وكالة صداي افغان للأنباء (آوا) - هرات:ووفقًا لما ذكره محمد أميري، الخبير السياسي، في حديثه مع وكالة "أفا"، فإن واشنطن، باستخدام نفوذها التاريخي على إسلام آباد، تسعى إلى إعادة ترتيب المعادلات الأمنية في المنطقة لصالحها، وتستغل حالة عدم الاستقرار بين البلدين كأداة ضغط سياسي.
أميري أشار إلى أن دخول دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، إلى الساحة السياسية وتصريحاته الأخيرة بشأن أفغانستان وباكستان هي جزء من نفس البرنامج الاستراتيجي طويل الأمد للولايات المتحدة.
كما أكد أميري أن الولايات المتحدة لم تتخل أبدًا عن النزاع في المنطقة، بل تسعى إلى التغلغل غير المباشر من خلال دول مثل باكستان عبر تغيير التكتيكات.
وتابع أميري قائلاً: "منذ تأسيسها، استخدمت باكستان الأزمات والتوترات الإقليمية كجزء من تجارتها السياسية". وأضاف أن إسلام آباد تعمل على تحفيز المنازعات في المنطقة لتوفير المجال لدخول القوى الكبرى، مما يتيح لها الحصول على الدعم الاقتصادي والعسكري.
ويعتبر أميري أن فشل المفاوضات مع الإمارة الإسلامية هو جزء من لعبة معقدة تهدف إلى خدمة مصالح واشنطن والجيش الباكستاني في الوقت ذاته.
من جانب آخر، أشار محمد رضا، أحد سكان هرات، إلى أن الشعب الأفغاني قد تعب من تكرار هذه الألعاب السياسية. وأوضح أنه كلما اشتدت المنازعات بين كابول وإسلام آباد، تأثرت حياة الناس في المناطق الحدودية بشكل كبير، مما يعطل التجارة والحركة اليومية.
وقال رضا: "إذا ركزت البلدان بدلاً من الخلاف على التعاون، فإن الأمن والاقتصاد في المنطقة سيتحسن بشكل ملحوظ".
أما بصير أحمد، أحد سكان هرات أيضًا، فقد أكد أن الشعب يدرك تمامًا أن وراء العديد من الأزمات في المنطقة تكمن مصالح خارجية. وأشار إلى أنه ينبغي أن تجرى أي مفاوضات بين أفغانستان وباكستان على أساس المصالح المشتركة، بعيدًا عن تدخل القوى الخارجية، لكي تظل المفاوضات مستدامة.
وأوضح أحمد: "الشعب الأفغاني كان دائمًا حازمًا في الدفاع عن أراضيه، وسيدعم حاليًا حكومته ونظامها في هذا المسار".
وفي رأي المحللين، فإن استمرار النفوذ والتدخل الخارجي في القرارات السياسية والأمنية في المنطقة سيمنع التوصل إلى نتائج إيجابية في محادثات بناء الثقة بين كابول وإسلام آباد.
وأكدوا أن الطريق نحو استقرار المنطقة يكمن في تعزيز الاستقلال السياسي وإجراء حوار صادق بين دول المنطقة، بدلاً من الانغماس في المنافسات بالوكالة بين القوى الكبرى.