اليمن؛ من أويس القرني إلى أبطال أنصار الله
اليمن، مهد رجال عظام أمثال أويس القرني، أرض الدموع والإيمان، التي كتب تاريخها بالدماء والكرامة، وظلّت قرونًا مرتبطة بالجهاد والشهادة والثبات. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «الإيمان يمان والحكمة يمانية»؛ وهي شهادة خالدة على المكانة الرفيعة لهذه الأمة في ميزان الله ورسوله.
وفي عصرنا هذا، لا يزال شعب اليمن، بإيمان لا يتزعزع وقلوب متّقدة بعشق القدس الشريف، في الصف الأول من المقاومة ضد المشروع الصهيوني العالمي والاستكبار. فأنصار الله لم يعودوا مجرد جماعة مسلحة، بل تجلٍّ لغضب الله القهار في وجه جبهة الباطل، يخوضون اليوم، جنبًا إلى جنب مع حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله وسائر قوى المقاومة، معركةً إلهيةً ضد "فراعنة هذا العصر".
المثلث المشؤوم؛ الحرب على اليمن حرب على قبلة المسلمين الأولى
إن قرار أمريكا والسعودية والإمارات بشنّ هجوم بري على اليمن، ليس مجرد عدوان عسكري أو سياسي، بل إعلان رسمي للحرب على جبهة الأقصى ومحور المقاومة الإسلامية. الحرب على أنصار الله تعني الحرب على غزة؛ قصف صنعاء هو دعم لتل أبيب؛ والعدوان على اليمن هو تواطؤ مع الشياطين لإطفاء مشاعل المقاومة.
وهذا العمل الشنيع، بلا شك، سيكون آخر مسمار في نعش شرعية الأنظمة الحاكمة في الرياض وأبوظبي. فإنْ تجرأت هذه الأنظمة الرجعية على خوض حرب مباشرة ضد اليمن، فإنّ التاريخ لن يذكرهم فقط كخونة لفلسطين، بل كشركاء لشياطين هذا العصر، وستلاحقهم اللعنة إلى الأبد.
اليمن؛ حامل لواء المقاومة في زمن سقوط الضمائر
في وقتٍ غرق فيه معظم حكام العالم الإسلامي في سبات الذلّ والتطبيع، يبقى اليمن الدولة الوحيدة التي تقف بفخر في الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين، مستعدة لكل تضحية. من الشمال إلى الجنوب، يقف اليمنيون صفًا واحدًا، قلبًا وقالبًا، في وجه الصهيونية وعملائها.
فهل يُعقل أن يُستهدف شعبٌ جريمته الوحيدة هي الدفاع عن أولى القبلتين؟
وهل سيستمر علماء الأمة ومثقفوها ونخبها في صمت القبور، أو على منابر ملوثة بالدولار، يبررون خيانة الخائنين؟
جمرات هذا العصر؛ شياطين ثلاثة ومسؤولية العلماء
اليوم، تمثل أمريكا والسعودية والإمارات "الجمرات الثلاث" الكبرى لشياطين هذا العصر. وكما يرمي الحجاج الجمرات في منى، فعلى الأمة أن ترجم هؤلاء بثورة وعي وإيمان وانتفاضة.
علماء الأمة، وخصوصًا خطباء الحرمين، لم يعودوا قادرين على قرع طبول التكفير ضد حماس والمجاهدين، وادعاء تمثيل الإسلام في آنٍ واحد.
الصمت على عدوان اليمن خيانة للأقصى، والمشاركة في الحرب على صنعاء اصطفاف إلى جانب إسرائيل.
وقد آن أوان المفاصلة: إمّا أن نكون في صف محمد المصطفى، الخلفاء الراشدين، سلمان الفارسي وأويس القرني، أو نُزجّ في صفّ نمرود وفرعون ودجال العصر، ترامب وأعوانه.
وإذا بدأ العدوان...
فلو تجرأ هذا المثلث الشيطاني على غزو أرض اليمن، فلن يبقى من "برج خليفة" حجر، ولا من "أرامكو" أثر. فكل القصور والثروات النفطية والرموز الكاذبة للقوة، ستتحول إلى رماد تحت نيران المقاومة.
شعب اليمن سيرد كعادته: بالحجارة في وجه الدبابات، وبالإيمان في وجه التكنولوجيا، وبالصواعق في وجه الإمبراطوريات.
نداء إلى الأمة الإسلامية
اليوم أكثر من أي وقت، آن أوان الصحوة. العلماء، المجاهدون، المثقفون، الأكاديميون، والإعلاميون جميعًا مسؤولون.
الصمت خيانة. الحياد تواطؤ. والجمود استسلام.
فلسطين اليوم تصرخ في صنعاء، الأقصى ينزف في الحديدة، وإن سقط اليمن، ستنهار القدس وفلسطين وكل كرامة الأمة.
اللهم أيقظ أمة غرقت في غفلة عمياء، لتعمل بقولك الحق:
«وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ»
📌 المصدر: وكالة صدای افغان (آوا) – قسم التحليل والبحوث