وكالة صداي افغان للأنباء (آوا)ـ قم: قال حجة الإسلام والمسلمین الدكتور عباسي، رئيس جامعة المصطفى العالمية، في كلمته اليوم الخميس 18 ثور/أردیبهشت، أمام لجنة «الحوزة والساحة الدولية» ضمن فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الدولي بمناسبة الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم وتكريم آية الله العظمى الحائري اليزدي، إن الحوزة العلمية في قم تمثل الحلقة الأخيرة في النظام التاريخي للحوزات الشيعية، وقد أدّت دورًا فريدًا واستثنائيًا خلال مائة عامٍ مضت.
وأضاف عباسي: «منذ هجرة الأشعريين وتأسيس أول المدارس العلمية في قم، سلكت الحوزة طريق النمو، غير أن ما تحقق في المئة عام الأخيرة يتمتع بخصائص استثنائية تميّزه عن كل العصور السابقة».
وأكد أن «النمو العلمي والعملي في الحوزة بعد انتصار الثورة الإسلامية كان مذهلًا وغير مسبوق، وجامعة المصطفى تُعد من أبرز ثمار هذه الفترة، حيث أسهمت بشكل محوري في نشر التخصصات الإسلامية الدقيقة مثل التفسير والكلام والتاريخ والفلسفة».
وتابع: «كان الدخول الجاد إلى العلوم الإنسانية بمنظور ديني وحضاري واحدة من أعظم إنجازات الحوزة المعاصرة؛ فالإسلام دين للبشر كافة، ورسالة النبي محمد صلى الله عليه رسالة عالمية، ومن ثم فإن الطابع الدولي جزء لا يتجزأ من طبيعة ورسالة الحوزة العلمية».
وشدّد رئيس جامعة المصطفى على أن «حمل مشروع الحضارة الإسلامية الحديثة يوجب علينا إعادة قراءة وإنتاج العلوم الإنسانية وفق مبادئنا الإسلامية، وتقديم هذا النموذج الحضاري للعالم». وأشار إلى دور العلامة مصباح اليزدي الذي تمخض عن تأسيسه عدداً من المؤسسات العلمية المرموقة ومهد لفكر تجديدي في العلوم الإنسانية.
وأضاف: «قبل الثورة، كانت الحوزة في قم تعمل تحت قيود مفروضة وعلاقات محدودة مع المراكز العالمية، رغم بعض المبادرات مثل إنشاء المركز الإسلامي في هامبورغ ودار التقريب في عهد آية الله بروجردي، لكن ما تحقق بعدها كان نقلة نوعية وتحولًا غير مسبوق».
وأوضح عباسي أن «عدد الطلبة الأجانب قبل الثورة لم يتجاوز 400 من 12 دولة، في حين تستقبل جامعة المصطفى اليوم عشرات الآلاف من الطلبة من 120 جنسية، وتبلغ نسبة الأخوات حوالي 40% منهم».
كما لفت إلى «تنوع التخصصات في الحوزة حيث صُمّم أكثر من 400 اختصاص، يُدرّس منها حاليًا نحو 200، تلبيةً لاحتياجات العالم المعاصر».
وأضاف رئيس جامعة المصطفى: «مراكز اللغات والآداب في الحوزة تُدرّس اليوم 22 لغة حية، وتشمل برامج الحوزة أيضًا التعليم الإلكتروني والدورات القصيرة والبرامج المخصّصة لأهل السنة، وهي من أبرز نشاطاتها الدولية».
واختتم حجت الإسلام عباسي بالقول إن «الحوزة دخلت ميدان الحوار مع الأديان والمذاهب الأخرى كأحد أنشطتها الاستراتيجية، وعلاقاتها الدولية اليوم أوسع من أي وقت مضى، مع وجود فرص كثيرة يجب استثمارها بحكمة».
المصدر: وكالة صداي افغان للأنباء (آوا) – قم