تاريخ النشرالأحد 6 يوليو 2025 ساعة 12:19
رقم : 320897
إذا كنا عاشورائيين، فسنحيا بكرامة؛ معرفة الإمام والعدو هي وصفة نجاة الأمة الإسلامية اليوم
أكد حجة الإسلام والمسلمين السيد عيسى حسيني مزاري، رئيس مركز تبيان في أفغانستان، خلال مراسم إحياء الذكرى السابعة لوفاة أحد الوجوه الاجتماعية والتجارية البارزة من الجالية الأفغانية المقيمة في مشهد، على أهمية الالتزام بتعاليم عاشوراء وضرورة المعرفة الصحيحة بالإمام والعدو، وقال إن هذا الطريق هو مفتاح الحياة الكريمة وسبيل نجاة الأمة الإسلامية.
وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)– مشهد المقدسة:تزامناً مع أيام الحداد على حضرة أبي عبد الله الحسين (ع)، أقيمت مراسم ختم اليوم السابع لوفاة أحد الشخصيات الاجتماعية والتجارية البارزة من الجالية الأفغانية المقيمة في مشهد، الحاج كربلائي عبد العلي جعفري، وذلك يوم الجمعة (13 من شهر سرطان/4 یولیو) في مسجد المهدي بهذه المدينة، بحضور واسع من العلماء، والتجار، والمهاجرين، وأقارب الفقيد.

وخلال المراسم، تحدّث حجة الإسلام والمسلمين السيد عيسى حسيني مزاري، رئيس المركز الثقافي الاجتماعي تبيان في أفغانستان، عن شخصية الفقيد كربلائي عبد العلي جعفري، قائلاً: يمكن أن يُقال الكثير عن شخصيته كمؤمن، وأب حنون، وشخص مفيد للمجتمع، وتاجر حسن السمعة بين أوساط المهاجرين، إلا أن إقامة مثل هذا المجلس هي مصدر راحة وسكينة لروحه.

وأضاف: كل إنسان لا بد أن يغادر هذه الدنيا يوماً، ولكن المهم هو أن يترك وراءه اسماً طيباً وذكراً حسناً، ومن علامات نجاح الفقيد، أبناؤه الصالحون الذين يحيون اليوم ذكرى والدهم باحترام.

رئيس وكالة صداي افغان للأنباء(أوا) أضاف:بحمد الله، فإن شعبنا كله عاشورائي، وأنتم الذين تجلسون في هذا المجلس قد نلتم شرف الحضور في مجالس المحرّم. يجب علينا أن نعزّز الصفات العاشورائية في أنفسنا، لأنه كلما قلّت روح عاشوراء فينا، أصبحت حياتنا أضعف، وكلما كنا أكثر ارتباطاً بعاشوراء، عشنا حياة أعزّ وأكرم.

وتابع رئيس مركز تبيان قائلاً:من أهم صفات أصحاب عاشوراء هي معرفة الله. فهذه المعرفة الإلهية هي التي تُعين الإنسان على اختيار الطريق الصحيح. لو لم يكن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) من أهل الدين ومعرفة الله، لما اصطفّوا إلى جانبه. قد يكون عددهم قليلاً، لكنهم كانوا صانعي التاريخ.

وأوضح قائلاً:منذ بداية خلق الإنسان وحتى زمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ثم في زمن الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، كان هناك دوماً من هم مع الله، ومن هم على طريق ضدّ الله. وقد تجلّت ذروة معرفة الله في أرض كربلاء؛ حيث ضحّى أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) بكل ما لديهم من أجل أن يبقى دين الله قائماً.

برأيه، فمنذ ذلك الزمان وحتى اليوم، حيثما وُجد الله والتوحيد وأولياء الله، يوجد أيضاً العاشورائيون. قد يكون عددهم قليلاً مقارنةً بسائر البشر، لكنهم هم الذين يصنعون التاريخ. واليوم أيضاً، أولئك الذين يقفون في وجه الظلم، ويجاهدون، ويُستشهدون، هم أناس قد عرفوا الله حق معرفته.

وأضاف حسيني مزاري:في المقابل، فإن الذين لم يعرفوا الله، أو صدّقوا بإلهٍ مزيف، هم سبب معاناة البشرية. فالحروب، والنزاعات، والمجازر التي نشهدها هنا وهناك في أنحاء العالم، كلها من صنع أناس إما لا دين لهم، أو يعتنقون ديناً مزيفاً، ويسيرون في طريق أعداء الله.

وأكد هذا العالم الديني:صفة أخرى من صفات العاشورائيين هي معرفتهم بالإمام. الذين عرفوا الإمام، بقوا إلى جانب الإمام الحسين (عليه السلام) من بداية نهضته حتى النهاية. كانت معرفتهم بالإمام قوية جداً، لدرجة أن هؤلاء الـ72 نفراً صمدوا أمام أعظم هجوم في التاريخ، ولم يتراجعوا لحظة واحدة.

أشار رئيس مركز تبيان إلى حديث للنبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله) قال فيه: «مَن ماتَ و لم یَعرِف إمامَ زمانِه ماتَ مِیتَةً جاهلیّة»، أي إذا مات الإنسان ولم يعرف إمام زمانه، فإنه مات موتة الجاهلية. وأضاف: في زمننا هذا، معرفة الإمام الزمان مهمة جداً. اليوم، نائب الإمام الحق للإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو حضرة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (حفظه الله تعالى). هذا القائد قاد المجتمع منذ البداية برؤية عميقة في الطريق الصحيح. خصوصاً في حرب الأيام الـ 12، برز دوره بوضوح. إنه قائد سياسي، ديني، وعسكري فذ.

وقال السيد حسيني مزاري إن الذين يستمعون إلى أوامر هذا القائد، سواء في إيران أو أفغانستان أو في أي مكان في العالم، يسيرون في طريق انتصار الإسلام. وحتى لو كان هناك انتقاد لبعض السياسات التنفيذية للحكومات، فلا ينبغي أن نغفل عن مكانة القيادة.

وأكد قائلاً: قد توجد بعض الاستياء من سياسات المهاجرين، وأنا شخصياً انتقدت ذلك مرات عديدة، ولكنني أؤكد أن التعامل مع المهاجرين يجب أن يكون مصحوباً بالكرامة الإنسانية. احترام الإنسان، بغض النظر عن جنسيته، أمر ضروري. إذا ارتكب بعض الأفراد مخالفات أو كانوا جواسيس، فيجب التحقيق بدقة وبالقانون والتعامل معهم، وليس التشكيك في جمع كبير من المهاجرين الشرفاء. فالمجتمع الأفغاني مجتمع متدين ومتعاون.

صرّح السيد مزاري بأن النظام الوحيد الذي وقف في وجه الاستكبار لأكثر من 46 سنة، ودافع عن الدين والمستضعفين، هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأضاف أن شعب أفغانستان أيضاً كان دائماً داعماً لهذا النظام، ووقف متضامناً إلى جانب محور المقاومة في الحروب الأخيرة. لكن من أجل تقدم الأمة الإسلامية، يجب علينا أيضاً معرفة العدو جيداً. فقد عرف العاشورائيون عدوهم ولم ينخدعوا. حتى عندما أُرسل سلام لأبي الفضل العباس (عليه السلام)، رفضه.

وأشار رئيس مركز تبيان إلى أن معرفة العدو لازمة أيضاً في وقتنا هذا، وأضاف بأسف أن بعضنا لا يزال لا يعرف العدو معرفة صحيحة. كيف يمكن أن ندعم فلسطين ونقيم علاقات مع أمريكا التي تقف وراء القنابل التي تُلقى على أطفال غزة؟! هذا ناتج عن غياب قوة معرفة العدو.

وأكد أن علينا أن نعلم أن العدو هو عدو، حتى وإن ظهر بوجهٍ خادع. فمعرفة العدو، ومعرفة الإمام، ومعرفة الله، واتباع مذهب أهل البيت، هي أسس عزّة الأمة الإسلامية.

وختم السيد مزاري قائلاً: في الختام، نُكرّم شهداء طريق المقاومة وشهداء الإسلام، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أتباع أهل البيت عليهم السلام الحقيقيين.
https://avapress.com/vdci3uapyt1arv2.scct.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني