وكالة صداي افغان للأنباء(اوا)– طهران: أُقيم حفل اختتام مهرجان أبوذر الوطني والإعلامي بحضور السيد عباس صالحي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، واللواء غلام رضا سليماني رئيس منظمة التعبئة للمستضعفين، والياس حضرتي رئيس مجلس الإعلام الحكومي، ومحمد گلزاري أمين مجلس الإعلام الحكومي، ويوسف بشكيان المستشار والمساعد الإعلامي لرئيس مكتب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجمع من الإعلاميين في البلاد، وذلك يوم الثلاثاء 26 من شهر حمل / فروردين.
وفي كلمته خلال هذا الحفل، استذكر وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي أرواح الشهداء من الإعلاميين، لا سيما في غزة، قائلاً: في ظل النقاشات التي طُرحت خلال العقود الأخيرة حول ما يُعرف بـالقوة الناعمة، اكتسبت وسائل الإعلام بُعدًا جديدًا، أو على الأقل برزت بعض وظائفها بشكل أكثر أهمية. ووفقًا لهذه النظرية، فإن قوة الشعوب والدول لا تقتصر فقط على القوة الصلبة أو شبه الصلبة، بل تشمل أيضًا القوة الناعمة، وتلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في هذا المجال.
وأضاف: إن القوة الناعمة لا تسعى لاحتلال الأراضي، بل تهدف إلى السيطرة على العقول والقلوب، وهي تقوم على الإقناع بدلاً من الإكراه؛ وبالطبع، فقد ازدادت أهمية حاملي القوة الناعمة في المعادلات العالمية. وتشمل أبرز أدوات القوة الناعمة: الثقافة، والفن، والأدب، والدبلوماسية، ووسائل الإعلام.
وأوضح صالحي أن وسائل الإعلام تشكل جزءًا كبيرًا من القوة الناعمة لأي أمة أو دولة، وأضاف: إن القوة الناعمة لها أبعاد داخلية وخارجية. فعلى الصعيد الداخلي، تُعدّ المحافظة على الوحدة الاجتماعية أحد مظاهرها؛ فكلما زاد تماسك المجتمع، ازدادت قوته الناعمة. وكلما تعززت الروابط والانتماءات الوطنية، ازدادت تلك القوة. وكلما تغلغلت الثقافة المحلية والوطنية في نسيج المجتمع، زادت قوة الأمة. هذه كلها من المتغيرات الداخلية للقوة الناعمة، وهناك متغيرات أخرى تُعدّ من المكونات الخارجية لها.
كما أشار إلى أن: على سبيل المثال، في مجال العلاقات الخارجية، تعد الصورة الجذابة التي يقدم بها بلد ما نفسه ذات أهمية كبيرة، فكيفية تقديم هذا البلد لصورة محببة عنه تسهم في تعزيز قوّته الوطنية.
وأضاف وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني: لقد كانت وسائل الإعلام دائمًا ذات أهمية، ولعبت دورًا كبيرًا في حياة الحكومات والشعوب، ولكن في ظل تزايد أهمية مفهوم القوة الناعمة، أصبحت وسائل الإعلام تُعدّ أحد أهم حوامل هذه القوة، وبالتالي ازدادت أهميتها بشكل مضاعف. فإذا كان جزء من مظلومية الشعب الفلسطيني في الحروب مثل 1948، 1967، 1973... قد أصبح أكثر وضوحًا في الرأي العام العالمي، وإذا تمكّن العالم من إدراك صورة أوضح عن مظالم الكيان الصهيوني، فإن ذلك يعود إلى تأثير القوة الناعمة التي تمارسها وسائل الإعلام.
وأوضح قائلاً: إن وسائل الإعلام التي تعكس مظلومية فلسطين قد استطاعت أن تغيّر معادلة القوة الناعمة في العالم، أو على الأقل أن تدفع نحو تغييرها. ففي عصرنا هذا، ازدادت أهمية وسائل الإعلام لأنها قادرة، من خلال أدوات القوة الناعمة، على تحقيق ما تعجز عنه القوة الصلبة.
وتابع صالحي: إذا كنا نقبل بأن الإعلام هو العنصر الأساسي في القوة الناعمة، فعلينا أن نأخذ مقتضيات هذا الدور بعين الاعتبار. وبسبب ضيق الوقت، أكتفي بالإشارة إلى نقطة واحدة: لا يمكن أن تتشكل القوة الناعمة لأية دولة أو أمة ما لم تُنشأ مرجعية رسمية لوسائل الإعلام المحلية. نحن بحاجة إلى أن تحظى وسائل إعلامنا بمرجعية رسمية داخلية، وإذا كانت هذه المرجعية قد ضعفت، فلا بد من التفكير بحلول لإحيائها وتعزيزها.
وأشار إلى أنه لا يمكننا اعتبار الإعلام الحامل الرئيسي للقوة الناعمة، بينما تكون المرجعية الإعلامية خارج البلاد أو بيد وسائل إعلام غير رسمية، مؤكّدًا: هناك تحولات طرأت على شكل وأداء إعلامنا، ويجب الالتفات إليها.
وبحسب الإحصائيات، فإن المرجعية الرسمية لوسائل الإعلام المحلية قد ضعفت، وهذا يُعدّ تهديدًا للأمن القومي. فإذا كنا نقر بأن القوة الناعمة أهم من القوة الصلبة، وأن الإعلام هو الحامل الرئيس لها، فإن تراجع مرجعية الإعلام الداخلي لا يصب في مصلحة أحد.
قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني: إن تراجع مرجعية الإعلام الداخلي أدّى إلى انتقال جزء من القوة الناعمة إلى خارج البلاد، مضيفًا أن استعادة هذه المرجعية تتطلب توفير مستلزماتها وظروفها. وأوضح: أن يكون لدينا إعلام داخلي ناقد أفضل من أن تتحدث ضدّنا قناة مثل BBC. فالقوة الناعمة تكمن في الإعلام، وإذا خرجت هذه القوة من البلاد، فكأننا قد جردنا أنفسنا من سلاحنا. وهنا يجب أن نُدرك أن أمننا القومي مرهون بعدم التقليل من أهمية مرجعية وسائل الإعلام المحلية.
ثم شدد على ضرورة مراعاة متطلبات الإعلام، وقال: يجب ألا نسمح للآخرين أن ينشروا الخبر الأول قبلنا. فنحن نعيش في نظام إعلامي عدائي، وإذا لم نتحدث نحن، فسيتحدث الآخرون كما يشاؤون. كما يجب أن نُتيح المجال لوسائل الإعلام في ممارسة المطالبة والمساءلة، حتى يزداد شعور الناس بالثقة تجاه الإعلام المحلي.
في ختام هذا الحفل، تم تكريم الفائزين في مهرجان أبوذر الوطني للإعلام
وبحسب ما صرح به الدكتور مرتضى كار
أموزيان، رئيس تعبئة الإعلاميين في إيران، خلال اختتام الدورة العاشرة من مهرجان أبوذر الإعلامي: لقد استقبلنا في هذه الدورة 25 ألف عمل إعلامي، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 2000 عمل مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف: في هذه الدورة، تم التركيز بشكل خاص على استراتيجية كشف جرائم الكيان الصهيوني، الإكثار من السرد الإعلامي، الجهاد المقاوم، ورواية التقدّم.
وأشار كار
أموزيان إلى المشاركة الواسعة من قبل وسائل الإعلام، قائلاً: هذا العام، شارك في المهرجان 7400 وسيلة إعلامية وشخصية إعلامية، وهو رقم غير مسبوق.
وأشار إلى أن أصحاب وسائل الإعلام يتمتعون ببصيرة عالية، ولهم أسلوبهم الخاص وتأثيرهم الواضح، وقال: انضم أكثر من ألفي إعلامي إلى قائمة الموقعين على الشكوى المقدّمة ضد الكيان الصهيوني، بسبب استشهاد 218 إعلاميًا في غزة وتدمير المراكز الإعلامية، حيث يتم حاليًا متابعة هذه الشكوى قانونيًا على مستوى المحافل الدولية.
وتابع رئيس تعبئة الإعلاميين في إيران: الهدف الرئيسي من هذا المهرجان هو تكريم دور الصحفيين والنشطاء الإعلاميين في توعية المجتمع وتنويره. كما يُعدّ هذا الحدث فرصة لتقدير الأفراد الذين ساهموا، من خلال جهودهم المتواصلة، في تعزيز القيم الاجتماعية وكان لهم دور بارز في النهوض بالثقافة العامة.
وقد تم في هذا المهرجان تكريم الفائزين في الدورة العاشرة من مهرجان أبوذر الإعلامي في فروع متعددة، منها: التقرير، المقابلة، الصورة الصحفية، العنوان، البودكاست، الإنفوغرافيك، المقالة والافتتاحية، الوثائقي، الموشن غرافيك، والتقرير المصوّر.