تاريخ النشرالأحد 2 نوفمبر 2025 ساعة 09:16
رقم : 334327
اعتراف تاريخي لمدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية؛ واشنطن وراء الكواليس في تغيير الأنظمة حول العالم
مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد كشف عن مخططات واشنطن لتغيير الأنظمة الحاكمة في مختلف دول العالم. تأتي هذه الفضيحة في وقتٍ زعمت فيه أمريكا مرارًا أنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)– الخدمة الدولية: «لعدة عقود، كانت سياستنا الخارجية عالقة في حلقةٍ لا تنتهي وغير بنّاءة من تغيير الأنظمة وبناء الأمم.» هذا هو رأي تولسي غابارد بشأن أداء الولايات المتحدة على مدى عقود في العالم.

ونقلاً عن وكالة فارس، اعترفت هذه المسؤولة الأمريكية بأن هناك نهجًا عامًا و موحدًا لهذه الإجراءات. ووصفت غابارد هذا النهج على النحو التالي: «إسقاط الحكومات، محاولة فرض نظامنا السياسي على الآخرين، التدخل في نزاعات بالكاد كنا نفهمها، وفي النهاية البقاء مع أعداء أكثر وأصدقاء أقل.»

سياسة إسقاط الأنظمة؛ سياسة فاشلة بالنسبة لأمريكا
أشار مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية إلى التكاليف الباهظة لإجراءات بلاده على مستوى العالم، مؤكدًا أن هذه السياسات لم تكن مفيدة لأمريكا فحسب، بل زادت أيضًا من التهديدات ضدها.

وأوضح قائلًا: «ما كانت نتيجة هذه السياسات؟ إنفاق تريليونات الدولارات، فقدان أرواح لا تحصى، وفي كثير من الحالات خلق مزيد من التهديدات الأمنية.»

11 سبتمبر؛ ذريعة لغزو أمريكا
تقيّم تولسي غابارد هذه السياسة بعد عقودٍ من تدخل أمريكا في إدارة شؤون الدول الأخرى على أنها فشلٌ واضح، في وقتٍ لا تزال فيه العديد من الشعوب تدفع ثمن هذه السياسات الخاطئة.

فقد بدأت أمريكا، ولا سيّما بعد حادثة 11 سبتمبر وانفجار البرجين التوأمين، وبذريعة «مكافحة الإرهاب» و«نشر الديمقراطية»، بتنفيذ إجراءاتٍ عسكرية وسياسية مختلفة في مناطق متعدّدة من العالم، وخاصة في غرب آسيا؛ وهي إجراءات أدّت في نهاية المطاف إلى تفاقم الفقر والفوضى بل وحتى التقسيم في العديد من المناطق.

تُعدّ الهجمات الأمريكية على العراق وأفغانستان من أبرز أمثلة هذه الإجراءات في غرب آسيا. والآن، تتحدث وسائل الإعلام عن مساعي واشنطن خلف الكواليس لتغيير الحكومة في فنزويلا.

جانب من تدخلات أمريكا في الدول الأخرى
تناولت وسائل الإعلام جزءًا من إجراءات الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة لتغيير الأنظمة الحاكمة في دول العالم.

قبل أربعين عامًا، أنشأت أمريكا مؤسسة تُدعى «المؤسسة الوطنية للديمقراطية» (NED)، والتي كانت في الواقع بديلًا لعمليات تغيير الأنظمة التي كانت تُدار تحت مظلة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

واليوم تتعاون هذه المؤسسة مع «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» (USAID) للتأثير على أكثر من 100 دولة — من بينها دولٌ مجاورة للهند.

في عام 2010، قدّمت مؤسسة NED طلب تمويل بقيمة 100 مليون دولار لنشر «الديمقراطية»، وركّزت على باكستان، بينما وسّعت نطاق نشاطها ليشمل نيبال وسريلانكا وتايلاند والفلبين — وهي دولٌ تُعدّ ذات أهميةٍ استراتيجيةٍ لمصالح الهند.

في عام 2016، أدرجت الهند مؤسسة NED في قائمتها للمراقبة (Watchlist) بسبب التمويلات الأجنبية التي قدّمتها لجهاتٍ داخل الهند. ورغم أنّ المبالغ الدقيقة لهذه التمويلات غير معروفة، فإنّ NED ارتبطت بدعم عددٍ كبير من المنظمات غير الحكومية (NGO) ووسائل الإعلام داخل الهند.

وفي يوليو 2023، هاجمت مجلة Journal of Democracy، التي تموّلها NED، المؤسسات الديمقراطية في الهند. وحتى أبريل 2024، حذّرت هذه المجلة من أنّه إذا فاز حزب BJP بولايةٍ ثالثة، فإنّ «الديمقراطية العلمانية في الهند قد تكون في خطر.»

إندونيسيا
في إندونيسيا أيضًا، أظهر وثيقة مسرّبة في سبتمبر 2023 أنّ مؤسسة NED كانت تعد لمقدمة «ثورة ملوّنة» من خلال تقديم المنح والتدريب للنشطاء المعارضين.

بنغلاديش
وفي الوقت نفسه، كشفت الوثائق التي نشرتها صحيفة The Sunday Guardian أنّ «المعهد الجمهوري الدولي» (IRI) — وهو جزء من النواة الأساسية لـ NED — كان ينفّذ خططًا لتغيير النظام في بنغلاديش بهدف موازنة نفوذ الهند.

باكستان
في باكستان، تعاون مسؤولون أمريكيون مثل دونالد لو مع صحفيين ومؤسسات مدنية لدفع مصالح الولايات المتحدة. وفي عام 2024، عيّنت مؤسسة NED فيكتوريا نولاند — المعروفة بدورها في الانقلابات السابقة — في مجلس إدارتها؛ وهو إجراء أظهر مرةً أخرى أنّ أمريكا تسعى إلى خلق عدم استقرار في المنطقة.

روسيا
أما روسيا، فقد أعلنت في عام 2015 أنّ مؤسسة NED منظمة «غير مرغوب فيها»، واتهمتها «بالتدخل الأجنبي».
 
https://avapress.net/vdcb5abfzrhbffp.kuur.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني