تاريخ النشرالسبت 1 نوفمبر 2025 ساعة 18:09
رقم : 334285
تم كشف مسارات سرية للإمارات لإرسال أسلحة ومزدورين إلى السودان
أفادت مصادر دولية أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم مسارات جوية وبرية سرية في ليبيا وصوماليا لإرسال أسلحة وإيفاد مزدوجين إلى قوات الدعم السريع في السودان؛ وهي قوات التي دمرت مدينة الفاشر وقتلت وجرحت أعداداً كبيرة مؤخراً.
وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)– الخدمة الدولية: استخدمت الإمارات المتحدة العربية عدة مسارات جوية وبرية خفية لإيصال الدعم العسكري المباشر إلى الميليشيات المسماة «الدعم السريع» في السودان؛ وهي القوات التي ارتكبت منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023 جرائم ومجازر واسعة، كان أحدثها في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور.

وبحسب التقارير، يتم إرسال شحنات الأسلحة عبر مسارين رئيسيين؛ مساران تمتلك الإمارات فيهما نفوذًا واسعًا لضمان وصول الأسلحة والدعم إلى عناصر «الدعم السريع».

استخدام المناطق الخاضعة لسيطرة حفتر في ليبيا
المناطق الشرقية والجنوبية في ليبيا التي تخضع لسيطرة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر تعتبر من أهم المسارات التي تستخدمها الإمارات لتهريب الأسلحة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

صحيفة وال ستريت جورنال الأمريكية كشفت في تقرير أن الإمارات تستخدم الأراضي الليبية كقاعدة لوجستية لنقل شحنات متزايدة من الأسلحة إلى السودان. وبحسب التقرير، الذي أعد نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وعرب، فقد كثفت الإمارات في الأشهر الأخيرة الرحلات الجوية الحاملة للأسلحة عبر ليبيا بشكل ملحوظ.

تشمل هذه الأسلحة طائرات مسيرة متقدمة صينية من نوع CH-95، أسلحة خفيفة، رشاشات ثقيلة، مدفعية وذخائر. ووفقاً لتقرير وال ستريت جورنال، فإن هذا الدعم العسكري سمح لقوات الدعم السريع باستئناف هجماتها بعد الهزائم الأخيرة.

استخدام الإمارات لليبيا لا يقتصر على نقل الأسلحة فقط، بل يشمل أيضاً إرسال مرتزقة كولومبيين. صحيفة التلغراف البريطانية كشفت في تقرير سابق أن شركات الأمن الإماراتية مثل GSSG وA4SI لعبت دوراً في توظيف المرتزقة للقتال في السودان تحت غطاء "الخدمات الحماية". كما أعلن مركز المرونة المعلوماتية في لندن أن معسكراً عسكرياً تابعاً لقوات الدعم السريع نشط داخل الأراضي الليبية، ما يشير إلى استمرار استخدام هذا البلد كمسار رئيسي لتزويد القوات والمعدات.

المصادر المحلية أخبرت موقع عربي21 أن جزءاً من الأسلحة يُهَرَّب من ليبيا إلى دارفور عبر مدينة الكفرة في جنوب شرق ليبيا بشكل بري، أو يُنقل بواسطة طائرات شحن من مطار بنغازي إلى المطارات الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع في السودان.

دور ولاية بونتلاند في الصومال
كشفت الموقع الإنجليزي «ميدل إيست آي» أيضاً عن مسار خفي آخر تستخدمه الإمارات لإرسال المرتزقة والأسلحة إلى السودان. في هذا المسار، تتم رحلات شحن منتظمة تحمل مرتزقة كولومبيين وأسلحة عبر مطار بوساسو في ولاية بونتلاند بالصومال.

ووفقاً للموقع، تم رصد طائرة شحن بيضاء من نوع IL-76 إلى جانب طائرة مشابهة في هذا المطار، وتتمثل مهمتهما في نقل الأسلحة والمرتزقة. تُظهر بيانات الطيران أن الإمارات زادت في الأشهر الأخيرة من إرسال الأسلحة إلى بوساسو، وبحسب تقارير استخباراتية أميركية، تشمل هذه الشحنات طائرات مسيرة صينية الصنع.

وأفاد مدير أحد أقسام ميناء بوساسو لأول مرة لموقع «ميدل إيست آي» أن الإمارات خلال العامين الماضيين قامت بتهريب أكثر من 500000 حاوية «خطرة» عبر هذا الميناء.

كما صرح مصادر محلية في بوساسو بأن التدابير الأمنية المحيطة بهذه الشحنات شديدة جداً؛ عند رسو السفينة، يتم نشر قوات خاصة لحماية الميناء، تحيط بالمكان وتمنع أي تصوير أو دخول غير مصرح به. يُسمح فقط لعمال الدورية بالتواجد، ويتم تحذيرهم بعدم تسجيل أي صورة.

صور حصرية حصل عليها موقع «ميدل إيست آي» تظهر عشرات المرتزقة الكولومبيين الذين نزلوا من الطائرة في مطار بوساسو وهم يحملون حقائب ظهر، متجهين مباشرة نحو معسكر عسكري. يعمل هؤلاء كمقاتلين مرتزقة إلى جانب قوات الدعم السريع.

يصل هؤلاء الأشخاص يومياً إلى بوساسو عبر الرحلات التجارية، ومن هناك يُنقلون إلى السودان. ونادراً ما يسمح لقوات الأمن الصومالية المتمركزة في المطار بالوصول إلى هذا المعسكر.

كما أن تقريراً سرياً قدم إلى مجلس الأمن يُظهر أن الأسلحة وقطع الغيار المصنوعة في بريطانيا – بما في ذلك أنظمة استهداف الأسلحة الخفيفة والمحركات المستخدمة في المركبات المدرعة «نمر عجبان» المصنعة في الإمارات – تم اكتشافها في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع في السودان.

حذر خبراء الأمم المتحدة من أن نقل هذه المعدات بصورة غير قانونية يشكل تهديداً جدياً للاستقرار الإقليمي، ويمكن أن يؤدي إلى انتشار النزاعات في دول لا تزال خاضعة لقيود تسليحية.

وتُظهر الصور والوثائق المقدمة إلى الأمم المتحدة أن المركبات المدرعة «نمر» المصنعة من قبل الشركة الحكومية «EDGE» الإماراتية، والمزودة بمحركات أمريكية من نوع «كامينز»، قد تم ضبطها من قبل قوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان.

كما أشارت تقارير سابقة إلى أن نفس نوع المركبات مرتبط بميليشيات في ليبيا والصومال ومناطق أزمة أخرى، والتي تخضع حالياً لمراجعة دولية بشأن تهريب الأسلحة.

 
https://avapress.net/vdceve8xnjh8xwi.dbbj.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني