تاريخ النشرالجمعة 11 أبريل 2025 ساعة 17:11
رقم : 312365
أثار علماء الاجتماع في "الخطاب البناء" النقاط التالية:

يؤدي إدمان الأطفال على الفضاء الإلكتروني إلى اضطراب تعليمهم، والقلق، والاكتئاب، والعدوانية

ويجب على الآباء تحصين الأبناء ضد الهجمات الإعلامية السامة
يؤدي إدمان الأطفال على الفضاء الإلكتروني إلى اضطراب تعليمهم، والقلق، والاكتئاب، والعدوانية
وفي ثاني نقاش هذا الأسبوع، اعتبر خبراء الشؤون الاجتماعية في برنامج "حوار البناء" الذي يعقده مركز تبيان مرتين أسبوعيا في كابول، أن إدمان الأطفال على الفضاء الرقمي سبب لاضطرابات في تعليمهم ونومهم، والقلق، والاكتئاب، والعدوانية، والعزلة. وأكدوا أيضا على ضرورة قيام الآباء بتطعيم أبنائهم ضد الهجمات السامة عبر الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام من خلال استخدام الاستراتيجيات المناسبة.
وكالة صدى أفغان للأنباء (آوا) ـ كابل:في مستهل الحوار، أوضحت السيدة مارينا أحمدي، الخبيرة في الشؤون الاجتماعية، أن الفضاء الافتراضي أو ما يُعرف بالفضاء الرقمي، هو مجال غير ملموس يتم إنشاؤه باستخدام تكنولوجيا المعلومات، حيث يمكن للأفراد من خلاله التواصل والتفاعل والتعلّم والتسوّق والترفيه وتبادل المعلومات عبر الشبكات الإلكترونية.
وأضافت أن من أبرز خصائص الفضاء الرقمي: عدم الملموسية، والعالمية، وقابلية التفاعل، والطبيعة الشبكية؛ بحيث يمكن للبشر في أي وقت التفاعل مع العديد من الأشخاص حول العالم بشكل غير مادي.
أسباب تعلق الأطفال بالفضاء الرقمي وآثاره السلبية
أشارت الخبيرة إلى أن الاستخدام المفرط للفضاء الرقمي يؤدي إلى إدمان مزمن وخطير لدى الأطفال، رغم الفوائد التي قد يجنيها البالغون منه في التواصل والتعليم.
وأوضحت أن من بين أسباب تعلق الأطفال بهذا الفضاء: سهولة الوصول إلى الإنترنت، ضعف الروابط العاطفية داخل الأسرة، نقص الألعاب والنشاطات البدنية في الحياة الشققية، وتصميم ألعاب جذابة وشيقة للأطفال.
وحذّرت من أن النتائج السلبية لهذا الإدمان تشمل: تراجع التركيز، انخفاض التحصيل الدراسي، اضطراب التعليم، القلق، الاكتئاب، العدوانية، الشعور بالوحدة، وتراجع الثقة بالنفس.
وأكّدت أن أخطر ضرر يسببه الإدمان على الفضاء الرقمي هو اختفاء الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، بحيث يفقد الإنسان قدرته على التمييز بين العالم الحقيقي والافتراضي، مما يؤدي إلى أضرار نفسية وعقلية بل وحتى جسدية خطيرة.
أساليب الوقاية من تعلق الأطفال بالفضاء الرقمي
طرحت السيدة أحمدي عدداً من الحلول للوقاية من إدمان الأطفال على الفضاء الرقمي، من بينها: عقد دورات توعوية، وتوفير نشاطات ترفيهية حقيقية وبدنية في البيئات الاجتماعية المختلفة – سواء بشكل فردي أو جماعي.
وأضافت أن الرياضات الترفيهية لا تُبعد الأطفال عن الفضاء الرقمي فحسب، بل تلعب أيضاً دوراً مؤثراً في تعزيز صحتهم النفسية وروحهم المعنوية.
وأشارت إلى أن صِلة الرحم والزيارات العائلية – إلى جانب كونها امتثالاً لأوامر الله تعالى – تعزز المحبة بين الأقارب وتُسهم في نمو وتطور عقلية الأطفال، وتُعدّ واحدة من أنجح الطرق للوقاية من إدمان الفضاء الرقمي.
دور الوالدين في إدارة استخدام الأطفال للإعلام الرقمي
في الجزء التالي من الحوار، اعتبرت السيدة معصومة نظري، الخبيرة في الشؤون الاجتماعية، أن دور الآباء في إدارة وتربية الأطفال عند استخدامهم للإعلام الرقمي يُعدّ العامل الأهم في بناء أو تدمير شخصياتهم، وقالت: الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأساسية التي يتفاعل فيها الطفل مع مختلف الأشخاص.
وأشارت إلى أن من الأساليب المناسبة في تربية الأطفال أمام الإعلام الرقمي، هو تعزيز وعي الآباء الإعلامي؛ إذ إن الفهم العميق لطبيعة وأدوات الشبكات والمنصات الرقمية يُسهم مباشرة في تربية الأطفال وتحسين مهاراتهم الإعلامية.
واقترحت وضع قيود وقوانين واضحة لاستخدام الفضاء الرقمي كوسيلة فعالة، مضيفةً: على الوالدين الذين يسعون لتربية أبنائهم بشكل صحي أمام الإعلام، أن يحددوا لهم أوقاتاً وأماكن معينة لاستخدام الفضاء الرقمي.
وأكدت أن إشراف الوالدين على كمية وكيفية استخدام أطفالهم للفضاء الرقمي، والحوار الصادق حول أضرار الاستخدام المفرط، وإشراك الأطفال في تطبيق القواعد داخل الأسرة، من شأنه أن يوفر بيئة تربوية آمنة وسليمة في التعامل مع هذا الفضاء.
تعزيز الوعي الإعلامي هو الحل الأهم
من الجدير بالذكر أن الخبراء المشاركين في الحوار أكدوا أن تعزيز الوعي الإعلامي في المجتمع يُعدّ العامل الأهم في إدارة وتربية الأبناء بشكل سليم، وأكدوا أن الدراسات أثبتت بأن الأسرة – وبالأخص الوالدين – هم الوحيدون القادرون على تحصين الأطفال وحمايتهم من الدمار الذي تسببه الإباحية والإعلام الفاسد في الفضاء الرقمي.
رابط المصدر: وكالة صدى أفغان للأنباء (آوا)
https://avapress.com/vdcjm8etiuqevtz.3ffu.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني