وكالة صدای افغان للأنباء (آوا) - مشهد المقدسة: في الليلة السادسة من محرم الحرام، استضاف مركز تبيان للأنشطة الثقافية والاجتماعية في مشهد ملتقی كبيراً بعنوان "إظهار الحب والولاء والدعم"، والذي أقيم بحضور حاشد ومتحمس من المهاجرين الأفغان من مختلف القوميات والمذاهب، شيعة وسنة على حد سواء. وقد تحوّل المؤتمر إلى مشهد مؤثر من العشق والولاء لسيد الشهداء (ع)، ودعم حازم لمقام القيادة العليا ممثلة بسماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (حفظه الله تعالى)، وإدانة شديدة لتطاول ترامب المقامر على هذا القائد الحكيم والشجاع.
وفي هذا الحفل، ألقى السيد حسيني مزاري، رئيس مركز تبيان ووكالة أنباء صوت الأفغان، كلمة مفصلة تمحورت حول عاشوراء، الثورة الإسلامية، والمواجهة الاستراتيجية بين جبهة الحق والباطل. وأكد، استنادًا إلى آيات من القرآن الكريم، على الامتداد التاريخي لهذا الصراع، معتبراً عاشوراء ذروته.
وقال: "منذ بداية تاريخ البشرية مع قصة هابيل وقابيل، ومروراً بعصور الأنبياء، وصدر الإسلام، وعاشوراء، وجبهة الحق والباطل في صراع دائم. واليوم تجلى هذا الصراع بشكل جديد بقيادة الثورة الإسلامية في إيران، التي أسسها الإمام الخميني (ره)، ويواصلها خليفته الجدير سماحة آية الله العظمى الخامنئي، بوصفه ممثلاً فريداً لجبهة الحق في هذا العصر."
وأضاف حسيني مزاري، محللاً الثورة الإسلامية كتجسيد لعاشوراء في العصر الحديث: "قبل الثورة الإسلامية، كانت جبهة الباطل مسيطرة بسهولة على العالم الإسلامي، لكن مع انبثاق الثورة، تغير ميزان القوى. هذه الثورة هي عاشوراء هذا القرن، وقد ألهمت الصحوة الإسلامية في لبنان، فلسطين، العراق، اليمن، بل وحتى في قلب أوروبا وآسيا. في الواقع، إيران اليوم تقف في الخط الأمامي لساحة عاشوراء."
وأوضح أن "جبهة المقاومة بقيادة إيران اليوم أقوى من أي وقت مضى في مواجهة محور الشر (أمريكا والكيان الصهيوني)، والانتصارات الأخيرة، وخاصة في معركة ٢٣ جوزا، تؤكد هذه الحقيقة."
وتابع قائلاً: "في معركة ٢٣ جوزا، دخل العدو المعركة بوهم التفوق العسكري، لكنه بعد ردٍّ حازم وغير متوقع من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، طلب وقف إطلاق النار خلال أقل من ١٢ ساعة. كان هذا التراجع إذلالًا لقوى لطالما أشعلت العالم الإسلامي لعقود، والنصر كان بفضل القيادة الحكيمة والقوية لسماحة الإمام الخامنئي (دام ظله العالي)."
وبحسب مزاري، فإن التصريحات المهينة من ترامب ضد قائد الثورة هي دليل على يأس العدو وفشل استراتيجيته لاحتواء الجمهورية الإسلامية.
وأكد مزاري أن الدفاع عن الإمام الخامنئي ليس مجرد عاطفة، بل هو واجب شرعي، تكليف عقلي، ومهمة سياسية، وقال: "الدفاع عن الإمام الخامنئي ودعمه، هو دفاع ودعم لرمز الإسلام كله."
واستنادًا إلى آيات القرآن الكريم وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، قال: "من الواجب على كل مسلم واعٍ وملتزم، لا سيما المهاجرين الأفغان، أن يقفوا في مثل هذا الظرف الحرج إلى جانب جبهة الولاية. فالدفاع عن الولاية هو دفاع عن الإسلام، وكرامة الأمة، وأمن المنطقة."
وحذّر من أن "عدم الدفاع عن إيران اليوم، سيؤدي غداً إلى تهديد أفغانستان، باكستان، تركيا، بل وحتى السعودية... لأن خطة الاستكبار هي تفكيك وتدمير وحدة الأمة الإسلامية بأكملها."
وبنظرة واقعية، أشار إلى بعض الانتقادات التي يوجهها المهاجرون الأفغان للسياسات الداخلية للجمهورية الإسلامية، خصوصاً في مجال الهجرة، قائلاً: "لا توجد حكومة خالية من العيوب. نحن ننتقد بعض قرارات المؤسسات التنفيذية في إيران، مثل الطرد الجماعي والفوري للمهاجرين، وقد أعلنا ذلك مراراً، لكن هذه المسائل لا تعني التشكيك في أصل النظام الإسلامي ومكانة القيادة الإلهية."
وشدد على أن "حفظ النظام الإسلامي هو مقدمة لحل المشكلات وإصلاح النواقص، والعدو يهاجم القيادة بالضبط لهذا السبب، من أجل إسقاط الركيزة الأساسية للمقاومة."
وفي ختام كلمته، خاطب جميع المسلمين، خصوصاً المهاجرين الأفغان قائلاً: "اليوم هو يوم الاختبار. يوم الاختيار بين جبهة الحق وجبهة الباطل. لم يعد هناك مجال للحياد. يجب أن نكون في ساحة الدفاع عن الإسلام والولاية بكل رجولة، فهذه الثبات هو الذي يضمن مستقبل الإسلام والمسلمين."
المصدر: وكالة أنباء صوت الأفغان (آوا) – مشهد المقدسة