وكالة صداي افغان للأنباء(أوا)– الخدمة الدولية: إيران مع إنجازات محلية ومعتمدة على نفسها، وبخاصة في قطاع الصواريخ والطائرات المسيرة المتقدمة في الحرب 12 يومه، باستخدام تكنولوجيات جديدة، الذكاء الاصطناعي، هجمات سيبرانية و... تمكنت من تحطيم طبقات الدفاع الجوي المتقدمة المكونة من ثمانية طبقات «تاد»، «القبة الحديدية»، «فلاخن داود» و... والوصول إلى قلب إسرائيل (تل أبيب و حيفا) وضرب المراكز المهمة والحساسة العسكرية والدفاعية والاقتصادية للکیان الصهيوني.
تفوق إيران في الحرب السيبرانية وفشل الأنظمة الغربية
إيران، وخاصة في مجال الحرب الإلكترونية، تمكنت خلال 12 يوماً من إرباك أحدث التقنيات الغربية التي كانت بحوزة إسرائيل، وحوّلت «القبة الحديدية» ذات الشهرة الواسعة في المنطقة إلى نظام عاجز، وصل في نهايته إلى مرحلة أصاب فيها نفسه بدلاً من الأهداف.
ورغم أنّ العدوان الصهيوني على إيران في بدايته أسفر عن استشهاد عدد كبير من قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين، فإنّ إيران استطاعت خلال أقل من 24 ساعة توجيه ضربات صاروخية ومسيرة قاسية إلى العدو المعتدي.
والأكثر إثارة أنّه في بداية الحرب كان عدد الصواريخ المطلَقة من إيران كبيراً، لكن في نهايتها انخفض العدد وارتفعت الدقة والإصابات. وبالطبع، هذا الانخفاض لا يعني نفاد المخزون الصاروخي الإيراني، بل يمكن تفسيره بعدة أسباب رئيسية:
ـ أولاً، أنّ إيران أطلقت في بداية الحرب عدداً كبيراً من الصواريخ المصنَّعة قبل 20 عاماً، بهدف إخلاء المدن وزيادة فاعلية الصواريخ المتقدمة.
ـ ثانياً، أنّ إيران كانت مستعدة لحرب طويلة مع الغرب والكيان الإسرائيلي، وهي حرب استنزاف مكلفة تتطلب الترشيد والحذر في إدارة الموارد.
ـ ثالثاً، أنّه في نهاية الحرب، حلّت الجودة محل الكمية؛ أي أنّ إيران استخدمت الصواريخ من الجيل الجديد التي كانت قادرة على اختراق الطبقات الدفاعية بثقة، فلم تعد هناك حاجة لإطلاق مئات الصواريخ، بل كان يكفي إطلاق عدد محدود يومياً بدقة عالية وإصابة مباشرة للأهداف.
التكنولوجيا الخفية لإيران وآفاق الصراعات المستقبلية
من جانب آخر، ما استخدمته إيران في الحرب التي استمرت 12 يوماً ضد الكيان الصهيوني لم يكن سوى جزء صغير من تقنياتها العسكرية. وبحسب اعتقاد كثير من المحللين العسكريين، فإنّ هناك أسراراً ومفاجآت في القطاعين العسكري والدفاعي الإيراني لا تزال، كما أكد المسؤولون في هذا البلد، خفية عن أنظار الكثيرين.
ويرى خبراء الشؤون العسكرية أنّ إيران كانت لها اليد العليا في الحرب الإلكترونية خلال المعركة التي استمرت 12 يوماً ضد إسرائيل وأمريكا، ويقولون إنه إذا اندلعت الحرب مرة أخرى في المستقبل، فلن تكون إيران وحدها؛ لأنّ أوضاع المنطقة تفرض أن تبدأ المواجهات المقبلة على نطاق واسع جداً.
وقال «أحمد خان أندر»، خبير الشؤون العسكرية، في مقابلة مع وكالة آوا، إنّ إيران في الحرب 12 يوماً، واجهت كل التكنولوجيا الغربية التي كانت بيد إسرائيل بأسلحتها ومعداتها العسكرية المحلية ومن دون مساعدة من أحد.
وبحسب قوله، أظهرت الحرب 12 يوماً أنّ إيران تمتلك تفوقاً في الحرب الإلكترونية والسيبرانية، وأنّ صواريخها قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة لإسرائيل وإصابة الأهداف بدقة.
وأوضح أنّ تعطيل نظام الدفاع «تاد»، وهو أحد أكثر أنظمة الدفاع الأمريكية المضادة للصواريخ الباليستية تطوراً، وكذلك النظام القصير المدى «القبة الحديدية»، إضافة إلى الطبقات الدفاعية التابعة للقواعد الأمريكية (سنتكوم) في المنطقة والدول العربية الحليفة لها، لم يكن بالأمر السهل؛ غير أنّ إيران تمكنت من كسر كل هذه الحواجز والتوغل في القلب النابض لإسرائيل (تل أبيب).
بحسب قوله، فإنّ الكيان الصهيوني حتى ذلك اليوم لم يكن يعرف سوى الهجوم على الدول، وتدمير الأراضي، وقتل الأبرياء، ونشر الخراب، ولم يختبر يوماً ضربات قاسية، لكنّ إصابة الصواريخ الإيرانية قلب إسرائيل وتدمير العديد من البنى التحتية الأمنية والدفاعية حطّمت فجأة هيبة هذا الكيان وسطوته في المنطقة.
وأوضح أنّ إيران خلال الحرب 12 يوماً كانت تمتلك اليد العليا، خاصة في مجال الأنشطة الإلكترونية والسيبرانية، مضيفاً أنّ إيران في تلك الحرب استخدمت الأسلحة التي كانت بحوزتها، وخاضت المعركة معتمدة على إنجازاتها العسكرية المحلية، غير أنه في المستقبل، إذا اندلعت حرب جديدة، فقد تُزوَّد إيران بأسلحة ومعدات عسكرية متطورة من دول مثل روسيا والصين، وحينها ستتغير معادلات الحرب تماماً، وستمتد على نطاق أوسع من السابق.
الحرب اليوم هي حرب تكنولوجيا، وإيران مجهزة تجهيزاً عالياً
من جانب آخر، قال «خليل أحمد نادم»، خبير عسكري آخر، في مقابلة مع وكالة آوا، إنّ الحرب المعاصرة ليست حرب بنادق، بل هي حرب أزرار، حرب إلكترونية وتكنولوجية. وقد طوّرت إيران نفسها خلال السنوات الأخيرة من الناحية التكنولوجية بشكل كبير، وتمتلك في الوقت نفسه طائرات مسيّرة وصواريخ متقدمة وبعيدة المدى. وقد شاهدنا في الحرب 12 يوماً كيف حطّمت الدفاعات «تاد» و«القبة الحديدية» وأصابت أهدافاً في غاية الأهمية.
وبحسب نادم، فإنّ سبب تمادي إسرائيل اليوم في اعتداءاتها يعود إلى دعم جميع الدول الغربية لهذا الكيان، وإلا فهي ليست في مستوى يمكنها من ضرب إيران أو هزيمتها.
وأوضح نادم أنّ الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، لا تدعم إسرائيل عسكرياً فحسب، بل تمدّها أيضاً بالمساعدة في المجالات الاستخباراتية والمعلوماتية، وتحدّد لها الأهداف في الغالب؛ ولذلك، لولا هذا التعاون الواسع، لما كان هناك ما يُعرف بإسرائيل في المنطقة.