تاريخ النشرالاثنين 30 يونيو 2025 ساعة 09:30
رقم : 320367
العدو يسعى لإحداث الفُرقة من خلال إضعاف العلاقة بين مهاجري أفغانستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية / إيران يجب أن تعتبر المهاجرين فرصة استراتيجية
قال حجة الإسلام والمسلمين السيد عيسى حسيني مزاري، رئيس مركز تبيان في أفغانستان، في الليلة الرابعة من محرم، خلال كلمة ألقاها أمام جمع من المهاجرين الأفغان المقيمين في مشهد، إن مجالس الإمام الحسين (عليه السلام) فرصة لتزكية النفس وتجديد العهد مع أهل البيت (عليهم السلام). وأكد أن الأعداء، بعد فشلهم في الحرب العسكرية، لجأوا إلى الحرب الناعمة، ومن أهدافهم الرئيسة إيجاد فجوة بين الشعوب المسلمة، ومنهم شعب أفغانستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية. ودعا رئيس مركز تبيان المسؤولين في الجمهورية الإسلامية إلى التيقّظ تجاه مؤامرات الأعداء، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هي قلب محور المقاومة وأمل المستضعفين في العالم، والحفاظ على هذا الموقع يتطلب تماسكاً داخلياً ونظرة استراتيجية تجاه المهاجرين ومواجهة الحرب النفسية للعدو.
وكالة صداي افغان للأنباء (آوا) - مشهد المقدسة: في الليلة الرابعة من شهر محرم الحرام، أُقيمت مراسم عظيمة بحضور واسع لعشاق أهل البيت (عليهم السلام) في حسينية الشهيد مصباح (رحمه الله) بمدينة مشهد. وقد تم تنظيم هذا البرنامج من قبل مكتب مركز تبيان للأنشطة الثقافية والاجتماعية في مشهد المقدسة، وبمشاركة كثيفة من المهاجرين الأفغان.
في هذه المراسم، ألقى حجة الإسلام والمسلمين السيد عيسى حسيني مزاري، رئيس مركز تبيان ووكالة صدايي افغان للأنباء وت أفغصان (آوا)، كلمة تمحورت حول فلسفة عاشوراء، ضرورة تزكية النفس، تحليل الحرب الأخيرة ضد الجمهورية الإسلامية، وتقييم وضع المهاجرين الأفغان، كما شرح من خلالها الأوضاع الراهنة في العالم الإسلامي.
في مستهل كلمته، أكد رئيس مركز تبيان على أهمية الأيام العشرة الأولى من محرم، واعتبرها فرصة ذهبية لبناء الذات، وقال: يجب أن تتحول هذه الأيام إلى أيام لتربية الإنسان، وتطهيره من الذنوب، وتجديد العهد مع الإمام الحسين (عليه السلام). ولا ينبغي أن تقتصر مجالس الإمام الحسين (عليه السلام) على البكاء والعزاء فقط، فهدفها هو تربية الإنسان الحسيني.
وأشار إلى آيات سورة الشمس، والقسم الإلهي المتكرر بالشمس والقمر والليل والنهار، وأكد على مكانة التزكية الرفيعة، وأضاف: بعد 11 قسماً، يقول الله تعالى: "قد أفلح من زكاها"، أي إن الفائز هو من زكّى نفسه. وهذا يدل على أن التزكية هي أساس سعادة الإنسان.
وقال حسيني مزاري إن جزءاً كبيراً من المشاكل الاجتماعية والفردية ينبع من الذنوب، موضحاً أن المعاصي تتسبب في نزول البلاء، والمرض، والخلاف، بل وتؤدي إلى هلاك الإنسان. وأكد أنه إذا أردنا حياة آمنة، وصحيّة، وعزيزة، فعلينا بالاهتمام بتزكية النفس.
كما أشار إلى نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، قائلاً: إن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج لإقامة الصلاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإصلاح الأمة، ومواجهة الباطل. وهذه الفلسفة ينبغي أن تنعكس في سلوكنا الفردي والاجتماعي.
وفي جزء آخر من كلمته، أشار رئيس وكالة صداي أفغان للأنباء (آوا) إلى الهجوم العسكري الأخير على إيران، وقال: هذا الهجوم كان خطوة مدبّرة من قبل أمريكا، والكيان الصهيوني، وكل جبهة الكفر من الغرب والمأجورين الإقليميين لهم، وكان الهدف منه تدمير الجمهورية الإسلامية وقطع سلسلة المقاومة في المنطقة.
وأكد أن هذه الحرب لم تؤدِّ إلى نتيجة، وأضاف: رغم استشهاد عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، فإن الجمهورية الإسلامية خرجت منتصرة بفضل عناية الله، وحكمة القيادة، وجهاد القوات المسلحة، ودعم الشعب.
وعدّد حسيني مزاري إنجازات هذه الحرب بالنسبة لإيران، قائلاً: زاد التلاحم الداخلي، وتعززت شعبية الجمهورية الإسلامية على مستوى المنطقة، ووقفت معظم شعوب ودول العالم إلى جانبها ضد إسرائيل، وحتى بعض الجهات التي كانت مؤيدة للنظام الصهيوني الفاسد التزمت الصمت ولم يكن لديها ما تقوله.
وأوضح أن العدو، بعد هزيمته في الحرب الصلبة، عاد بقوة إلى الحرب الناعمة، وقال: أحد محاور هذه الحرب هو تشويه العلاقة بين الجمهورية الإسلامية وشعوب الأمة الإسلامية، وخاصة الشعب الأفغاني، لأن أفغانستان تُعدّ فرصة استراتيجية بالنسبة لإيران.
وقال إن وسائل الإعلام وبعض التيارات الخاصة داخل إيران تسعى من خلال الحرب الإعلامية إلى تنفيذ مشروع التخويف من الأفغان. وأشار حسيني مزاري إلى أن بعض وسائل الإعلام، للأسف، تُضخّم المشاكل وتعمل على خلق حالة من سوء الظن تجاه المهاجرين، وهذه التحركات تصب، عن علم أو عن جهل، في مصلحة مخططات العدو.
وأضاف أن المهاجرين الأفغان ليسوا تهديداً، بل يُعدّون طاقة كبيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. فهؤلاء المهاجرون في الغالب متدينون، موالون، ملتزمون بالقانون، مثقفون، ومخلصون في الخدمة.
وتابع مشيراً إلى التعاملات الأخيرة مع المهاجرين غير الحاملين للوثائق، وقال: هناك موجة من الاعتقالات والطرد تجري حالياً، وفي بعض الحالات لا يُراعى الكرامة الإنسانية لهؤلاء الأحبة. وقال إنه لا يعارض عودة المهاجرين إلى بلادهم، لكن هذا الأمر يجب أن يتم تدريجياً، ومع الحفاظ على كرامتهم.
وأكد أن المهاجرين الأفغان لا ينبغي أن يُستخدموا كأداة للضغط السياسي أو كضحية للصراعات الداخلية. ويجب التعامل مع من عاشوا في هذا البلد لعقود من الزمن بكرامة واحترام.
وفي ختام المراسم، دعا رئيس مركز تبيان المسؤولين في الجمهورية الإسلامية إلى التيقظ لمؤامرات الأعداء، وقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي اليوم قلب المقاومة وأمل المستضعفين في العالم، والحفاظ على هذا الموقع يتطلب وحدة داخلية، ونظرة استراتيجية تجاه المهاجرين، ومواجهة الحرب النفسية للعدو.
ودعا وسائل الإعلام إلى عدم إضعاف صورة المهاجرين، بل إلى السعي في سبيل توضيح الحقائق، وتعزيز وحدة الأمة الإسلامية، والقيام بالتوعية.
المصدر: وكالة صداي افغان  للأنباء (آوا) - مشهد المقدسة
https://avapress.com/vdcaiwne049nue1.zkk4.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني