وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)– الخدمة الدولية:المسار الأول: التنافس في تطوير القدرات الدفاعية والهجومية:يسعى الكيان الصهيوني إلى مواجهة التهديدات اليمنية من خلال تطوير قدراته الدفاعية لاعتراض الصواريخ اليمنية قبل وصولها إلى أهدافها. ويعتمد الكيان على أنظمة دفاعية متعددة الطبقات مثل منظومة "حيتس" (Arrow) و"ثاد" (THAAD) الأمريكية، وكلاهما يعمل خارج الغلاف الجوي.ومع ذلك، تُظهر المعطيات الميدانية أن الصواريخ اليمنية نجحت في كثير من الحالات في تجاوز هذه الأنظمة.في المقابل، تركز صنعاء على تعزيز قدرات صواريخها فرط الصوتية.ويقرّ الخبراء الصهاينة بأنه لا يوجد نظام دفاعي مثالي، وأن نجاح عدد محدود من الصواريخ في الوصول إلى أهدافها يمكن أن يتسبب في أضرار كبيرة.
المسار الثاني: الفشل في تعزيز القدرات الاستخباراتية
في هذا المسار، يسعى الكيان الصهيوني إلى تعزيز قدراته الاستخباراتية بهدف جمع المعلومات وإنشاء بنك أهداف عسكرية واسع في اليمن.وقد أفاد موقع واللا العبري بأن تل أبيب تعمل على مدار الساعة للعثور على مثل هذا البنك من الأهداف داخل اليمن.لكن الخبراء الصهاينة يرون أن ما عجزت واشنطن عن تحقيقه خلال حربٍ استمرت عشر سنوات في اليمن رغم امتلاكها لقدرات استخباراتية هائلة، فإن تل أبيب كذلك لن تتمكن من تحقيقه.ويُشير هؤلاء الخبراء إلى تفكيك اليمنيين لشبكات التجسس الأمريكية والبريطانية، ويخلصون إلى أن الفترة الممتدة من أكتوبر 2023 حتى الآن كانت كافية لأجهزة استخبارات تل أبيب وشركائها لجمع معلومات من داخل اليمن، لكنها لم تحقق أي نجاح يُذكر.
المسار الثالث: محاولة إفشال اتفاق وقف إطلاق النار بين أمريكا واليمن
في نهاية المطاف، يشعر الكيان الصهيوني بإحباط شديد من اضطرار إدارة دونالد ترامب إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع اليمن، ويسعى بجدية إلى إفشاله.وقد أفادت صحيفة "هيل" الأمريكية أن اليمنيين صمدوا في وجه القصف، وأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يُعد مفارقة كبيرة؛ لأنه يُقصي تل أبيب بدرجة ملحوظة من المعادلات الإقليمية، ويُحدث شرخاً في المحور التقليدي بين واشنطن وتل أبيب.وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الأمريكي المتساهل تجاه اليمن قد يكون نابعاً من اعتبارات واقعية حالية، أبرزها تركيز واشنطن على التهديد الصيني، وكذلك الحفاظ على علاقاتها مع الدول العربية الرافضة للتصعيد.من جانبهم، نبّه دبلوماسيون بريطانيون تل أبيب إلى ضرورة احترام مصالح واعتبارات الولايات المتحدة والدول العربية، وعلى رأسها السعودية، خصوصاً إذا كانت تسعى لإنجاح اتفاقيات التطبيع في المنطقة.
نقلاً عن وكالة مهر، يرى المراقبون أن جميع المسارات التي جرّبها الكيان الصهيوني حتى الآن لمواجهة اليمن قد باءت بالفشل، بل وأتت بنتائج عكسية.فبدلاً من ردع اليمن، نشهد اليوم توسّعاً في العمليات العسكرية اليمنية، وظهور معادلات جديدة في الحصار البحري والجوي المفروض على الاحتلال الصهيوني.