تاريخ النشرالأحد 4 مايو 2025 ساعة 20:02
رقم : 314790
قائد الثورة الإسلامية: الحج نموذج لإدارة البشرية ورمز لوحدة الأمة الإسلامية / لو وُجد هذا الاتحاد لما وقعت مآسٍ كالتي تحدث في غزة واليمن
أكّد قائد الثورة الإسلامية، سماحة اَية الله السيد علي الخامنئي (دام ظله)، صباح اليوم خلال لقائه القائمين على شؤون الحج وجمعاً من الحجاج، أن فريضة الحج تمثل نموذجاً كاملاً وموجهاً لإدارة البشرية، مشيراً إلى أن الهدف الإلهي من تشريع هذه الفريضة هو تقديم حل لمشكلات البشر كافة، لا المسلمين فقط. وشدد سماحته على أن "الاتحاد والتكامل بين أبناء الأمة الإسلامية هو أعظم مصلحة للعالم الإسلامي اليوم"، مؤكداً أنه "لو تحقق هذا الاتحاد، لما شهدنا المآسي التي تقع اليوم في غزة واليمن".
وكالة صداي افغان للأنباء (آوا) – طهران: وفي كلمته، أشار سماحةاَية الله الخامنئي إلى أن الشكل الظاهري للحج يحمل طابعاً سياسياً بامتياز، في حين أن مضمونه ومناسكه ذات طابع تعبدي ومعنوي، موضحاً أن هذه التركيبة تهدف إلى خدمة البشرية كلها. وأكد أن "أعظم فائدة اليوم من فريضة الحج تكمن في تحقيق اتحاد الأمة الإسلامية لمواجهة تحدياتها، ولو وُجد هذا الاتحاد لما وقعت مأساة غزة أو كارثة اليمن".
واعتبر سماحته أن معرفة أبعاد الحج وأهدافه شرط أساس لأداء هذه الفريضة على الوجه الأكمل، واستند في حديثه إلى عدد من الآيات القرآنية التي استخدمت مصطلح "الناس"، مشدداً على أن الله تعالى شرّع الحج لجميع البشر، لا للمسلمين وحدهم، وبالتالي فإن إقامة الحج بصورة صحيحة هو خدمة للبشرية جمعاء.
وأضاف سماحته أن الحج هو الفريضة الوحيدة التي تجمع بين الشكل السياسي والمضمون المعنوي، إذ يجتمع الناس في مكان وزمان واحد لأهداف محددة، مما يمنحها طبيعة سياسية واضحة، بينما تتضمن المناسك دلالات رمزية تربوية تمسّ مختلف نواحي حياة الإنسان.

وبيّن القائد الثورة  أن "الطواف" يمثل درساً في ضرورة التمركز حول التوحيد، بحيث يُبنى الحكم والحياة والاقتصاد والأسرة وكل مفاصل الوجود الإنساني على أساس هذا المحور، وعندها تختفي القسوة وسفك دماء الأطفال والجشع، ويغدو العالم روضة سلام.
كما وصف "السعي بين الصفا والمروة" بأنه يرمز إلى ضرورة المثابرة بين جبال المصاعب، وعدم التوقف أو التردد مهما اشتدت الأزمات، بينما تشير "الحركة نحو عرفات والمشعر ومنى" إلى مبدأ السير الدائم ورفض الركود والجمود.
وأشار إلى أن "الأضحية" تمثل درساً في التضحية بأغلى ما لدى الإنسان في سبيل المبادئ، و"رمي الجمرات" يعبر عن وجوب التعرّف على شياطين الإنس والجن ومجابهتهم أينما وُجدوا، كما أن "لباس الإحرام" يرمز إلى التواضع وتوحيد الهيئة والمكانة أمام الله عزّ وجل.
وقال سماحته مستنداً إلى آية قرآنية إن اجتماع الحجاج هو وسيلة لنيل "المنافع"، مؤكداً أن "لا منفعة اليوم أعظم من الاتحاد بين أبناء الأمة الإسلامية"، فلو تحقق هذا الاتحاد لما وقعت الجرائم في غزة، ولما خُنق اليمنيون بالحصار والنار.
ورأى اَية الله الخامنئي أن التفرقة بين المسلمين هي الباب الذي يلج منه المستعمرون والولايات المتحدة والكيان الصهيوني وسائر الطامعين لتحقيق مآربهم، مضيفاً أن "الاتحاد بين المسلمين كفيل بتحقيق الأمن والتقدّم والتعاون المشترك بين الدول الإسلامية، ويجب النظر إلى الحج على أنه فرصة لتحقيق ذلك".

وختم سماحته بالدعوة إلى تحمّل المسؤولية من قبل الدول الإسلامية، خاصة الدولة المستضيفة للحجاج، في توضيح أبعاد الحج وأهدافه السامية، مؤكداً أن "المسؤولين والعلماء والمفكرين والكتّاب والمؤثرين في الرأي العام يتحملون مسؤولية بيان حقائق الحج للأمة"

 
https://avapress.com/vdcdno0szyt0f56.422y.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني