وكالة صداي افغان للأنباء(آوا): تزداد المخاوف في كل من الولايات المتحدة وأوروبا بشأن السيارات الصينية الحديثة، خاصة تلك المزودة بأنظمة تكنولوجية متطورة. تتضمن هذه الأنظمة تقنيات مثل أنظمة تحديد المواقع (GPS)، والكاميرات، وأجهزة الاستشعار، بالإضافة إلى القدرة على تسجيل الصوت والصورة داخل السيارة وحولها. ويُعتقد أن هذه الأنظمة يمكن أن تُستخدم لجمع بيانات واسعة النطاق، الأمر الذي يثير القلق من إمكانية استخدامها لأغراض تجسسية.
وفي هذا السياق، أصدرت بعض الدول إجراءات تحذيرية. على سبيل المثال، قرر الجيش الإسرائيلي سحب السيارات الصينية من ضباطه العسكريين، في خطوة جاءت بعد مخاوف أمنية من تسريب معلومات حساسة عبر أنظمة هذه السيارات. في خطوة مشابهة، فرضت وزارة الدفاع البريطانية في أبريل الماضي حظرًا على استخدام المركبات الكهربائية ذات المكونات الصينية في المواقع العسكرية الحساسة.
ما هي طبيعة المخاوف الأمنية؟
القلق الأكبر يتعلق باستخدام تقنيات متقدمة مثل أجهزة الاستشعار والكاميرات التي تتيح للسيارات جمع بيانات دقيقة حول مواقعها وسرعاتها وحالة الطرق وأنماط القيادة. هذه البيانات يمكن أن تتيح للشركات المصنعة أو أي طرف آخر الوصول إلى معلومات حساسة، ما يعزز المخاوف من احتمال تسريبها لأغراض استخباراتية.
ورغم أن جميع السيارات الحديثة تعتمد على هذه التقنيات تقريبًا، إلا أن المخاوف تتزايد فيما يتعلق بالسيارات الصينية تحديدًا، بسبب وجود تشريعات في الصين يمكن أن تُلزم الشركات المحلية بتسليم بيانات المستخدمين إلى الحكومة الصينية عند الطلب، ما يثير القلق لدى الدول الغربية.
هل تقتصر المخاوف على السيارات الصينية فقط؟
المخاوف الأمنية المرتبطة بالسيارات الحديثة لا تقتصر فقط على السيارات الصينية. في عام 2021، حظرت الصين نفسها استخدام سيارات "تسلا" الأمريكية في بعض المناطق الحساسة لأسباب مشابهة تتعلق بجمع البيانات وتحديد المواقع. هذا يدل على أن المخاوف الأمنية تشمل سيارات أخرى أيضًا، وليس فقط تلك المصنعة في الصين.
كيف تتعامل الشركات الصينية مع هذه المخاوف؟
تعمل الشركات الصينية مثل BYD وGeely وMG على طمأنة الحكومات والعملاء من خلال التأكيد على أن البيانات التي تجمعها سياراتها تُخضع للقوانين المحلية في الدول التي تعمل فيها. بعض الشركات قامت بنقل خوادم بيانات المستخدمين إلى خارج الصين لتبديد المخاوف من تسريب المعلومات إلى الحكومة الصينية.
ماذا يقول الخبراء؟
وفقًا لخبراء الأمن السيبراني، تُعد السيارات الذكية، سواء كانت صينية أو من شركات أخرى مثل تسلا، مصدرًا لقلق خصوصي، بسبب الكم الهائل من البيانات التي تُجمع. ينصح الخبراء العملاء بمراجعة سياسات الخصوصية للشركات المصنعة والتأكد من كيفية استخدام البيانات وأين تُرسل. كما يُنصح بتعطيل بعض الخدمات غير الضرورية مثل تحديد الموقع أو الاتصال بالإنترنت داخل السيارة إذا لم تكن بحاجة إليها.
كذلك، من المهم تحديث أنظمة السيارة بشكل دوري لتفادي الثغرات الأمنية التي قد يتم استغلالها.
النصائح العامة:
ـ مراجعة سياسات الخصوصية: تحقق دائمًا من سياسة الخصوصية الخاصة بالشركة المصنعة لتعرف أين تذهب بياناتك وكيف يتم استخدامها.
ـ
تعطيل الخدمات غير الضرورية: إذا كنت لا تحتاج إلى بعض الخدمات مثل GPS أو الإنترنت داخل السيارة، يمكنك تعطيلها للحد من جمع البيانات.
ـ
تحديث الأنظمة: تأكد من تحديث أنظمة سيارتك بانتظام للحفاظ على أمان البيانات الخاصة بك.
في النهاية، تظل المخاوف المتعلقة بالسيارات الصينية وتكنولوجيا جمع البيانات قيد النقاش العالمي، وقد تتطلب هذه القضايا إجراءات أكثر صرامة من الحكومات والشركات المصنعة على حد سواء لضمان حماية خصوصية المستخدمين.