وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)– الخدمة الدولية:حجة الإسلام والمسلمين الدكتور حميد شهرياري، الذي سافر إلى قطر للمشاركة في الدورة السادسة والعشرين للمجمع الفقهي الإسلامي، قدّم رؤيته وملاحظاته بشأن كلمات المشاركين حول الأحكام والمعايير الأخلاقية للذكاء الاصطناعي. وقال: إن قائمة أضرار الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى إطار منطقي وبنيوي يشمل الأبعاد الفنية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والعقائدية.
وبحسب تقرير العلاقات العامة للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، أضاف: إن مجرد ذكر الأضرار أمر ضروري، لكنه غير كافٍ؛ بل يجب أن تُطرح التهديدات الوجودية والفلسفية بشكل أوسع، وخاصة على مستوى المستقبل، ويجب أن تكون مدعومة بأدلة واقعية ونماذج ملموسة. ومن بين هذه التهديدات، يمكن الإشارة إلى السيناريوهات المرتبطة بالذكاء الفائق (Superintelligence)، وصعوبة السيطرة على الأنظمة الذكية المستقلة على المدى الطويل، وتفويض اتخاذ القرارات الحاسمة إلى أنظمة غير مسؤولة وحكومات غير مستجيبة.
حجة الإسلام والمسلمين شهرياري أكد على ضرورة إظهار مزيد من الحساسية تجاه التطبيقات الحالية لهذه التكنولوجيا. وقال إن السلاح الذكي الذي تم استخدامه في اغتيال الشهيد يحيى السنوار والشهيد إسماعيل هنية يجب أن يتم متابعته بشكل جاد في هذا المؤتمر، ويجب إدانة الإجراءات التي يتخذها الكيان الصهيوني في هذا المجال. وأوضح أن هذا الكيان الغاصب يمتلك أسلحة نووية وكيميائية وذكية، وأن مسؤولية المجامع الفقهية هي توضيح حرمة استخدام هذه الأسلحة. وأضاف أن هذه التطبيقات تهدد الأمن العالمي بشكل جدي، وتعرقل السلام العادل، وتهين كرامة الإنسان.
وشدد الأمين العام للمجمع على أهمية استخدام المصادر الدولية الموثوقة لفهم الموضوع واستيعاب أبعاده. من بين هذه المصادر، أشار إلى وثيقة IEEE حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (2019)، وتقرير اليونسكو حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (2021)، الذي أشار إليه أيضاً الأستاذ الدكتور ياسر عجيل النشمي في كلمته، وكذلك قانون الاتحاد الأوروبي بشأن الذكاء الاصطناعي. هذه المصادر توفر أطرًا دقيقة وقابلة للمقارنة لتقييم الأضرار والمخاطر.
وأضاف في ختام كلمته أن اتخاذ نهج تحليلي وموضوعي بدلاً من النهج الخطابي والتحذيري فقط أمر ضروري، مشيرًا إلى أن استخدام تعابير مثل: "الذكاء الاصطناعي وسيلة للقتل والخداع والتضليل" يحمل طابعًا تحذيريًا أكثر من كونه تحليليًا. وأوضح أن مثل هذه اللغة قد لا تكون مقنعة للجمهور العلمي أو الدولي، وتحتاج إلى إعادة صياغة ضمن إطار تحليلي منهجي ومؤسسي. وأكد على أنه رغم أن الإشارة إلى مفاهيم مثل التمييز الخوارزمي، وانعدام الشفافية، وضعف المساءلة أمر يستحق التقدير، إلا أنه غير كافٍ؛ بل يجب تحليل آليات العمل الدقيقة وراء هذه الأضرار، مثل هيكل الشبكات العصبية، والتعلم الآلي، وطبيعة البيانات المستخدمة في التدريب والبيانات الكبيرة. في النهاية، يجب أن يتم فحص جميع هذه القضايا بطريقة تحافظ على كرامة الإنسان وتمنع من تحول المجتمع البشري إلى آلة.