تاريخ النشرالأربعاء 2 يوليو 2025 ساعة 12:12
رقم : 320611
توتر غير مسبوق في العلاقات بين باكو وموسكو: من مقتل شقيقين أذربيجانيين إلى اقتحام مكتب "سبوتنيك"
بعد العملية الدامية التي نفذتها قوات الأمن الروسية ضد مواطنين أذربيجانيين في مدينة يكاترينبورغ، دخلت العلاقات المتوترة بين موسكو وباكو مرحلة جديدة؛ حيث وصف الكرملين ردود الفعل الأذربيجانية بأنها "مؤسفة"، فيما اعتبرت باكو هذا الموقف تعبيرًا عن رؤية "السيد والتابع" التي تتبناها روسيا تجاه الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وكالة صدای افغان للأنباء (آوا) - كابول: إثر مداهمة نفذها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) لمنازل أذربيجانيين في يكاترينبورغ، والتي أسفرت عن مقتل شقيقين يُدعيان ضياء الدين وحسين صفروف، بدأت الحكومة الأذربيجانية باتخاذ سلسلة من الإجراءات الانتقامية. وقد ترافقت هذه الأزمة مع اعتقال العشرات الآخرين، لتصل العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها في التاريخ المعاصر.
إجراءات باكو الانتقامية: من إلغاء الزيارات إلى اقتحام مكتب "سبوتنيك"
رداً على هذه الأحداث، لم تكتفِ أذربيجان بإلغاء الفعاليات الثقافية المشتركة مع روسيا، بل قامت أيضًا بتأجيل زيارة وفدها البرلماني إلى موسكو.
وعلى الرغم من عدم تأكيد ذلك رسميًا، إلا أن قوات الأمن الأذربيجانية داهمت بشكل واضح مكتب وكالة "سبوتنيك" الروسية في باكو واعتقلت شخصين، في خطوة تُعد انتقامية.
في الوقت نفسه، أصدرت محكمة في يكاترينبورغ أمرًا باعتقال ثلاثة من أفراد عائلة صفروف لمدة 22 يومًا بتهمة القتل.
الكرملين يصف رد باكو بأنه "مؤسف"
من جانبه، وصف الكرملين رد باكو بـ"المؤسف للغاية". وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية: "نعتقد أن تصرفات مؤسساتنا الأمنية لا يمكن أن تكون ولا يجب أن تكون سببًا لمثل هذه الاعتراضات الدبلوماسية".
وأضاف أنه لا توجد مكالمة هاتفية مقررة بين رئيسي البلدين حاليًا، لكن يمكن ترتيبها بسرعة إذا لزم الأمر.
محللون أذربيجانيون: موسكو تتبع سياسة "السيد والتابع"
يرى محللون أذربيجانيون أن جذور هذه الأزمة تكمن في النظرة المختلفة لكل طرف لطبيعة العلاقة بينهما.
وكتب المحلل السياسي شاهين جعفري: "مرة أخرى يتّضح أن روسيا لا ترى في شراكتها مع مستعمراتها السابقة علاقة تقوم على المساواة في الحقوق، بل تراها من منظور علاقة السيد والتابع. وهذا الأمر لم يرق للقيادة الأذربيجانية، التي باتت بعد عدة أحداث تدرك من جديد حجم التهديدات القادمة من موسكو".
أما المحلل السياسي نسيمي محمدلي، فيعتقد أن روسيا لا تريد رؤية دول مستقلة في محيطها، ولأنها لا تستطيع التأثير المباشر على أذربيجان، فهي تستخدم الجالية الأذربيجانية المقيمة في روسيا كوسيلة ضغط.
الشكوك في باكو: هل المواجهة مع روسيا مجرد "صراع شكلي"؟
ومع ذلك، فإن بعض الأذربيجانيين يشككون في جدية هذا التوتر. فهم يرون أن موسكو وباكو كانتا تخططان معًا لخدمة مصالح بعضهما البعض خلال السنوات الماضية، وبالتالي فإن التغيير المفاجئ في هذا المسار يبدو غير مقنع.
سيمور حزي، نائب رئيس حزب الجبهة الشعبية، وصف هذه الحالة بأنها "صراع شكلي". ووفقًا له، لو كانت حكومة باكو جادة في مواجهة النفوذ الروسي، لكانت قد حلت البرلمان الحالي الذي يخضع لتأثير موسكو ونظمت انتخابات ديمقراطية.
وأضاف: "إذا لم يتم اتخاذ هذه الخطوة، فهذا يعني أن الحكومة تحاول من خلال التصلب الظاهري تجاه روسيا، أن تعوّض تقاربها الأخير مع الصين أمام أنظار الغرب".
 
https://avapress.com/vdccsxq1s2bqie8.caa2.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني