القيادة للأمة، وليس لإيران فقط
الإمام الخامنئي في قاموس أمم مثل أفغانستان، لبنان، اليمن، وفلسطين، ليس فقط قائد دولة واحدة، بل هو فكر حي، وقمة للمقاومة، ونموذج لقادة الإسلام في المستقبل. شخصية قادت، لعقود، سفينة الثورة الإسلامية في عواصف الفتن بالعقل، والتقوى، والحكمة، والثبات، وألهمت يقظة الشعوب المضطهدة.
في أفغانستان، ارتبط اسمه بمفاهيم مثل «العزة»، «الغيرة»، «الصمود» و«الدفاع عن المظلوم». وكان صوته يُسمع في أيام لم يكن أحد يتحدث عن شعبنا، من منبر صلاة الجمعة في طهران، حين قال:«شعب أفغانستان مظلوم ويستحق الاحترام والدعم.»
مواجهة الاستكبار؛ صفة ثابت في قيادة الإمام الخامنئي
واحدة من أبرز خصائص الإمام الخامنئي هي الثبات اللامتناهي في مواجهة نظام الاستكبار العالمي. فهو في كل ميدان؛سياسي، ثقافي، اقتصادي، وأمني يقف بوجه جبار العالم.
في منظومته الفكرية، لا يقتصر الاستكبار على السياسة الأمريكية فقط، بل هو هيكل عالمي يهدف إلى النهب والإذلال وتدمير الشعوب.
ولهذا السبب يقول صراحة:«التفاوض مع أمريكا لا فائدة منه؛ لأن طبيعة هذا النظام استكباري وخائن.»
ينظر الإمام من منظور جذري إلى الاستكبار، في وسائل الإعلام الغربية الكاذبة، والبنوك العالمية، والمنظمات الدولية الفاسدة، والحكومات التابعة. في فكره، المقاومة ضد الاستكبار هي واجب إيماني وحضاري.
الدعم للمظلومين؛ من غزة إلى كابول
قائد الثورة الإسلامية كان دائماً إلى جانب المظلومين، من فلسطين واليمن إلى سوريا ولبنان ونيجيريا وأفغانستان. لا يوجد اليوم أي من حركات المقاومة في المنطقة لم تستلهم فكره وقيادته.
بالنسبة لشعب أفغانستان، هذا الدعم لا يُنسى. سواء في الميدان السياسي، أو في الدعم الثقافي للاجئين، أو في المواقف الدولية، فقد وصل صوت الدفاع عن المظلومين الأفغان من فمه إلى العالم.
لماذا يحب الأفغان الإمام الخامنئي؟!
محبوبية الإمام الخامنئي بين شعب أفغانستان لا تقتصر فقط على القاسم الديني المشترك، بل تنبع من فهم عميق لشخصيته، وأخلاقه، ومنهجه. الشعب الأفغاني، الذي ذاق طعم الاحتلال والسيطرة، يدرك تمامًا الفرق بين قائد يدافع عن المستضعفين والسياسيين الذين يتاجرون بالمصالح.
التهديد الجسدي؛ هزيمة نظام الاستكبار في ميدان الاغتيال
تشير بعض الروايات إلى أنه خلال الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل في 23 جوزا، حاولت أمريكا اغتيال الإمام الخامنئي جسديًا. ولكن بعد فشل العملية وعجزها في الميدان الحقيقي، لجأت الآن إلى إثارة الضجيج الإعلامي لإخفاء ضعفها وراء تهديدات لفظية.
الإهانة التي صدرت عن ترامب ليست من منطلق القوة، بل نابعة من عمق العجز، والإذلال، وهزيمة استراتيجية كبح الثورة الإسلامية. فعندما يئس العدو من المواجهة العسكرية، يلجأ إلى لغة الإعلام السامة والتهديدات العقيمة.
الدفاع عن قائد الثورة، دفاع عن الإسلام كله
في المؤتمر الأخير لمركز تبيان في مشهد، قال حجت الإسلام والمسلمين سيد عيسى حسيني مزاري بصراحة:«الدفاع عن الإمام الخامنئي هو دفاع عن رمز الإسلام كله؛ ليس مجرد موقف سياسي، بل هو واجب شرعي، عقلي، ومسؤولية تاريخية.»
وأكد أن اليوم هو زمن الاختيار: إما الوقوف إلى جانب جبهة الحق، أو السقوط في دوامة الباطل. والمهاجرون الأفغان، الذين هم أنفسهم ضحايا الظلم، هم في طليعة هذا الجهاد الفكري والثقافي.
لذلك، عندما يسيء ترامب إلى قيادة مثل قيادة الإمام الخامنئي، فهو في الواقع يسيء إلى كل الحقائق الحية في الإسلام، إلى عزّة الأمة الإسلامية، وإلى روح يقظة المقاومة.
لقد فهم المسلمون أن الدفاع عن القيادة هو دفاع عن أنفسهم، أي دفاع عن عقائدهم، وإيمانهم، وكرامتهم، وشرفهم.
من فلسطين واليمن إلى أفغانستان، كل خطوة تُتخذ لدعم ولي أمر المسلمين هي خطوة في سبيل إنقاذ الأمة، وفي سبيل تحرير القدس، وفي سبيل وحدة العالم الإسلامي.
اليوم هو الوقت الذي يجب أن نعلن فيه جميعًا بصوت واحد:
لبيك يا خامنئي!
وسيسجل التاريخ هذا النداء.