تاريخ النشرالأربعاء 16 أبريل 2025 ساعة 12:30
رقم : 312893
"الاستغاثة العالمية من أجل تحرير غزة"؛ مشهد وحدة الأمة الإسلامية فی تظاهرة الحاشدة "أنا على العهد" في مسجد جمكران
في مساء يوم الثلاثاء 26 من شهر حمل (15نيسان/أبريل)، أقيم تجمع شعبي حاشد وغير مسبوق تحت عنوان "أنا على العهد" بمشاركة واسعة من أبناء الشعب الإيراني وممثلين عن أكثر من 70 جنسية من مختلف دول العالم، وذلك في مسار طريق المهدي. وقد انطلق هذا الحراك الشعبي من الحرم المطهر للسيدة فاطمة المعصومة (س)، وسار المشاركون مسافة ثمانية كيلومترات حتى بلغوا ذروة التجمّع في ساحة المسجد المقدّس جمكران.
وكالة صدای افغان (آوا) – قم: جاء هذا التحرك الجماهيري الضخم في أعقاب الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، وانتهاكاته المتكررة لوقف إطلاق النار.
. 
رفع المشاركون أعلام فلسطين وحزب الله ومحور المقاومة، ورددوا شعارات مثل: "الموت لإسرائيل"، "الموت لأمريكا"، "صمت كل مسلم خيانة"، و"يا سيد المقاومة، طريقك مستمر"، معلنين دعمهم الصريح والقاطع للشعب الفلسطيني المظلوم.
وبحسب مشاهدات ميدانية، فقد شهد طريق المهدي، منذ الساعات الأولى من مساء الثلاثاء، توافدًا كثيفًا من الحشود، واستمر تدفق المشاركين حتى قبيل أذان المغرب، حيث امتلأت الطرقات بجموع المتظاهرين الذين قصدوا مسجد جمكران بنية الاستغاثة بالإمام المهدي (عج) والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. وفي ساحة جمكران، تم رفع أكبر علم فلسطيني، مما أضفى على المكان طابع المقاومة والوحدة.
.

انطلقت الفعاليات الرسمية لهذا التجمع بعد صلاتي المغرب والعشاء، وتضمنت كلمات لرموز من جبهة المقاومة وعلماء دين، بالإضافة إلى فقرات إنشادية ودعاء جماعي. وشكّل الحضور المكثف للشباب، والطلاب، وعوائل الشهداء، وطلبة العلوم الدينية، والتجار، وسائر فئات الشعب، صورةً ناصعةً للدعم الواسع لأهداف القضية الفلسطينية.

تولية مسجد جمكران: الوحدة في جمكران اليوم تمهيد لسقوط الظلم وانتصار قضية القدس

قال حجة الإسلام والمسلمين السيد علي أكبر أوجاق نجاد، تولية المسجد المقدس جمكران، خلال كلمته:
"اليوم، اجتمع الشعب الإيراني، إلى جانب إخوة وأخوات من مختلف دول العالم، في الساحة المقدسة لمسجد جمكران ليصرخوا من جديد أن الشعب الفلسطيني ليس وحيدًا. هذه الوحدة الإلهية والشعبية هي، بلا شك، مقدّمة لإهباط الظلم وتحقيق الوعد الإلهي."
وتابع قائلًا: "لقد علّمنا النبي الأعظم (ص) أنه، إلى جانب الاستعداد لمواجهة العدو، ينبغي لنا أن نرفع أكف الاستغاثة إلى الله تعالى. وكذلك الإمام الحسين (ع) في ليلة عاشوراء، رغم استعداده للقتال، قضاها في العبادة والمناجاة، مما يدل على أن المواجهة لا تنبع إلا من جوهر العبودية."
وأشار إلى روح التضامن الوطني في الأزمات السابقة، مضيفًا: "خلال أيام جائحة كورونا، اجتاز الشعب الإيراني اختبارًا صعبًا بالتكافل والتوكل. واليوم، هذا التلاحم يتجلّى مرة أخرى في دعم غزة، ويبرهن أن الأمة الإسلامية لن تسكت أبدًا أمام الظلم."
وأكد في الختام: "من هذا المكان المقدس، نبعث برسالة واضحة إلى العالم: ما دامت هناك احتلالات، فإن الشعوب المسلمة ستقف إلى جانب إخوتها الفلسطينيين. وبحول الله وقوته، ليس ببعيد اليوم الذي نحتفل فيه بسجدة شكر على زوال الكيان الصهيوني في هذا المكان المقدّس."

أبو شريف: العالم يكتفي بالمشاهدة، لكن فلسطين ليست وحيدة

قال ناصر أبو شريف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في إيران، في كلمته خلال التجمع:
"منذ 18 شهرًا، يعيش أهل غزة تحت أشد أنواع الحصار. وخلال الـ 44 يومًا الأخيرة، لم تدخل إلى القطاع حتى قطرة ماء أو حبة دواء واحدة، حيث أغلق الكيان الصهيوني كل منافذ دخول المساعدات."
وانتقد بشدة صمت الحكومات العربية والمؤسسات الدولية، قائلاً:
"العالم يراقب ما يحدث بلا أي اكتراث، بل إن بعض الدول العربية، لا تكتفي بالصمت، بل تمد الكيان الصهيوني يد العون من خلف الستار."
وأضاف أبو شريف: "المشهد الذي نراه اليوم في جمكران هو رد على تلك الخيانات، ورسالة واضحة للمظلومين في العالم بأنهم ليسوا وحدهم."
وأشاد بمواقف الجمهورية الإسلامية في إيران، قائلًا:
"بفضل توجيهات الإمام الراحل (ره) وقائد الثورة الإسلامية، قدّمت إيران أكبر وأهم أشكال الدعم العملي لجبهة المقاومة، خصوصًا في هذه الأيام العصيبة."
وختم كلمته داعيًا إلى يقظة الأمة الإسلامية:
"العدو يسعى إلى تدمير الشعوب الإسلامية وإسكات صوت الحق. على العلماء، والشعوب، والحكومات أن تستفيق، وألا يسمحوا للمشاريع الصهيونية أن تمحو مستقبل الأمة. غزة اليوم هي الخط الأمامي للدفاع عن الكرامة الإسلامية."

ماندگاري: الاستغاثة بالإمام المهدي (عج) قوة الأمة في مواجهة الاستكبار

ألقى حجة الإسلام والمسلمين محمد مهدي ماندغاري، خطيب ديني وأستاذ في الحوزة العلمية، كلمة تمحورت حول البعد الروحي والتوسل في مواجهة الظلم العالمي، وقال:
"الاستغاثة تعني أن نرى القوة الحقيقية في الشدائد ملكًا لله وحده. القرآن الكريم يؤكد أنه في مواجهة الظلم، عليكم باللجوء إلى الصلاة، والتوسل، والصدقة، والقرآن، وهذه المبادئ الأربعة هي اليوم سر قوة الشعب الإيراني في مواجهة العالم."
وأضاف: "هذا الحشد المليوني الذي اجتمع الليلة في جمكران بقلوب طاهرة ونوايا صادقة، يدل على وعي عالٍ لدى هذا الشعب. فالناس يعلمون أن تحرير المظلومين يحتاج إلى سلاح الإيمان ويد مرفوعة بالدعاء."
وتطرق إلى قضايا دولية قائلًا:
"المفاوضات الأخيرة بين إيران وأمريكا أثبتت أن الشعب حين يريد، يستطيع أن يفرض مطالبه دون استسلام. لم نركع للحوار المباشر أبدًا، ولكننا أجبرنا العالم على سماع صوت العدالة."
واختتم قائلاً:
"رغم التضحيات الكبيرة، فإن جبهة المقاومة تقف بكل عزة. إسرائيل كيان قابل للهزيمة، وقد هُزم مرارًا. اليوم، القوة الحقيقية ليست في الترسانات العسكرية، بل في إيمان الشعوب. هذا التجمع المقدس هو دليل ساطع على انتصار الحق على الباطل."
.

نهاية المراسم؛ لبیک عالمي لنداء الاستغاثة  

انتهى هذا الاجتماع الحاشد بتلاوة دعاء الفرج، ونداء

جماعي "لبیک یا مهدی"، وقراءة الدعاء من أجل هزيمة

الظلم وانتصار الحق. 
آلاف الأشخاص، بعيون دامعة وقلوب مفعمة بالأمل في الظهور، جددوا عهدهم مع الإمام المهدي (عج) وأعلنوا

للعالم أن فلسطين لن تبقى وحدها.


 
https://avapress.com/vdcf10dmmw6dyca.kiiw.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني