تاريخ النشرالخميس 10 أبريل 2025 ساعة 15:16
رقم : 312297
الصراع العسكري بين الولايات المتحدة وإيران سيواجه المنطقة والعالم بأزمة غير مسبوقة من انعدام الأمن
مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والعقوبات والتحذيرات الأمريكية، خاصة في الأيام الأخيرة، واحتمال فشل المفاوضات في عمان ووقوع صراع عسكري بين الطرفين، يعتقد الخبراء السياسيون في أفغانستان أن الهجوم الأمريكي على إيران والرد المتبادل لن يقتصر فقط على إيران، بل سيؤدي إلى خلق أزمة أمنية واسعة النطاق على مستوى المنطقة والعالم، مما يزيد من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة.
وكالة صداي افغان للأنباء (آوا) - كابل:
بعد اتفاق إيران والولايات المتحدة على مبدأ التفاوض، شدّد دونالد ترامب على ضرورة أن تكون المفاوضات مباشرة، في حين قبلت إيران بإجراء مفاوضات غير مباشرة فقط. هذا الخلاف في نوع المفاوضات زاد من احتمال فشل الحوار المرتقب بين الطرفين في سلطنة عمان، والمقرر أن يبدأ يوم السبت من الأسبوع المقبل، مما رفع من مخاطر اندلاع صراع عسكري بين الطرفين. وفي هذا السياق، يحاول الكيان الصهيوني الساعي للبقاء في المنطقة، بكل ما أوتي من وسائل، أن يدفع الولايات المتحدة إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي أوصل الحرب المحتملة إلى مرحلة حرجة وخطيرة.
في هذا الإطار، وصف خبراء الشؤون السياسية والعلاقات الدولية في أفغانستان أي صراع عسكري بين أميركا وإيران بأنه خطر وكارثي على المنطقة والعالم، خصوصاً على الدول الهشّة مثل أفغانستان، مؤكدين على ضرورة معالجة التوترات من خلال الحوار والوسائل الدبلوماسية.
نجیب الرحمن شمال، المحلل السياسي، صرّح لوكالة آوا قائلاً إن البرنامج النووي الإيراني لطالما كان موضع انتقاد من قِبل أميركا، في حين أكّدت السلطات الإيرانية مراراً أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي ويهدف فقط إلى الاستخدامات غير العسكرية.
وبحسب هذا المحلل في العلاقات الدولية، فإن ترامب، بحجة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، بات الآن مستعداً لشنّ هجوم عسكري عليها، وقد أرسل كميات كبيرة من المعدات العسكرية إلى مناطق مختلفة. من جهة أخرى، فإن إيران في حالة تأهّب كامل، وإذا فشلت المفاوضات في عمان، فإن احتمال نشوب صراع عسكري بين الطرفين سيزداد، وفي هذه الحالة، ستكون الحرب ذات تبعات كارثية وواسعة النطاق.
وأضاف شمال: "إن هجوم الولايات المتحدة على إيران لن يعرّض إيران وحدها للخطر، بل ستهدد الحرب جميع دول غرب آسيا، لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست كحماس أو اليمن أو سوريا، بل هي دولة قوية تمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ ومدناً كبرى."
وتابع قائلاً: "نأمل أن تُحل التوترات الحالية بين أميركا وإيران عبر التفاوض وبطريقة سلمية، لأن أي هجوم أميركي على إيران سيجلب مخاطر كبيرة، ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم كله."
كما شدّد شمال على أن الحرب بين أميركا وإيران لن تبقى محصورة بين الدولتين، لأن بعض دول الجوار الإيراني قد حذّرت الولايات المتحدة مسبقاً من أنها لن تترك إيران وحيدة في حال تمّ الهجوم عليها. لذلك، فإن وقوع أزمة إنسانية وحتى احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة ليس أمراً بعيداً عن التصور.
ودعا شمال كلاً من أميركا وإيران إلى اعتماد نهج مبني على التسامح والتفاهم، والعمل عبر الدبلوماسية والحوار من أجل تسوية التوترات، مشدداً على ضرورة التحلّي بضبط النفس من أجل التوصل إلى اتفاق شامل، لأن غياب ذلك سيعرّض السلام والأمن في إيران والمنطقة والعالم لخطر جدّي.
استعداد إيران للتفاوض ومماطلة أميركا
وفي هذا السياق، صرّح المحلل السياسي محمد سليم پيگير لوكالة آوا أنّ إيران قد أعلنت مؤخراً عن استعدادها لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تبدأ هذه المفاوضات يوم السبت المقبل في سلطنة عمان. ويرى پيگير أنه إذا كانت الولايات المتحدة بالفعل تسعى إلى السلام ولا ترغب في الحرب، فعليها أن تقبل بهذا النوع من التفاوض وأن تفسح له المجال، ليُعرف لاحقاً ما إذا كان من الممكن التوصل إلى حل عبره أم لا.
وبحسب پيگير، إذا فشلت المفاوضات واندلع صراع عسكري بين أميركا وإيران، فإن أفغانستان ودول المنطقة ستكون المتضررة الرئيسية، خصوصاً أن الأوضاع الأمنية في أفغانستان ستتدهور أكثر من أي بلد آخر.
وأضاف أن أي هجوم أميركي على إيران بذريعة حظرها من امتلاك السلاح النووي سيكون خطوةتعارض المشاريع  الدولية، وغير منطقية، وعديمة الأساس. ويرى پبغير أن إيران أكّدت دوماً أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط، و راميا توفيرالطاقة لأهداف غير عسكرية. لذلك، فإن المنطق السليم يفرض على ترامب أن يتجنّب التسرّع وألا يزج بالمنطقة في أزمة أمنية لا يُعرف مداها.
وأشار بيغير  إلى تجارب التاريخ قائلاً: "الولايات المتحدة اتهمت العراق قبل غزوه أيضاً بامتلاك أسلحة نووية وكيميائية، ولكن بعد الهجوم، تبيّن أنه لم تكن هناك أي أسلحة نووية. وبلا أي دليل، أدخلوا العراق في أتون الحرب والفوضى، وفي النهاية دمّروا جميع بنيته التحتية، وحوّلوه إلى خرابة."
تجدر الإشارة إلى أنّه، وفي ظل ذروة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، واستمرار التدخلات والتسلّط والعقوبات والتعنت الأحادي من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن الأخير أن المفاوضات بين البلدين ستبدأ يوم السبت المقبل في سلطنة عمان. وقد أعلنت إيران كذلك عن استعدادها لإجراء مفاوضات غير مباشرة. ويمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه المفاوضات وزير الخارجية سيد عباس عراقچي، فيما يمثل الجانب الأميركي ستيف ويتكاف، المبعوث الخاص لترامب في غرب آسيا. ووفقاً لعراقچي، فإن مضمون هذه المحادثات سيقتصر على المواضيع النووية والعقوبات الأميركية.
المصدر: وكالة صداي افغان للأنباء (آوا) – كابل
https://avapress.com/vdcdnx0s5yt0fx6.422y.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني