وكالة صدى أفغان للأنباء (آوا) - كابل:وقد أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية أن المركز المذكور عقد ندوة علمية تحت عنوان: "التوتر في العلاقات بين باكستان والهند وتأثيراته على المنطقة".
وفي هذه الندوة، صرّح حافظ ضياء أحمد، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأنه تم التباحث وتبادل الآراء حول التوترات الأخيرة بين البلدين، وانعكاساتها على المنطقة، خصوصًا أفغانستان، إضافة إلى موضوعات أخرى ذات صلة.
من جهته، قال مفتي نور أحمد نور، مدير الشؤون السياسية الأول في وزارة الخارجية: "نتعامل حاليًا مع كلا البلدين في إطار سياستنا المتوازنة. وبالنظر إلى أن الهند وباكستان جارتان مباشرتان لنا، فإن تصاعد التوتر بينهما قد تكون له آثار سلبية مباشرة على المنطقة، وخصوصًا على أفغانستان".
وأضاف أن التوترات بين باكستان والهند قد خلّفت بالفعل تداعيات إقليمية، من بينها على أفغانستان، مؤكدًا أن الإمارة الإسلامية تدعو إلى حل هذه الخلافات بين البلدين الجارين عبر الوسائل السلمية.
وقد جاء ذلك في أعقاب الهجوم الإرهابي الأخير في منطقة "باهالجام" بكشمير، والذي أودى بحياة 26 سائحًا، ما أدى إلى زيادة التوترات بين الهند وباكستان. وفي هذا السياق، أدانت وزارة الخارجية الأفغانية هذا الهجوم، وشدّدت على أهمية الحفاظ على استقرار المنطقة.
من ناحية أخرى، تشهد العلاقات بين كابل ونيودلهي تطورًا ملحوظًا. ففي 28 أبريل 2025، التقى أناند براكاش، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الهندية، بأميرخان متقي، القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني في كابل. وناقش الطرفان خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، والتجارة والترانزيت، والتطورات الإقليمية الأخيرة.
ويعتقد الخبراء أن تصاعد التوتر بين الهند وباكستان قد يُؤدي إلى نتائج سلبية على استقرار المنطقة، خصوصًا بالنسبة لأفغانستان التي تجاور كلا البلدين. وبالنظر إلى الموقع الجغرافي والعلاقات التاريخية، فإن كابل قد تتأثر من تبعات هذا التوتر، بما في ذلك تزايد انعدام الأمن وتراجع التعاون الاقتصادي. وعليه، فإن الدعوة إلى حل سلمي للخلافات بين البلدين لا تصب في مصلحة الهند وباكستان فحسب، بل تخدم مصالح المنطقة بأسرها، ولا سيما أفغانستان.
وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تسعى أفغانستان، من خلال تبني سياسة متوازنة وتركيزها على الحل السلمي للنزاعات، إلى أداء دور بنّاء في الحفاظ على استقرار المنطقة. واستمرار هذا النهج من شأنه أن يُسهم في تعزيز علاقات كابل مع جيرانها، وتوسيع آفاق التعاون الإقليمي.