تاريخ النشرالاثنين 5 مايو 2025 ساعة 09:30
رقم : 314811
حسيني مزاري في مراسم تدشين القسم الذكوري لدار القرآن "محمد رسول الله (ص):

تعليم القرآن حاجة حيوية للمجتمع الإسلامي / لا بد أن يتجلّى القرآن في سلوك وأفعال أهل القرآن

تعليم القرآن حاجة حيوية للمجتمع الإسلامي / لا بد أن يتجلّى القرآن في سلوك وأفعال أهل القرآن
أكّد رئيس مركز تبيان، في كلمة له خلال مراسم إحياء ولادة السيدة فاطمة المعصومة (س) وتدشين القسم الخاص بالذكور في دار القرآن "محمد رسول الله (ص)"، أنّ الله تعالى هو أوّل معلّم للقرآن، وأنّ النبي الأكرم (ص) قد بُعث لتعليم وتبيين هذا الكتاب العظيم، مبيّناً أنّ المجتمع الإسلامي لا يمكنه بلوغ العزّة والقوّة من دون العمل بالقرآن الكريم.
وكالة صداي أفغان للأنباء (آوا) - كابل: أقيم عصر يوم الجمعة(12 ثور/2 أيار)،حفل إحياء ذكرى المولد المبارك لسيدة القلوب الطيبة السيدة معصومة (عليها السلام) و تدشين القسم الرجالي لدار القرآن الكريم محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مكتب دار القرآن الكريم غربي كابول، بحضور علماء وشخصيات سياسية وثقافية، من بينهم حجة الإسلام والمسلمين السيد عيسى حسيني مزاري، المدير العام لمركز الأنشطة الثقافية والاجتماعية في تابيان أفغانستان، والوفد المرافق.
وفي كلمته بالمناسبة، شدّد حسيني مزاري على ضرورة تعليم القرآن الكريم وتجليه العملي في أقوال وأفعال المسلمين.
كما قدّم تهانيه بمناسبة "عشرة الكرامة"، ذاكراً المناسبتين السعيدتين لولادة السيدة فاطمة المعصومة (س) والإمام علي بن موسى الرضا (ع)، وقال: "من الواضح أنّ افتتاح أيّ عمل خير في مثل هذه الأيام المباركة سيكون بالتأكيد أكثر بركة وأثراً. وإنّ افتتاح قسم الذكور في دار القرآن محمد رسول الله (ص) اليوم، يُضيف إلى بهجة هذه الأيام".
وأشار حسيني مزاري إلى أهداف تأسيس دار القرآن، مؤكداً أنّه ينبغي لهذه المؤسسة أن تتحرّك بما يتجاوز التعليم السطحي والتقليدي، وأن تعمل على ترسيخ ثقافة قرآنية، ونشر مفاهيم القرآن، وتحفيز الناس عملياً على العمل بتعاليم هذا الكتاب الإلهي.
وأشاد في هذا السياق بجهود مسؤول المركز، حجة الإسلام والمسلمين السيد ضياء ضياء، قائلاً: "جميع الشخصيات والجهات يجب أن تبذل جهوداً جادة في خدمة القرآن. إنّ المجتمع الإسلامي بحاجة حيوية إلى تعاليم القرآن، وإنْ سرنا في درب القرآن، سننعم بالسعادة والقوة".
وتابع حسيني مزاري بتوضيح أسباب أهمية تعليم القرآن من منظوري القرآن الكريم والسنة الشريفة، مشيراً أولاً إلى التأكيد المباشر من الله تعالى على التعليم، وقال مستشهداً بالآيات الأولى من سورة العلق: "الله نفسه نزل إلى الميدان بوصفه معلماً، وأمر الإنسان بالتعلّم والقراءة والكتابة".
وأضاف رئيس مركز تبيان: "قسَم الله بالقلم وما يكتب في سورة القلم يُظهر قيمة التعليم الفريدة. وإذا كان الله تعالى قد أعطى هذا المقام العظيم للتعليم، فنحن البشر أيضاً ينبغي أن نسلك هذا الدرب".
وأشار إلى أن المعلّم الثاني للقرآن، كما ورد في سورة الرحمن، هو الله تعالى: "الرَّحْمَٰنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ"، أما المعلّم الثالث فهو النبي محمد (ص) الذي كُلّف بتعليم القرآن وبيانه. واستند إلى العديد من الآيات والروايات ليبيّن أنّ تعليم القرآن من أهم وظائف ورسالات النبي الأكرم (ص).
ثم طرح سؤالاً: لماذا مع وجود كتاب بهذه الكمالات وبرنامج شامل للحياة، يعاني المسلمون من أوضاع سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية مضطربة؟!
وأجاب: "المشكلة ليست في القرآن، بل في أنفسنا. لم نتعلم القرآن، ولم نعمل به، ولم نُجرِه في حياتنا".


وشدّد قائلاً: "إذا أردنا حياةً عزيزة وقوية، فلا بد أن نعود إلى القرآن. فالقرآن الكريم هو بحر عظيم، لا توجد مسألة في الحياة إلا وقد وُجد لها حل في هذا الكتاب الإلهي. ينبغي أن ننظر إلى القرآن بدقة وتفكّر وتأمّل".
وفي جانب آخر من كلمته، أشار إلى المخاطر التي قد تهدّد مسار الأنشطة القرآنية، قائلاً: "إذا انحصرت دورات تعليم القرآن في المظاهر، وكان نشاطها مجرد استعراض وضجيج، فلن يكون لها أثر يُذكر. فالقرآن الذي لا يظهر في سلوكنا وأخلاقنا، لا فائدة منه".
وتابع حسيني مزاري: "لا يمكن أن ندّعي العمل بالقرآن، في حين تنتشر بيننا الفُرقة، والكذب، والغيبة، والافتراء، والعصبية القومية، والنزاعات. من يعمل في مجال القرآن، لا بد أن يكون قرآنيّاً في أقواله وأفعاله. والخطوة الأولى أن يُصبح الفرد نفسه قرآنياً".
كما تحدّث عن أهمية النطق السليم للقرآن، قائلاً: "تعلم التجويد إلى جانب الصوت والنغمة ضروري لفهم القرآن بشكل صحيح. فأحياناً قد يُؤدّي خطأ في نطق كلمة واحدة أثناء الصلاة إلى إشكال شرعي. هذه مسألة يجب على العلماء والخطباء إيلاؤها عناية خاصة".
وأكّد أنّ تعليم القرآن يجب أن يتمّ بنيّة خالصة ومنهج عميق، قائلاً: "فقط عندما نُجسّد القرآن في سلوكنا ونمط حياتنا، يمكننا أن ندّعي بأننا قد تعلّمنا القرآن. فالدنيا مزرعة الآخرة، والعمل بالقرآن هو أفضل زرع لحصاد الآخرة".
واختتم حسيني مزاري كلمته بالدعاء بالتوفيق للمسؤولين والمعلّمين في دار القرآن "محمد رسول الله (ص)"، معرباً عن أمله في أن يُصبح هذا المركز نموذجاً متميّزاً وجديداً في مجال تعليم القرآن ونشره في المجتمع.
تجدر الإشارة إلى أنّ حجة الإسلام والمسلمين السيد ضياء ضياء، مسؤول دار القرآن "محمد رسول الله (ص)"، ألقى كلمة خلال الحفل، أشار فيها إلى أنه تمّ تأسيس هذا المدرسة قبل أربع سنوات.
وأوضح أنّه في فترة "الجمهورية"، لم يكن هناك اهتمام كافٍ بالعلوم الدينية، وقال إنّ نقص الإمكانيات حال دون قبول الطلاب الذكور، لكن مع انشاء هذا القسم اليوم، يمكن للطلاب الذكور أيضاً تعلّم القرآن الكريم، والمدائح، والمجالس الحسينية.
من جانبه، قال السيد أبو القاسم هادي، رئيس قسم العلماء في مؤسسة النبي الأعظم (ص): "إذا أردنا نحن المسلمين أن نصل إلى السعادة، فلا بد أن لا ننفصل عن القرآن الكريم وعترة أهل البيت (ع)".
وأضاف: "الكثير من الشباب لا يقرؤون، ويبدأون في انتقاد القرآن الكريم، في حين أننا يجب أن نتفكّر أكثر لفهم هذا الكتاب، وقد توصّل الكثير من العلماء بعد دراستهم إلى أنّ هذا الكلام ليس من كلام البشر، فأسلموا".
وختم السيد هادي بالقول إنّ الابتعاد عن القرآن وأهل البيت (ع) يجعل المجتمعات عرضة لمشاكل متعددة، مؤكداً على ضرورة التركيز على الأنشطة القرآنية والثقافية.
📎 المصدر: وكالة صداي أفغان للأنباء (آوا) – كابل
https://avapress.com/vdchzknxz23nz6d.4tt2.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني