وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)– الخدمة الدولية: في تطور لافت، أعلن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء (16 من شهر ثور/6 مایو)، أن الغارات الجوية الأمريكية على مواقع أنصار الله في اليمن ستتوقف. وقد تم اتخاذ هذا القرار عقب اتفاق تم بوساطة سلطنة عُمان، حيث تعهدت أنصار الله بموجبه بوقف الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء كندا، مارك كارني، صرح ترامب قائلاً: «الحوثيون لم يعودوا يرغبون في القتال». ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق لا يشمل هجمات أنصار الله على الأهداف الإسرائيلية. وأكد مهدي المشّاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، أن الدعم العسكري لغزة سيستمر.
العملية الفاشلة «
الراكب العنيف»
منذ مارس 2025، نفذت الولايات المتحدة أكثر من ألف غارة جوية على مواقع اليمنيين في إطار عملية سميت بـالراكب العنيف. وعلى الرغم من ذلك، استمرت هجمات الجيش اليمني على السفن التجارية والعسكرية المرتبطة بالکیان الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن، بل وتعدّت ذلك إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وكان السفير الأمريكي السابق في اليمن، جيرالد فايرشتاين، قد أقرّ قائلاً: «قدرتهم على تعويض كل ما نقوم بتدميره لا حدود لها.»
ردّة فعل إسرائيل: قلق وخيبة أمل
أثار قرار ترامب بوقف الهجمات على اليمن ردود فعل سلبية في إسرائيل. ووصفت وسائل إعلام عبرية، من بينها «معاريو» و «واللا»، هذا القرار بأنه «صادم» و«مهين». وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «إسرائيل هيوم»: «إعلان ترامب عن وقف قصف اليمن هو خبر سيئ جداً بالنسبة لإسرائيل، ونحن ننتظر توضيحاً من واشنطن».
كما أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن أسهم شركة الشحن الإسرائيلية زيم (ZIM) انخفضت بنحو 7% عقب إعلان وقف الهجمات الأمريكية على اليمن.
كتبت صحيفة معاريو العبرية بسخرية عن تهديدات ترامب الأخيرة بشأن تدمير صنعاء، قائلة:ما حدث اليوم كان مخالفًا تمامًا لتلك التهديدات. فقد أعلن ترامب وقف إطلاق النار ووافق على شروط حركة أنصار الله لوقف الهجمات على اليمن، في حين أن تهديدات أنصار الله ضدنا لا تزال مستمرة.
وأشار موقع واللا العبري إلى حالة الارتباك داخل الكيان الصهيوني، وكتب: من المسؤول عن هذا الفشل السياسي الذي علمت من خلاله إسرائيل، عبر شاشات التلفاز، بوقف إطلاق النار بين أمريكا وأنصار الله؟
حذرت قناة 12 الإسرائيلية: «إسرائيل دخلت تدريجيًا في حرب استنزاف مع أنصار الله، والهجمات الأخرى لا تحدث تغييرًا ملحوظًا، خاصة بعد أن قامت الولايات المتحدة بقصف أكثر من 800 هدف دون أن تحقق نتيجة».
وفي هذا السياق، يُعتبر قرار الولايات المتحدة بوقف الهجمات على اليمن مؤشرًا على فشل الاستراتيجية الأمريكية في احتواء اليمنيين. فعلى الرغم من التكاليف العسكرية والبشرية الباهظة، لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها في اليمن. هذا الانسحاب لم يقتصر على إضعاف مصداقية أمريكا في المنطقة فحسب، بل زاد من قلق إسرائيل أيضًا.
متحدث أنصار الله: كانت الولايات المتحدة هي من طلبت وقف إطلاق النار
في مقابلة مع قناة المسيرة، قال محمد عبد السلام، المتحدث باسم أنصار الله ورئيس وفد المفاوضين اليمنيين: الموقف الحالي لليمن يعكس قوتنا وثباتنا. طلب وقف إطلاق النار جاء من الولايات المتحدة عبر عمان.
وأكد عبد السلام: لم نطلب من الولايات المتحدة شيئًا، بل كانوا هم من أرسلوا عبر عمان رسائلهم وطلبات وقف إطلاق النار لنا.
كما أضاف عبد السلام: إسرائيل قد شعرت بخيبة أمل كبيرة من موقف الولايات المتحدة، لأنها حاولت أن تنقذ نفسها من المستنقع اليمني.
ووصف استهداف المنشآت المدنية بما في ذلك مصانع الأسمنت، ومحطات الكهرباء، وموارد المياه، والمطارات بأنه دليل على فشل العدو الواضح وأضاف: «استهداف المدنيين والمنشآت العامة هو فشل واضح ولا يمكن أن يمنع دعمنا لغزة.»
رئيس وفد مفاوضات حكومة صنعاء أضاف: «اليمن لن يترك غزة وحدها. كانت أمريكا هي من طلبت وقف إطلاق النار. الحضور البارز لليمن في الميدان هو أفضل ضمان لتنفيذ الاتفاق. ما نقوله وما جاء في بيان وزارة الخارجية العمانية هو الحقيقة.»
عبدالسلام حذر من أن أي شخص يتدخل في العدوان على اليمن يجب أن يتحمل العواقب والخسائر التي تكبدها الأمريكيون وقال: «إسرائيل تريد من خلال هذه الهجمات استعادة مصداقيتها المفقودة، ولكن هذه العروض بلا فائدة.»