وكالة صداي افغان للأنباء(اَوا):أزاحت وزارة الدفاع الإيرانية الستار عن صاروخ جديد يعمل بالوقود الصلب تحت اسم
"قاسم بصير"، يتميز بمدى يتجاوز
1200 كيلومتر ونسبة خطأ في التصويب تقل عن
متر واحد، ما يجعله من أكثر الصواريخ دقة في فئته. الصاروخ مزوّد بنظام تصوير حراري (بصري)، ويتميز بقدرة توجيه عالية دون الاعتماد على تقنية
GPS، ما يعزز من فعاليته في بيئات الحرب الإلكترونية المعقدة.
الصاروخ، الذي تم اختباره بنجاح تحت ظروف تشويش إلكتروني مكثف، يتمتع بقدرة على تمييز الهدف الحقيقي من بين أهداف خداعية متعددة، مما يعكس مستوى متقدمًا في أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في توجيهه. كما أن نظامه التوجيهي المطوّر يمكّنه من اختراق أنظمة الدفاع الجوي المختلفة، ما يعزز من قدرة إيران على فرض معادلة ردع فعّالة في المنطقة.
صاروخ واحد يربك الحسابات العسكرية للاحتلال
كالعادة، أثار الكشف عن هذا السلاح المتطور قلق الكيان الصهيوني، الذي يرى في أي تطور عسكري إيراني تهديدًا مباشرًا لأمنه القومي. وتُسلّط الأضواء مجددًا على الفارق الكبير في التكاليف بين طرفي المواجهة؛ فبينما تُنتج إيران صواريخ عالية الدقة بكلفة لا تتجاوز
200 ألف دولار، يلجأ الكيان الصهيوني إلى استخدام أنظمة دفاعية تصل تكلفتها إلى
مليارات الدولارات لاعتراضها، دون ضمان فعالية كاملة.
وقد أشار العميد
أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري، إلى أن "أغلى صاروخ إيراني، حتى لو كان هايبرسونيك، لا تتجاوز تكلفته 200 ألف دولار"، في حين أن اعتراضه يتطلب من الطرف المقابل صواريخ اعتراضية باهظة الثمن.
THAAD... نظام دفاعي أميركي بتكلفة باهظة وفعالية محدودة
أحدث ما حصل عليه الكيان الصهيوني من الولايات المتحدة في مجال الدفاع الجوي هو نظام
"ثاد" (THAAD)، الذي صُمم لمواجهة الصواريخ البالستية في مرحلتها النهائية. ورغم الترويج الكبير لهذا النظام، إلا أنه لم يثبت فعاليته في اعتراض صواريخ اليمنيين، كما يُشكك خبراء في قدرته على التعامل مع الجيل الجديد من الصواريخ الإيرانية.
يتألف "ثاد" من أربع مكونات رئيسية تشمل
رادار TPY-2، ومركز قيادة وتحكم، ومنصات إطلاق، وصواريخ اعتراضية. وتصل تكلفة النظام الواحد إلى ما بين
800 مليون ومليار دولار، في حين تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي تابع له قرابة
12.6 مليون دولار.
85 مليار دولار مقابل تكلفة لا تتجاوز مئات الآلاف
ولا يقتصر اعتماد الكيان الصهيوني على "ثاد" فقط، إذ يمتلك أيضًا أنظمة دفاعية أخرى مثل
القبة الحديدية و
مقلاع داود و
سهم (آرو)، التي تُقدّر كلفتها الإجمالية، بحسب الخبير "سعدالله زارعي"، بأكثر من
85 مليار دولار.
هذا التفاوت الكبير في الكلفة والفعالية يعكس، من جهة،
نجاح إيران في بناء منظومة ردع منخفضة التكلفة وفعّالة، ومن جهة أخرى،
الهشاشة الاستراتيجية للمنظومة الأمنية الصهيونية رغم كل ما أُنفق عليها من ميزانيات.