والهجمات التكتيكية، اتجهت الآن إلى احتلال الأراضي وتهديدها باحتلال غير محدود، من أجل الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن الذين ما يزالون محتجزين في غزة.
وترى
وول ستريت جورنال أن الكيان الصهيوني، في إطار مقاربة أمنية جديدة بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023 القاتلة التي نفذتها حماس، يسعى إلى إنشاء مناطق عازلة أعمق. وتُعدّ هذه الخطوة أيضاً وسيلة لفرض تبعات جديدة على حماس من خلال التهديد بتقليص أراضي الفلسطينيين ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن.
وصرّح أحد المسؤولين الصهاينة أنه منذ منتصف شهر مارس، حين بدأ الكيان الصهيوني جولة جديدة من الهجمات البرية في قطاع غزة، أصبحت أكثر من 30% من أراضي هذا الشريط تحت سيطرة جيش الاحتلال.
ووفقاً للتقرير، فإن الجزء الأكبر من التحركات البرية الأخيرة لجيش الاحتلال الصهيوني تركز على جنوب قطاع غزة، حيث أنشأ الجيش "ممراً أمنياً جديداً يحيط بمدينة رفح الحدودية"، محذراً من أن هذه المنطقة ستصبح جزءاً من المنطقة العازلة الأمنية الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن "المسؤولين المصريين أفادوا بأن إسرائيل أبلغت مصر، التي لها حدود مشتركة مع مدينة رفح، قبل تنفيذ عملية السيطرة، بأنها تنوي الاحتفاظ بهذه المنطقة على المدى الطويل كمنطقة عازلة، وفصل مدينة رفح بشكل تام عن مدن شمال غزة." وأضاف المسؤولون المصريون أن إسرائيل تعتزم أيضاً توسيع المناطق الأمنية حول مدينة غزة شمال القطاع.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن جيش الاحتلال الصهيوني، في رده على الأسئلة المتعلقة بهذه التحركات، ادعى أنه يتّبع "استراتيجية
عسكرية محدثة" تقتضي "الحفاظ على وجود عسكري واسع في المناطق العازلة التي تم تطهيرها من التهديدات"، كما زعم أن "الأوامر بإخلاء السكان أُعطيت بهدف تقليل الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين."
وفي يوم الأربعاء، ادعى يسرائيل كاتس، وزير الحرب الصهيوني، أن "الكثير من المناطق قد تم احتلالها وستُضاف إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية، مما يؤدي إلى جعل قطاع غزة أصغر وأكثر عزلة."
وأقرت
وول ستريت جورنال أن "هذا الواقع الذي قد يُجبر سكان غزة على فقدان أراضيهم بشكل دائم، يُعيد فتح جراحهم القديمة؛ هؤلاء الناس الذين ينحدر معظمهم من عائلات أُجبرت على الفرار من منازلها بعد الحرب التي أعقبت تأسيس إسرائيل قبل أكثر من 75 عاماً."
ونقلاً عن وكالة "إيسنا"، ذكرت الصحيفة أن حماس تدرس حالياً خطة اقترحتها مصر، تنص على تسليم أكثر من 11 أسيراً من أصل 24 أسيراً إسرائيلياً يُعتقد أنهم أحياء، إلى جانب جثامين عدد من الأسرى الآخرين، مقابل هدنة تمتد لسبعين يوماً. وهذه المبادرة تشبه إلى حد كبير الاقتراح الذي قدمته إسرائيل والولايات المتحدة قبل استئناف الحرب.
وتتضمن هذه الخطة أيضاً مطلباً من حماس بالتخلي عن سلاحها، وهو ما رفضته الحركة بشكل قاطع.
وكتبت
وول ستريت جورنال: "مثل هذا الاتفاق قد يؤدي إلى توقف مؤقت للقتال، لكنه سيؤجل أي نقاش حول إنهاء الحرب. إذ أصر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، على التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، مع استمرار إسرائيل في الحرب حتى يتم القضاء على حماس أو نزع سلاحها طوعاً."
ويرى محللون ومسؤولون صهاينة أن هدف هذا الكيان هو استغلال رفض حماس لشروط التهدئة الجائرة كذريعة لتقطيع أوصال غزة وتحويلها إلى مناطق معزولة متعددة، وكذلك تهجير السكان تحت ذريعة ملاحقة عناصر حماس.
وأعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 400 ألف فلسطيني قد نزحوا في الفترة بين 18 مارس و8 أبريل، نتيجة أوامر الإخلاء التي أصدرتها سلطات الاحتلال في غزة. كما أشارت إلى أن نحو ثلثي قطاع غزة إما خضع لأوامر إخلاء أو تم تصنيفه كمنطقة محظورة من قبل إسرائيل.
وفي يوم السبت، أعلن الكيان الصهيوني أن قواته أكملت إنشاء "ممر موراغ"، وهو ممر يمتد من الشرق إلى الغرب ويفصل مدينة رفح عن باقي أجزاء قطاع غزة.
وقبل نحو أسبوعين، كان الكيان الصهيوني قد أمر بإخلاء كامل مدينة رفح، التي كانت تؤوي مئات الآلاف من السكان قبل الحرب الأخيرة.
وقالت سارة صبحي، وهي امرأة فلسطينية تبلغ من العمر 32 عاماً وأم لطفلين، إن الهجمات الإسرائيلية بدأت في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه أثاثها إلى منزلها في رفح، وكانت تأمل في العودة إليه. وهي الآن تقيم في مدينة خان يونس المجاورة. وأضافت أن هي وخمس شقيقات لها ووالديهم فقدوا ستة منازل في رفح. وتابعت مؤكدةً أن فقدان منزلها أمر صعب، ولكن فقدان أرضها أشد قسوة وألماً.